“ساز ميوزيك”…نحو ثقافة فنية للجميع

تقرير/ هايستان أحمد –

الموسيقى مرآة تتجلى فيها ثقافات الشعوب وحضاراتها، ولم تعد فناً يُقصد به مجرد اللهو والتطريب بل أصبحت جزءاً من ثقافة المجتمع ومن دعائم المدنية الحديثة، ونعلم إن الموسيقى لم تأخذ أهمية أو اهتماماً من قِبل المجتمع، ولم تكن سوى نغمات محببٌ سماعها من وقت لآخر، دون الاندفاع إلى تعلمها بكثرة وخاصة في الشمال السوري، ولكن في يومنا هذا يأخذ هذا الفن حيزاً كبيراً في المجتمع ومجال الثقافة والفن، فانتشرت مراكز لتعليم الموسيقى على نحو جيد وباهتمام من المجتمع لتنمية المواهب وإنارة أذهان العامة على إن الفن ليس بالشيء القليل للاستهانة به.

ساز ميوزيك خطوة في طريق تعليم الثقافة الفنية

في مدينة قامشلو تتواجد مراكز عدة لتعليم الموسيقى من قبل محترفي هذا الفن ومن هؤلاء المحترفين أستاذ الموسيقى (جوان جميل)، الذي نشأ في عائلة مُحبة للموسيقى والفن، في هذا السياق قمنا بزيارة مركز (ساز ميوزيك) للتأهيل الموسيقي، الذي يقع في الحي الغربي، وبإشراف الأستاذ “جوان جميل” وهو من مواليد1984م من مدينة قامشلو، محب للعزف منذ الصغر، متخصص في تدريس الموسيقى، ومتخرج من كلية الموسيقى، فتح هذا المركز الأكاديمي لتأهيل وتعليم محبي العزف منذ عام 2013، ويستقبل الأطفال من عمر السابعة وما فوق، وبإقبال جيد من قبل الأهالي لتعليم أولادهم والتحرر من قيود العادات والتقاليد البالية وتوجه الشابات على نحو كبير، وبمقابلتنا مع الأستاذ” جوان جميل” قال: (الموسيقى هوايتي منذ الصغر لأن أخي فنان وعازف وفي أجواء الموسيقى والطربّ وبخاصة ما يتعلق بالفلكلور نشأت، وكَبرتُ ونمت موهبتي أكثر، وعند تخرجي من الكلية والعودة إلى الديار لاحظت إن هواة الموسيقى لا يوجد مكان محدد ليتوجهوا إليه للتعلم، لأنه لم تتواجد مراكز لتعليم الموسيقى في مدينة قامشلو كثيراً وهذا ما أعطاني دفعاً قوياً لفتح مركز موسيقي ليكون مقصد الأفراد لإظهار مواهبهم وتنميتها، والسبب الثاني الذي جعلني أصّر على فتح المركز هو الأوضاع والأزمة السورية فعملت بجهدٍ لأبعاد الناس عن هذا الجوّ المخيف نوعاً ما ولكي نعمل على تعزيز الثقافات والفلكلور الكردي، وكي لا ينسى العالم تاريخنا الموسيقي).

الموسيقى لغة الفكر الحر

وحدثنا أيضاً حول مشاركة فرق المركز بالعديد من الفعاليات في المدينة منها: “مهرجان الربيع الثاني، ومهرجان السلام، وحفلات أخرى”، وأنه يُعلم الطلبة بشكل أكاديمي وليس سماعي فقط، وعلى مناهج عالمية، على كل الآلات الموسيقية، وإن الهدف من فتح معاهد ومراكز متخصصة للموسيقى هو تعليم الجيل الجديد الموسيقى والفلكلور، وأن تأخذ أهمية كبيرة وتصبح ثقافة مجتمعية مشتركة وليس فناً ترفيهياً فقط، لأن هذا الفن يكمل شخصية الأفراد عامة والأطفال خاصة، وبتوسع تفكير الطفل ومداركه يتعلم لغة النوطة التي هي لغة الموسيقى الحرة، وفي ختام حديثه قال: “عملنا على انتشار هذا الفن ونتمنى أن يرتفع مستواه في المجتمع لأنه يأخذ بالمجتمع إلى الرقي في الأفكار والفلكلور الكردي، ونحن مستمرون على الرغم من بعض الصعاب، ونحن على إيمانٍ برفع مستويات الفن في المجتمع الكردي وسنبقى ثابتين في هذه الخطوات الثقافية لنتقدم بالمجتمع الكردي نحو مستقبل مشرق وبأمة واعية ومتحضرة في مجالات الحياة كافة”.