حسان القطب: المجتمع الدولي يتحمل تبعات الاحتلال التركي للأراضي السورية

يرى مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان القطب، أن الهجمات التركية على إقليم شمال وشرق سوريا وباشور كردستان، تحظى بموافقة أمريكية مخفية، وأشار، إلى أن روسيا أيضاً تستفيد من الاحتلال التركي للأراضي السورية، فهي منافسة للوجود الأمريكي في سوريا، الأمر الذي خلق توازناً بين الوجود الإيراني والتركي.

منذ ستة أعوام ومن دون أي رادع، بدأت تركيا احتلال الأراضي السورية، حيث احتلت الباب وإعزاز، ومن ثم عفرين وكري سبي، وسري كانيه، وأحدث الدمار فيها، وهجّرت آلاف الأهالي منها، وسلبت الممتلكات والأرزاق، وقتلت مئات المواطنين.

وبالأرقام، فقد استشهد 668 مواطناً في عفرين، بينهم 97 من الأطفال، و88 امرأة، في انفجار عبوات وسيارات مفخخة، وتحت التعذيب والقصف الجوي والمدفعي والصاروخي. كما سجلت الأرقام اختطاف أكثر من 8729 مواطناً، وأمام كل هذه الأرقام، تستمر الجرائم التركية حتى يومنا هذا في خرق واضح للقوانين والمواثيق الدولية، وخاصة أن المجتمع الدولي يلتزم الصمت حيال كل ما يحدث.

وفي باشور كردستان، يواجه الكرد الاضطهاد، الذي يمكن اعتباره تهديداً لوجودهم ولسيادتهم؛ فالهجمات العسكرية للاحتلال التركي تُشكل خطراً على حياة المواطنين، وتُسبب تهجير الآلاف من مناطقهم، وتشير المعلومات إلى أن الاحتلال التركي يخطط للقيام بهجمات برية جديدة واسعة النطاق في باشور كردستان، حيث صرح مسؤولون أتراك، وبعد عدّة زيارات مكوكية إلى بغداد وهولير، بشن هجمات جديدة.

ويخشى الاحتلال التركي من وجود الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، ويدّعي أن قيامها يهدد أمنها القومي ووحدة أراضيها، كما أن الاحتلال يخشى من أي تقدّم للكرد في باشور كردستان، حيث سينعكس ذلك على باكور كردستان، ويتذرع الاحتلال بذلك على الدوام لشرعنة هجماته على إقليم شمال وشرق سوريا وباشور كردستان.

وحول الموضوع ذاته، تحدث مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات، حسان القطب، لوكالة هاوار: “الاحتلال التركي يسعى إلى منع توحيد المناطق الكردية في إقليم شمال وشرق سوريا، وباقي أجزاء كردستان، التي قُسمت وفقاً لاتفاقية سايكس بيكو، ويعمل الاحتلال منذ سنوات إلى تقسيمها وإضعافها”.

وأوضح: أن “حكومة دمشق تغض الطرف عن الاحتلال التركي في إقليم شمال وشرق سوريا على الرغم من معارضتها علنياً، ويبدو أن هناك نوعاً من التوافق بينها وبين تركيا في هذا الجانب”.

وتابع: “إن التدخل والهجمات التركية على إقليم شمال وشرق سوريا، وباشور كردستان، يحظيان بموافقة أميركية غير معلنة، وكذلك روسيا التي تستفيد من التدخل التركي في سوريا، لخلق توازن للوجود الإيراني والتركي، خاصة وأنها بعد الحرب الأوكرانية، أصبحت بحاجة إلى تركيا لاستيراد المواد الغذائية”.

وأشار القطب: إلى أن “احتلال تركيا المستمر مناطق من الشمال السوري، وباشور كردستان، يعدّ امتداداً طبيعيا وواقعا لإعادة إحياء الدولة العثمانية البائدة، واسترداد النفوذ السياسي في المنطقة، وهذا ما يمكن تأكيده من خلال سياسة الرئيس التركي أردوغان، الذي يعتمدها منذ بداية استلامه السلطة”.

وبين: أن النظام التركي، وعبر بثه الروح التركية القومية، الذي يشجع على استعداء الكرد، وعدم احترام ثقافتهم وحضارتهم ودورهم، وحتى الحصول على حقوقهم المشروعة، وعدم منحهم دورهم في العمل السياسي والمشاركة في حكم الدولة، على الرغم من وجود عشرات الملايين الكرد في تركيا”.

واختتم حسان القطب، حديثه: “على المجتمع الدولي إدانة الاحتلال التركي للأراضي السورية، واعتباره انتهاكاً للقانون الدولي ولسيادة الدول، والضغط على تركيا للانسحاب الكامل دون قيد أو شرط، بما في ذلك تأمين عودة آمنة لسكان المناطق المحتلة الأصليين في سوريا والعراق، وإخراج المستوطنين منها، وإزالة مظاهر التغيير الديمغرافي الممارس ضد هوية الشعب الكردي الأصيل في المنطقة”.