بعد قرار محاكمة داعش.. إيزيديات يؤكدن أن العدالة ستأخذ مجراها

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

بعد تسع سنوات من المجزرة، التي ارتكبت بحقهن من قبل مرتزقة داعش تجد الإيزيديات، أن قرار الإدارة الذاتية بمحاكمة داعش بصيص أمل، وثقة لتحقيق العدالة للضحايا، والناجين من غطرستهم.

ستتحقق العدالة

تعرض الشعب الإيزيدي لأبشع مجزرة؛ فرمان الثالث والسبعين على يد مرتزقة داعش في الثالث من شهر آب عام 2014، وقد نالت المرأة الإيزيدية نصيباً أكبر من الجرائم اللاإنسانية، التي ارتكبها مرتزقة داعش بحقها.

فصور الخطف، والسبي، والاغتصاب، والبيع في أسواق النخاسة، السجن الانفرادي، والجماعي، والتعذيب، والتجويع، والاستعباد، والإجبار على اعتناق الديانة الإسلامية هذه الأساليب كلها، وُصفت بأنها أبشع الجرائم، التي اُرتُكبت بحق النساء.

وبعد تحرير المنطقة من مرتزقة داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية، سعت وحدات حماية المرأة إلى تحرير الإيزيديات، وقد حررت العشرات منهن، إلا أن مصير ما يقارب ألفي إيزيدية مازال مجهولاً، وبعد مرور تسع سنوات على هذه الفاجعة الأليمة، التي أصابت الشعب الإيزيدي، والمرأة بشكل خاص، ظهر بصيص الأمل بأن تنال النساء الإيزيديات حقهن، وذلك بعد أن أقرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في العاشر من حزيران من العام الجاري البدء بتقديم مرتزقة داعش الأجانب المحتجزين لديها إلى محاكمات علنية، وعادلة وشفافة، بما يتوافق مع القوانين الدولية، والمحلية الخاصة بالإرهاب، وبما يحفظ حقوق المدعين من الضحايا، وأفراد أسرهم، في ظل تقاعس المجتمع الدولي تجاه مسؤوليته في محاكمة مرتزقة داعش.

الإعدام غيض من فيض

الرئيسة المشتركة للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة ليلى إبراهيم تحدثت عن الأذى النفسي، والجسدي الذي طال الإيزيديات على يد مرتزقة داعش، وعن كمية المعاناة، التي عاشتها المرأة في ظل المرتزقة: “بالرغم من تحرير العديد من النساء إلا أن المرأة مازالت تعاني من الأثار النفسية، والجسدية، وفقدانها الأمن والأمان”.

ترى ليلى، أن هذه الإبادة ما زالت مستمرة بحق النساء فما زالت العديد من الإيزيديات في قبضة داعش تعاني الويلات دون أي رادع، وتجد محاكمة داعش تحقيقاً للعدالة المسلوبة، وأخذ حق الشعوب، التي عانت من بطش مرتزقة داعش، ولا سيما المرأة الإيزيدية.

في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن تدويل ملف داعش، وإنشاء محاكمة دولية على الرغم من دعوات الإدارة الذاتية بهذا الشأن، ترى ليلى أن المباشرة بمحاكمة داعش عدالة، يجب أن تأخذها الشعوب المظلومة: “أخذ حقوقنا من القتلة ومحاكمتهم محاكمة عادلة، واجب على الدول كلها، وإنزال أقسى العقوبات بهم، لن يكون إلا غيض من فيض مما عشناه، فقد ارتكبوا أبشع الجرائم بحق البشرية”.

كما طالبت ليلى في ختام حديثها باسم جميع الإيزيديات المعنفات، والمتضررات من مرتزقة داعش، واللواتي ما زلن تحت قمع المرتزقة في أماكن

مجهولة، بإعدام القتلة، وأخذ حقنَّ: “لن ينتقم لنا أحد سوى أنفسنا، فلن يشعر بألمنا سوى من ذاق عذابنا، وعلينا أن نأخذ حق شهدائنا من الظالمين والمجرمين”.

محاكمة أمام العالم

لم تنسَ هيا محمود رشو النساء الإيزيديات، اللواتي التقت بهن بعد تحريرهن من قبضة داعش، لتصف لنا كمية المعاناة في وجوههن: “وضع المحررات صعب جداً، فقد كن يعشن في جحيم تحت يد مرتزقة داعش، وفقدن الأمان، وقد شهد العالم على الجرائم الفظيعة، التي طالت الإيزيديات دون تحريك ساكن من أجلهن”.

حيث انتقدت هيا تخاذل المجتمع الدولي، وصمته حيال ملف مرتزقة داعش، وعدَّت هذا الصمت الدولي إجحافاً بحق النساء المتضررات من داعش، وكل من حارب داعش نيابة عن العالم أجمع.

كما تطالب هيا بالإسراع في محاكمة داعش، والقصاص من الجناة: “أن الخوف من عودة مرتزقة داعش من جديد يولد الخوف لدى العديد من الإيزيديات، بالرغم من استعداد الشعب الإيزيدي للدفاع عن نفسه، إلا أن خطر داعش في المنطقة تواصل عبر خلاياه النائمة التي تسعى لعودة نشاط المرتزقة في المنطقة مرة أخرى”.

وبينت هيا في ختام حديثها أن القصاص من مرتزقة داعش، ومحاكمتهم واجب العالم، ويجب أن يشهد هذه المحاكمة العالم أجمع: “ستكون هذه المحاكمة عبرة لكل من تسول له نفسه السير على خطا المرتزقة، سواء الخلايا، التي تعمل في الخفاء، أو الأشخاص، الذين يحملون أفكاراً متطرفة، بأن القانون سيأخذ مجراه والعدالة سوف تتحقق، وسيعاقب كل من سولت نفسه العبث بأمن واستقرار وطننا”.