حرسُ الحدود التركيّ… جرائم على الحدود وعبرها

ما تقوم به قوات حرس الحدود التركيّة (الجندرمة) من اعتداءات بحق السوريين عابري الحدود أو المقتربين منها يتجاوز كلّ أبعاد المهمة الأمنيّة ويرقى توصيفه إلى الجريمة المنظمة، فالمعتدى عليهم مدنيون عُزّل، إما ممن ضاقت بهم سُبل العيش وقرروا المغامرة والهجرة أو أنّهم من أهالي القرى المتاخمة للحدود، وإذا كان اعتقالُ عابري الحدود عبر طرق التهريب مبرراً قانونياً، فإنّه لا مبررَ للاعتداءِ عليهم بالضربِ المُبرحِ والسحل واقتيادهم إلى السجونِ.

رامان آزاد

إصابة أربعة أشخاص في الدرباسية

اُصيب أربعة أشخاص بينهم طفلة، مساء الأحد 26/11/203، برصاص حرس الحدود التركيّ (الجندرمة) في ناحية الدرباسية الحدوديّة. ونقلت وكالة نورث برس عن شهود عيان إنّ “أربعة أشخاص بينهم طفلة، يقطنون في الحي الغربي لناحية الدرباسية أُصيبوا بالرصاص الذي أطلقه حرس الحدود التركيّ. وأفاد طبيب بقسم الإسعاف في مشفى (خبات) في الدرباسية أنَّ المشفى استقبل أربع إصابات وصلت خلال ساعات المساء، إصاباتهم ناجمة عن استهدافهم بأعيرة ناريّة”.

والمصابون هم: محمد توفيق (١٨ عاماً)، ولورين كالو (٣٠ عاماً)، وداوود مصطفى (30 عاماً)، وكانت إصابة الطفلة نسرين محمد (٩ أعوام)، خطرة فتم تحويلها فوراً إلى مشافي مدينة الحسكة، فيما عولجت الإصابات الثلاثة الأخرى.

إصابة شخصين واعتقال 23 آخرين

أصيب شخصان واعتُقل 23 آخرين، مساء الثلاثاء 21/11/2023، على يد الجندرمة التركية أثناء محاولتهم عبور الجدار الحدوديّ إلى الأراضي التركية بريف كري سبي/ تل أبيض الشرقي، شمال الرقة.

وقال مصدر عسكري لنورث برس، إن “برج المراقبة التابع للجندرمة التركيّة المطل على قرية العيساوي شرق تل أبيض، استهدف مجموعة تضم 25 سوريّاً أثناء محاولتهم عبور الجدار الحدودي التركيّ”. وأضاف أنّ عملية الاستهداف أدّت لإصابة شخصين من المجموعة، جراح أحدهما خطرة.

وأشار إلى أنَّ الجندرمة التركية سحبت المصابين (مهدي الجميلي وغيث الزيادنة) إلى داخل الأراضي التركيّة، واعتقلت الآخرين وعددهم 23 شخصاً بينهم ثماني نساء مع أطفالهن، وتم نقلهم إلى مركز للاعتقال في مدينة تل أبيض التركيّة.

فقدت جنينها متأثرةً بإصابتها برصاص الجندرمة التركيّة

السبت 11/11/2023 فقدت امرأة جنينها متأثرةً بإصابتها، السبت، حيث استهدفت الجندرمة التركية لاجئين سوريين بالرصاص الحي أثناء محاولتهم العبور من ريف إدلب الشمالي الغربي، إلى الأراضي التركية.

وقال مصدر أمني، إن الجندرمة التركية استهدفت 19 سوريّاً أثناء محاولتهم عبور الجدار الحدودي في خربة الجوز بريف إدلب، وقالت ممرضة في مشفى خربة الجوز بريف إدلب الشمالي الغربي لنورث برس: إن “غرفة الإسعاف استقبلت اليوم امرأة تُدعى عليا الهربوش (28 سنة) حامل في شهرها الرابع”. وكانت مصابة برصاصتين، إحداها بالكتف والأخرى في منطقة البطن، إضافة للشاب عبد الرزاق الحاجم (22 عام).

مقتل شابين على الحدود السوريّة

الجمعة 10/11/2023 أطلق حرس الحدود التركيّ (الجندرمة) الرصاص بشكلٍ مباشر على سوريين أثناء محاولتهم اجتياز الحدود السوريّة التركيّة قرب مدينة سري كانيه، ما أدى إلى مقتل الشابين أحمد العنتر وعبد الله الخلف من بلدة الكسرة بريف دير الزور، وإصابة الشاب أحمد علي من سكان ريف سري كانيه.

إصابة أربعة أشخاص برصاص الجندرمة التركيّة

السبت 4/11/2023 أُصيب أربعة أشخاص برصاص الجندرمة التركيّة، أثناء محاولتهم العبور إلى الأراضي التركية شرقي تل أبيض/ كري سبي شمالي الرقة، وقال مسؤول أمنيّ في كري سبي: “إن الجندرمة التركية استهدفت مجموعة أشخاص أثناء محاولتهم اجتياز الجدار الحدوديّ مع تركيا قبالة قرية العيساوي، ما أدى لإصابة أربعة أشخاص أحدهم بحالة حرجة”. وأضاف أنَّ حرس الحدود التركيّ اعتقل تسعة أشخاص آخرين؛ بينهم نساء. ونقل الجندرمة المصابين والمعتقلين إلى مراكز الاحتجاز المعتمدة لديها، للتحقيق معهم قبل إعادة تسليمهم للجانب السوريّ من خلال أحد معبري كري سبي/ تل أبيض أو سري كانيه.

اعتداء على سوريين هاربين من القصف

مساء الأحد 29/10/2023 اعتدت عناصر الجندرمة التركيّة، على 24 سوريّاً بينهم سبع نساء بالضرب المبرح خلال محاولتهم اجتياز الحدود السوريّة ـ التركيّة قرب تجمع مخيمات الجزيرة غرب بلدة أطمة شمال إدلب، أثناء محاولتهم اجتياز الحدود السورية التركية قرب بلدة أطمة شمال إدلب، تزامناً مع القصف الحكوميّ على المنطقة. والمجموعة هم شبان وعوائل من ريفي إدلب وحماة ودير الزور، وتم اعتقالهم وتسليمهم لمعبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وفاة امرأة بعد إصابتها برصاص الجندرمة التركية

في 28/10/2023 توفيت امرأة تدعى غفران الحسين (42 سنة) توفيت متأثرةً بإصابتها برصاص الجندرمة التركيّة قبل خمسة أيام، خلال محاولتها العبور نحو تركيا.

إصابة طفلة ووالدها واعتقال 12 سوريّاً غرب إدلب

مساء الثلاثاء 24/10/2023 أصابت الجندرمة التركية بالرصاص الحي، طفلة ووالدها أثناء محاولة عبور الحدود باتجاه تركيا فيما اعتقلت 12 شخصاً آخرين كانوا برفقتهم بإحدى مناطق ريف إدلب الغربي.

ونقلت نورث برس عن مصدر عسكريّ من المعارضة المسلحة التابعة لأنقرة، أنّ الجندرمة التركية أطلقوا النار على 14 شخصاً لدى وصولهم للجدار الحدوديّ خلال محاولتهم الوصول إلى الأراضي التركيّة“. وأضاف أنّ إطلاق النار أسفر عن “إصابة الطفلة راما الحسين (6 أعوام) مع والدها أيوب الحسين (31 عام)”، موضحاً أنّه بعد إصابتهم اعتقلتهم الجندرمة التركية دون معرفة وضعهم الصحيّ فيما اقتيد 12 مُعتقلاً إلى أحد مراكز الاحتجاز المقابل لبلدة حارم. وأشار المصدر إلى أنّ الجندرمة التركيّة أطلقت النار مباشرةً على الأشخاص دون أيّ تحذير للرجوع عند وصولهم الجدار الحدوديّ.

الاعتداء على مدنيين في إدلب

مساء السبت 21/10/2023 اعتدت الجندرمة التركية، بالضرب على مدنيين بينهم نساء، أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا، ونُقلوا نتيجة الضرب “العنيف” إلى مشافي المنطقة. وقال مصدر من سكان بلدة حارم، إنّ 17 مدنيّاً بينهم خمس نساء، تعرضوا للضرب بالعصي “بشكلٍ عنيف”، قرب الجدار الحدوديّ مع تركيا قبالة بلدة حارم غربي إدلب، ونقلوا على إثرها إلى مشفى البلدة. وسجلت مشافي حارم وسلقين وخربة الجوز غربي إدلب نحو 14 إصابة بطلقات نارية مصدرها الجندرمة التركية بينها سيدة وطفل، وفق مصادر.

مقتل 33 سوريّاً منذ بداية العام الجاري

وبحسب مركز توثيق الانتهاكات فقد بلغ عدد السوريين الذين قُتلوا برصاص الجندرمة التركيّة 576 شخص، (104 طفلاً دون سن 18 عاماً، و68 امرأة)، وأصيب نحو أربعة آلاف شخص ممن حاولوا اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السوريّة الحدوديّة أو الفلاحين وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود واستهدفهم عناصر الجندرمة بالرصاص الحي أو اعتدوا عليهم بالضرب المبرح.

ومنذ بداية العام الجاري 2023، قتلت الجندرمة التركيّة 33 شخصاً، فيما بلغ عدد الذين أصيبوا خلال محاولة اجتياز الحدود 139 شخص، بينهم إصابات بإعاقة دائمة نتيجة الضرب الوحشيّ بالعصي والبنادق والركل وإلقائهم خلف السور الحدوديّ وهم ينزفون. وخلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أُصيب 38 شخصاً بينهم 11 سيدة، وستة أطفال برصاص الجندرمة التركيّة في مناطق متفرقة على الحدود السوريّة ــ التركيّة.

وخلال عام 2022 قتلت قوات حرس الحدود التركيّة 47 مهاجراً سورياً بينهم خمسة أطفال وامرأتين في مناطق سوريّة متفرقة قرب وعلى الحدود مع تركيا، كما أصيب 907 مدنيّ بينهم 36 طفلاً و40 امرأة باستهدافهم بطلقات مميتة من قنّاصين يستهدفون مهاجرين، عابري الحدود أو أهالي القرى القريبة من الحدود بشكلٍ متكرر.

وتزداد ممارسات السلطات التركية بحق المدنيين الراغبين بالوصول للأراضي التركيّة بقصد الهجرة إلى أوروبا هرباً من الأوضاع المعيشيّة السيئة وفقدان الأمن دون مراعاة وجود نساء أو أطفال. وتتراوح ممارساتهم بين الضرب بالعصي، والتعذيب ضمن نقاط الاحتجاز، وإطلاق الرصاص عليهم بشكلٍ مباشر. وتنتهي محاولات الهروب على الحدود بسبب تشديد السلطات التركيّة الرقابة على الحدود واستخدام السلاح.