محاور وقضايا ثقافية في الأسبوع الأدبي الثالث بمدينة ديرك

جل آغا/ أمل محمد –

أفاد عدد من الأدباء والمثقفين المشاركين في الأسبوع الأدبي في ديرك، أن القضايا والمحاور الأدبية، التي يتم مناقشتها هي قضايا هامة، ويجب العمل على إحيائها وتجاوز سلبياتها، مشيرين إلى أن الأسبوع الأدبي عبارة عن ملتقى ومكان لطرح الأفكار الجديدة وتبادل الخبرات.

وانطلقت فعاليات الأسبوع الأدبي بدورته الثالثة في مدينة ديريك، والذي يستمر على مدار ستة أيام برعاية ديوان الأدب في إقليم شمال وشرق سوريا وبمشاركة مجموعة من الكتاب، والمثقفين والأدباء من مناطق مختلفة.

وبصدد هذا الموضوع؛ التقت صحيفتنا “روناهي” شخصيات أدبية وثقافية مشاركة في الأسبوع الأدبي للحديث أكثر عن أهميته ودوره في إيجاد السبل الكفيلة بارتقاء الواقع الأدبي في المنطقة، وسموّ شأنه.

بداية حدثنا عضو الهيئة الإدارية لاتحاد مثقفي روج آفاي كردستان، الكاتب والصحفي محمود عبدو عن أهمية الأسبوع الثقافي: “الأسبوع الأدبي اُفتتح في 27 من شهر نيسان، ومستمر لغاية الثاني من أيار على مدار ستة أيام كاملة في مدينة ديرك، حيث تكمن أهمية الأسبوع الأدبي لما يحمله من رسائل وأهداف، ويتناول قضايا مهمة تخص الشارع الأدبي. ويتمحور الأسبوع الأدبي حول ثلاثة قضايا مهمة، وهي قضايا النشر والتأليف، وأدب الطفل والنقد الأدبي، ومن الضروري قيام هذه الفعاليات والنشاطات في عموم المنطقة للنظر لواقع الأدب والرفع من شأنه”.

وعن مجريات الفعاليات اليومية أضاف عبدو: “يتم إلقاء محاضرة بشكل يومي وقراءة نصوص أدبية باللغتين الكردية والعربية، وتحديد يوم خاص لملتقى أدبي حواري، واستضفنا شخصيات أدبية من مدن ومناطق من داخل مقاطعة الجزيرة ومن خارجها، والغاية من الأسبوع الأدبي هي تعميق وتعميم الحالة الثقافية والأدبية والتعريف بالنتائج المحلية ضمن المدن والعمل على مواضيع مؤثرة في رسم سياسات أدبية في المنطقة، نطرح من خلال الأسبوع الأدبي المشاكل، التي تواجه الكتاب والشعراء ووضع حلول لها، والاستماع للمقترحات لتفاديها”.

بدأ الأسبوع الأدبي في دورته الأولى في قامشلو وتلاه في كوباني، فبدأ في دورته الثالثة في مدينة ديرك، وأكثر القضايا التي تم طرحها في هذه الدورة هي، فيما يخص النشر والتأليف، والتسويق وأدب الطفل، وعما ميّز هذه الدورة فقد تحدث عبدو: “هناك مشاركة لعدد من الكتاب من مدينة ديرك، التي تستضيف المنتدى، وهناك ضيوف من حلب، والحسكة، وقامشلو، وسري كانيه، وكركي لكي، وكذلك منبج وعفرين، وكان ضيفنا هذا العام هو الروائي الكردي مروان بركات. ومن هنا يكون الأسبوع الأدبي فرصة مهمة لتبادل الأفكار، والآراء وطرح المقترحات”.

وفي السياق ذاته حدثتنا الناطقة باسم ديوان الأدب في إقليم شمال وشرق سوريا ناريمان عفدكه: “ناقشنا  ونناقش في هذه الدورة محاور مهمة، ومنها أدب الطفل وقضايا النشر والتأليف والنقد الأدبي، كل محور يتم نقاشه على مدار يومين يوم عبارة عن محاضرة أكاديمية، واليوم الثاني هو ندوة حوارية نستضيف فيه ثلاثة ضيوف، وثلاثة محاورين، كما نقوم بإلقاء قصائد وقصص باللغتين العربية والكردية، ومن النقاط المهمة، التي نعاني منها ولا نزال نناقشها في دورتنا هذه، هي عدم وجود نقاد باللغة الكردية، هناك نقص اهتمام بأدب الطفل، ومن يكتبون لهم، من هنا نحن نضع على عاتقنا طرح المشكلة والعمل على حلها، والاستماع للمقترحات، فنقوم في كل عام بالأسبوع الأدبي في كل منطقة على حدة، هذه المرة نحن في مدينة ديرك، والغاية من ذلك هو تغيير الجغرافية، وتغيير الآراء والمقترحات والحصول على كل ما هو جديد”.

وعن المشاركين في الأسبوع الأدبي، وحضور المرأة حدثتنا ناريمان عفدكه: “المشاركون في البرنامج، هم الذين يقومون بإلقاء القصائد والقصص، وأعدادهم تقارب ثلاثين كاتباً وكاتبة، ونحن نستقبل الضيوف من مناطق عدة مثل: الشهباء، ودير الزور، والرقة، أما فيما يتعلق بحضور المرأة في الأسبوع الأدبي، فكان يقتصر على مشاركات في برنامج الأسبوع الأدبي، والحضور كضيوف، وناقشنا في الندوات السابقة موضوع “المرأة والأدب” وقضايا المرأة الكاتبة، وفي هذا العام لم نتطرق لهذا الموضوع؛ لأننا ناقشناه في الندوات السابقة، وعملنا خلال العامين السابقين على المقترحات، التي تم طرحها، وقد تمكنا من الوصول لنتائج جيدة”.

وتضيف ناريمان عفدكه: “حتى هذه اللحظة كانت نتائج الأسبوع جيدة جداً، ولكن نعاني من مشكلة بسيطة، هي قلة المقترحات والتوصيات للعمل عليها، كما أننا واجهنا اعتذاراً من قبل بعض الأدباء والمثقفين، الذين كان من المفترض حضورهم الأسبوع الأدبي، ولكن نتيجة للأوضاع، ولبعض الظروف الشخصية لم يتمكنوا من ذلك، هذا العام كان الحضور يقتصر على الشعب الكردي والعربي، وغياب الشعب السرياني، هذه من بعض النقاط، التي شكلت بعض الصعوبات على الأسبوع الأدبي”.

هذا وقد حدثنا الرئيس المشترك لمنسقية الأدب في شمال وشرق سوريا دلشاد مراد عن مشاركته في الأسبوع الأدبي: “فيما يتعلق بالدورة الثالثة للأسبوع الأدبي، الذي ينظمه ديوان الأدب في مدينة ديرك هذه السنة، هو عبارة عن فعالية مُكملة لمجمل الأعمال الأدبية التي تقام في إقليم شمال وشرق سوريا، والتي يكون الحديث فيها عن المحاور الثقافية والنتاجات الأدبية في المنطقة، إضافة إلى مشاركات شعرية وقصصية لعدد من الكتاب المحليين سواء من ذوي التجربة أو الجدد، وكان الحضور لا بأس به من الوسط الأدبي والاجتماعي من ديرك وخارجها، وقد أدلى المشاركون  آراءهم، والتي لامست الواقع الأدبي، وكانت الآراء متفقة على ضرورة تجاوز السلبيات، والاهتمام بحالة الأدب”.

دلشاد مراد تابع: “الأسبوع الأدبي فرصة للتعرف على الوجوه الأدبية الجديدة والاستفادة من الخبرات والتجارب، وتبادل الأفكار بين الأوساط الأدبية والثقافية، والأسبوع الأدبي ظاهرة أدبية جدية، ولذا كان لا بد من أن تستمر لسنوات قادمة، وعلى القائمين عليه أن يهتموا بهذه الظاهرة أكثر، لأنها تركز على القضايا الأدبية الأكثر جدلاً وأهمية، فنأمل أن تتمخض عنه نتائج إيجابية سواء ضمن أوساط الأدب والثقافة، أو المؤسسات الأدبية في منطقتنا”.

والجدير بالذكر: إن الأسبوع الأدبي المقام في مدينة ديرك سيختتم فعالياته في الثاني من شهر أيار.