مشاركة المرأة المعلمة القطاع التعليمي أضاف له قيماً جديدة في إقليم شمال وشرق سوريا

روناهي/ الحسكة –

أسهم دخول المرأة القطاع التعليمي في إقليم شمال وشرق سوريا؛ بإبراز نموذج إيجابي وتشجيع الطلاب في ميدان التعليم؛ حيث أضافت قيماً مهمة على هذه المهنة التربوية.

دخول المرأة الوظائف، وأسواق العمل في إقليم شمال وشرق سوريا في أعقاب ثورة التاسع عشر من تموز عام 2012 أثبت أهمية دورها الحيوي والمحوري في تطور المجتمع، حيث تتمتع بقدرات فريدة تسهم في دفع هذا المجتمع نحو الأمام.

دور المرأة في التعليم

في السياق؛ التقت صحيفتنا “روناهي”؛ الرئيسة المشتركة للمجمع التربوي في الحسكة؛ سكينة معو؛ التي استعرضت في حديثها دور المعلمة في أن تكون نموذجاً إيجابياً ومشجعاً للطلاب في ميدان التعليم.

منوهةً، إلى أن المعلمة لها دور كبير في تحديد طابع البيئة التعليمية؛ وفي توفير بيئة إيجابية وداعمة، يمكن للمرأة المعلمة تحفيز الطلاب وتشجيعهم على استكشاف إمكاناتهم بشكل أفضل.

وأشارت سكينة، إلى أنه ومن خلال التجربة في المجمع التربوي؛ وممارسة العمل التدريسي، أصبحت المعلمة نموذجاً حياً للتميز الأكاديمي: “يمكن للطلاب الاستفادة من معلمة أو معلم يمتلك المعرفة والمهارات، وهو ما يشجعهم على تحقيق أهدافهم الأكاديمية”.

وأضافت: “تمتلك المرأة القدرة على تحفيز الطلاب للاستمتاع بالعملية التعليمية، وتشجيعهم على الابتكار والإبداع؛ من خلال طرح أساليب تعليم متنوعة ومحفزة، تتيح المعلمة للطلاب فرصة تطوير قدراتهم الإبداعية”.

بناء مجتمع من خلال العلم والتميز

وحول تجربة النساء داخل المجتمع؛ بينت سكينة أن المعلمة تسهم في بناء شخصية الطلاب من خلال نقل القيم والأخلاق الإيجابية، ويمكن بتوجيهاتها أن تكون نموذجاً للنزاهة والاحترام؛ ما يساهم في تنمية شخصيات قائدة ومسؤولة.

وأردفت أنه بتواجد المرأة في ميدان التدريس، يتحقق التوازن بين الجنسين في بيئة التعليم: “وهذا يساهم في تشجيع الطلاب على فهم أهمية المساواة، والتعاون بين الجنسين في المجتمع”.

مشيرةً، إلى أن دور المعلمة في مجال التدريس لا يقتصر على نقل المعرفة الأكاديمية فقط، بل يتعداه ليشمل إلهام، وتحفيز الأجيال الصاعدة؛ بواسطة تقديم نموذج إيجابي وداعم، حيث “تسهم المرأة في بناء مجتمع تعليمي يعتمد على التميز والتعاون”.

المرأة قوة تغيير في المجتمع

وحول المساهمة العلمية للمرأة؛ أشارت الرئيسة المشتركة لمجمع الحسكة التربوي؛ إلى أن المرأة تملك دوراً بارزاً في تعزيز المجتمع العلمي من خلال البحث والتفكير العلمي؛ لأن البحث العلمي واحد من السبل الفعّالة التي تمكن المرأة من إضافة قيمة هائلة للمعرفة والتقدم؛ من خلال أمور كثيرة؛ مثل: التحفيز للبحث والاكتشاف؛ “حيث تعمل المرأة العالمة على تحفيز وتشجيع الآخرين، خاصةً الشابات، على الانخراط في رحلة البحث العلمي، ويمكن لقصص النجاح والإلهام الشخصي أن تكون حافزاً للنساء لاستكشاف مجالات جديدة، والمساهمة في تطوير المعرفة”.

وزادت سكينة، أنه من خلال القيم، التي تضيفها المرأة المعلمة، هي توجيه البحث نحو القضايا الهامة: “فالمرأة بفضل قوة تفكيرها ورؤيتها المختلفة، تستطيع أن تسهم في توجيه البحث نحو القضايا الهامة والملهمة، ويمكن لتفكيرها الإبداعي، أن يفتح أفقاً جديداً للتفكير العلمي”.

وأكدت أن التجربة، التي تخوضها المرأة في المؤسسات في إقليم شمال وشرق سوريا؛ وخاصةً في قطاع التعليم، تظهر بشكل واضح، أن دورها في تكوين الأجيال المستقبلية لا يقتصر على توفير الرعاية اليومية، بل يتجاوز ذلك إلى تأثيرها العميق في نقل القيم وتوجيه الأطفال، نحو تحقيق إمكاناتهم الكاملة: “إن تفاعل المرأة مع الأجيال الصاعدة يشكل أساساً لبناء مجتمع متسامح وواعٍ”.

وفي ختام حديثها أشارت الرئيسة المشتركة للمجمع التربوي في الحسكة؛ “سكينة معو“، أنه “يظهر بوضوح أن دور المرأة في التعليم ليس مقتصراً على الجانب الشخصي للمرأة فحسب، بل يمتد ليسهم في تطور المجتمع بأسره، وأن تمكين المرأة، وتفعيل دورها في مجال التعليم، يمثل استثماراً في مستقبل مشرق، يعتمد على المعرفة والتميز”.