روناهي/ الدرباسية ـ
من أجل ألا يتكرر مشهد الجريمة مرة أخرى، طالب ذوو الطفلة المقتولة إيناس العبد بتقديم القاتل إلى محكمة علنية وعادلة، وعبروا عن أملهم بإنزال أقسى العقوبات له جراء ما اقترفت يداه؛ إحقاقا للحق وتطبيقا للعدالة.
وفي التاسع من حزيران الجاري، عُثر على الطفلة إيناس علي العبد مقتولة ومرمية في أرض زراعية في قرية عمر زوباش التابعة لناحية الدرباسية.
الطفلة البالغة من العمر عشر سنوات، كانت ترعى الأغنام في أراضي القرية، قبل ارتكاب الجريمة بحقها، ليتم العثور عليها مقتولة في المكان ذاته، بعد يومين من اختفائها، وقد تم التنكيل بجثتها، وبعدها بيوم مباشرة تمكنت قوى الأمن الداخلي من إلقاء القبض على القاتل، وسارعت بإجراء تحقيقاتها بهذا الشأن.
وعند عرض جثمان الطفلة على الطبيب الشرعي، تبين بأن الطفلة قد تعرضت للاغتصاب، وقد تم إحراق وجهها بمادة الأسيد، ما أدى إلى تشوهها.
مطالب بتحقيق العدالة
عبر منبر روناهي طالب ذوو الطفلة إيناس بتقديم الجناة لمحاكمة عادلة، حيث طالبت مريم العبد الله، والدة الطفلة إيناس الجهات المعنية بمعاقبة الجاني قانونياً: “إن ابنتي قُتلت بغير وجه حق، ودون ارتكاب أي جرم، لذلك نريد من الجهات المعنية تقديم القتلة لمحاكمة علنية وشفافة، وفي أقسى العقوبات؛ كي لا يضيع حق ابنتي، ونحن نؤمن بأننا نعيش في بلد يسود فيها القانون، لذلك نطالب بتطبيق القانون وإنزال أقسى العقوبات بحق القاتل”.
وأفادت: “إن بقاء قتلة إيناس دون عقاب، أو التهاون في محاكمتهم، سيسهل الطريق أمام ارتكاب جرائم أخرى من هذا النوع، وسيفتح المجال أمام المجرمين لارتكاب مثل هذه الجرائم، لأنهم سيكونون على ثقة بأنهم لن يلقوا جزاء ما ترتكبه أيديهم”.
مريم العبد الله، والدة الطفلة إيناس، وجهت رسالتها في ختام الحديث: “لن نتصرف بعقلية الانتقام والدم، لأن الدم لن يولد إلا الدم، ولكن لن نرضى، أن يبقى قاتل ابنتنا دون عقاب، لذلك نطلب من المعنيين إنصاف حقنا ومحاسبة المجرمين”.
بأي ذنب قُتلت؟
من جانبها، تحدثت لصحيفتنا، عيوش العبد الله، خالة الطفلة المقتولة، متسائلة عن الذنب، التي ارتكبته طفلة بهذا العمر: “حتى الآن لم نعلم الذنب التي قُتلت ابنتنا بسببه، فهي طفلة، ولم ترتكب أي جرم، وهذا يعدُّ خرقاً للعهود والمواثيق، التي ترعى حقوق الطفل، لذلك يجب محاسبة المجرمين”.
وتابعت: “إيناس قتلت من جهتين وبهدفين مماثلين، أولهما أنها طفلة لم تبلغ بعد، وثانيهما أنها أنثى، وهذان الأمران يناسبان القتلة، الذين لا زالوا يفكرون بعقلية جاهلية، فمن جهة يحاربون النساء، ويرون فيهن (ضلوع قاصرة) يسهل كسرها، ومن جهة أخرى يقتلون الطفولة قتلاً للمستقبل، لذلك، في هذه الجريمة يجب أن تتم معاقبة فاعليها، وإلا فإننا لن نتخلص من العقول العفنة، التي ترى في النساء طرائد يمكن اصطيادها بسهولة”.
عيوش العبد الله، خالة إيناس، اختتمت حديثها بالقول: “نأمل أن يُصان حق طفلتنا، وألا تمر هذه الجريمة مرور الكرام، فعند ارتكاب مثل هذه الجرائم، يجب أن يتم اتخاذ أقسى العقوبات بحق القاتل، لذلك، نطالب بإعدام هذا القاتل، لأنه قام بإعدام ابنتنا، من خلال خنقها، لذلك يجب أن يلقى جزاء ما اقترفت يداه، كما نطالب المنظمات الدولية المعنية بحماية حقوق الطفل بالقيام بواجباتها في حماية حقوق الأطفال”.
وتجدر الإشارة إلى أن التحقيقات بشأن جريمة القتل المرتكبة بحق الطفلة إيناس، لازالت مستمرة عند قوى الأمن الداخلي، التي كشفت في بيانها الوحيد، الذي أصدرته بهذا الشأن بتاريخ 11 حزيران الجاري بأنها قد ألقت القبض على القاتل، وبأنها ستكشف عن كامل ملابسات الجريمة فور الانتهاء من التحقيقات.
