حتّى نفحة واحدة من الشجاعة تكفي للإسقاط

 شكرو كديك_

تعيش السلطة الفاشية لحزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية أسوأ مراحلها، إنها في المراحل الأخيرة من سلطتها الطويلة، إذ أصبح زعماء الأحزاب المعارضة يتحدثون بحدّةٍ أكبر بعض الشيء، يتزايد الاستياء ضد النظام الأحادي (حتّى ولو لم يكن بالمستوى المطلوب)، كما تتزايد ردود الفعل، وتصبح أكثر وضوحاً، يتراجع الجمهور عن صمته ويشكّلون خطراً على السلطة.

وبغضّ النظر عن مدى كسر الصمت الاجتماعي، فإنه لا يزال غير كافٍ، ينبغي رفع الصوت للدرجة التي ترعب الأحزاب السياسية! ” الصوت هو أكثر ما تهابه الفاشية”، حتّى لو أخرج شخصٌ واحد صوته المعارض في المكان والوقت المناسب، فإنه سيكون كافياً لإسقاط السلطة، كما حصل مع رئيس رومانيا السابق، نيكولاي جافوشسكو، لقد اُتّهم بالاستبداد والخيانة ورُمي بالرصاص، وأردوغان أيضاً ارتكب ما يكفي من هذه الجرائم.

أراد جافوشسكو مخاطبة الشعب للمرّة الأخيرة لتصمد قوته الحساسة، دعا الشعب إلى التجمع في ساحة بوكرش، امتلأت الساحة، وأمر بأن يقوم من لا يستطيع الحضور إلى هناك بمشاهدته على الفضائيات، في البداية كان كل شيء جيداً، وكان خطابه يُقاطع بالتصفيق، وكان يواصل حديثه بثقةٍ كبيرة، ثم ارتفعت الصيحات المعارضة في الساحة، وتحوّلت التصفيقات لحجارة، لم يتمكّن جافوشسكو من إيجاد مخرج، ولم يكن هناك أحد لمساعدته، وكانت النتيجة مأساوية، بدأ إطلاق الرصاص الحي، ويُقال: أنّ أحد مطلقي الرصاص كان من أقرب رجاله.

يشهد الديكتاتور أردوغان وضعاً مماثلاً، لا وجود لأي سببٍ يمنع سقوطه، فنفحة شجاعةٍ واحدة قادرة على إسقاطه، فعندما تتوحّد ثورية جيل 1968، روح مقاومة غيزي، شغف حرية حركة التحرر الكردستانية، إصرار النضال والإرادة التي تمثلها، فلن يتمكن أيّ ديكتاتور من إنقاذ نفسه.

إنّ هجوم الديكتاتور الفاشي أردوغان على مناطق الدفاع المشروع سيكون أزمته الأخيرة، وإن كان يرى فيها الخلاص، فهذا خطأٌ كبير، إنّه يستولي على الغاز والنفط من باشور كردستان بالتحالف مع عائلة البرزاني، ويستغل الفوضى القائمة بالهجوم على حزب العمال الكردستاني، لا يمكن لإيران، أو العراق أو القوى الأخرى تجاهل السياسات التركية المنافقة، المخادعة والكاذبة، إذ انتهى عهد السياسة القائمة على دماء الشعب الكردي، يخوض الكرد حربهم النهائية، ستُفشل السياسات الاحتلالية في الخنادق العميقة في زاب وآفاشين، ومناطق الدفاع المشروع، سُتثبت المقاومة التاريخية لحزب العمال الكردستاني ذلك مجدداً،

إنّ الكرد هم المعارضون الرئيسيون، والمنظمون للسلطة الفاشية، ففي الوقت الذي يسود فيه الصمت، اليأس، والتشاؤم والخوف، ويتعرض فيه الشعب للاعتقال، أصبحت حركة التحرر بالنسبة للمجتمع مصدراً للمقاومة، وليس هذا فحسب، فقد حدّدت في الوقت ذاته القدر السياسي التركي، من المؤكد أنّ المعارضة تركت بالنضال الخامل العمل للانتخابات، لن تفوز في الانتخابات بدون الكرد، إنّ السياسة تتطلب الجدية، لن يستطيعوا التحرر من أردوغان بدون الكرد، إعطاء الوعود الفارغة رغم معرفة هذه الحقيقة سيجعلها تخسر، ستُجبر على مواجهة الحقيقة الكردية طالما أنّ الفوز بالانتخابات لن يتحقق دونهم.

سيلعب الكرد دوراً بارزاً في إسقاط أردوغان، وبغض النظر عن إعلانه عن بعض الانتصارات الكاذبة، فإن الحقيقة مختلفة، والتاريخ الذي نشهده اليوم شاهد على هذا، ومقاومة زاب وآفاشين هي أكبر مثال ماديٍ لهذا التاريخ، إذ يتم خوض الحرب في ظلّ ظروف لا مثيل لها، إذ تتفوق روح الانتفاضة للكريلا، الإرادة، القوة المعنوية والأخلاقية على تقنية الحرب الحديثة، القصف الجوي والبري العنيف، وإذا كان التاريخ يُسطّر مقاومة الكريلا ضد أكثر الأساليب الاحتلالية رهبةً في الجبال، وضد التواطؤ، فإن هذه المقاومة تشكّل إلهاماً للجميع.

كان شهر آذار حافلاً بالاحتجاجات الجماهيرية، وأُظهر ردّ فعلٍ حازم، استقبل نوروز بهذه الروح، وسيكون أيار استمراراً لهذا، استنفرت المقاومة الجارية في مناطق الدفاع المشروع الشعب الكردستاني بأكمله، إذ تتوجّه الأمهات نحو الحدود في باكور، وتتزايد الاحتجاجات في باشور، والجمهور في أوروبا أيضاً يحتج، كل هذه المقاومات قيّمة، ويجب تصعيدها، تلعب الشبيبة الثورية دوراً كبيراً، يستطيعون من خلال الفعاليات المشتركة تطوير أساليب أكثر قوةً، وإضعاف معنويات العدو، لو اتّحد النضال المشترك بين الكريلا، والشعب أكثر فإن شمس حريتنا ستشرق، وسنحتفل بالعيد القومي كشعب، اقترب يوم انتهاء إمبراطورية الظلم أكثر من أي وقتٍ مضى، نحن نشهد نوروزاً جديداً.