جعفر: الشنكاليون قادرون على الدفاع عن الهوية الشنكالية

كركي لكي/ غاندي اسكندر ـ

في الذكرى السابعة للفرمان الثالث والسبعين الذي تعرّض له الشعب الكردي الإيزيدي في شنكال على يد مرتزقة داعش الممول تركياً أكدت الشخصية السياسية والثقافية الإيزيدية والرئيس المشترك للمجلس التشريعي لإقليم عفرين سليمان جعفر أن جميع الفرمانات والمجازر التي تعرض لها الكرد الإيزيديين كانت على يد الأتراك”، وأوضح أن ما حصل في الثالث من آب كان مخططاً له مسبقاً وشنكال اليوم ليست شنكال الأمس لديها الآن قوات لحمايتها من أبناء وبنات شنكال.

حول ذلك أجرت صحيفتنا حواراً معه جاء على الشكل التالي:

-تعرّض الكُرد الإيزيديين إلى العشرات من المجازر تحت مُسمى الفرمانات وفي الثالث من آب 2014ارتُكِبت بحقهم مجزرو أخرى على يد مرتزقة داعش، هل لكم أن تبيّنوا السبب الذي أدى إلى حصول هذه المجزرة المروعة؟

عندما نقول إن الكرد الإيزيديين تعرضوا لاثنين وسبعين فرماناً فهذا العدد من الفرمانات كان على يد العثمانيين فقط”؛ لأن العثمانيين قد درسوا تاريخ الكرد بشكل جيد وهم على دراية تامة بأنهم لن يتمكنوا من السيطرة على الكرد طالما هناك إيزيدي واحد على وجه البسيطة، لذا ما أن تطأ أقدام مستعمر تراب كردستان “منذ انهيار إمبراطورية ميديا” يريد أن يمحي الوجود الإيزيدي على الأرض فالقضاء على الإيزيدية تعني القضاء على الكرد الأقحاح الأصلاء.

-هل هناك من تفسير عن تخلي قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني عن أهالي شنكال وتركهم عُرضة للانتهاك والاغتصاب على يد مرتزقة داعش؟

إن تخلي قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني عن شنكال له تفسير واحد وهو تنفيذ تعليمات الدولة التركية الداعمة الأساسية لداعش، أولئك المرتزقة الذين استخدمتهم تركيا للقضاء على الإيزيديين، فقد سبق هجوم داعش على الموصل اجتماع لممثلي الولايات المتحدة وتركيا والأردن وداعش والحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان في العاصمة الأردنية عمان، في الأول من حزيران عام 2014، تقرر فيه السماح لداعش باجتياح الموصل ومن ثم دخول شنكال مقابل منح آبار النفط في كركوك للحزب الديمقراطي الكردستاني، وظهر ذلك عندما أعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني يوم 13 حزيران 2014 بأنهم سيطروا على نفط كركوك دون أن يقدموا شهيداً واحداً، لذلك نفذ الديمقراطي شروط ذلك الاتفاق ومع وصول داعش إلى مشارف شنكال حتى صدرت التعليمات لسحب اثني عشر ألفاً من البيشمركة من دون إطلاق رصاصة واحدة ضد مرتزقة داعش، أما المتعاونين من الحكومة العراقية مع داعش، فقد أشاعوا بين جنودهم بأن ينسحبوا فور دخول ما يقارب 1500 داعشي بأسلحتهم الخفيفة إلى الأراضي العراقية، وكانوا ينادون بين صفوف عساكرهم “اهربوا بالدشداشة” وكان عدد الجيش العراقي يُقدر بثمانين ألف مقاتل، وعلى مرأى ومسمع الجيش العراقي وقوات الديمقراطي الكردستاني كانت صوت الفتيات الإيزيديات يشق عنان السماء وهنَّ يتعرضن للاغتصاب على يد وحوش العصر دون أن يهب لنجدتهم إحدى الحكومتين، وجرى ما جرى لشعبنا في شنكال من وأدٍ وقتلٍ وبيع للنساء في أسواق النخاسة في القرن الواحد والعشرين.

ـ برأيكم ألا يواجه الشعب الكردي الإيزيدي في شنكال فرَماناً جديداً ولا سيما بعد الاتفاقية التي وقِّعت بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بخصوص شنكال بالتزامن مع تهديدات أردوغان المستمرة باستباحة شنكال؟  

اعتقد الأتراك بأن حال الإيزيديين هو نفس حالتهم إبان الفرمانات السابقة التي قام بها أجدادهم، ولم يدركوا أن شنكال اليوم ليست شنكال القرون السابقة، حيث هناك شبان وشابات من الكريلا، ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية شنكال لهم بالمرصاد وبالرغم من أنهم قد قدموا أكثر من 400 شهيد إلا أنهم استطاعوا إنقاذ الشنكاليين، وطرد مرتزقة داعش شر طردة وتم تحطيم حلم الدولة التركية التي كانت تأمل أن تتوج أردوغان سلطاناً وأبو بكر أميراً للمؤمنين وبعد هزيمة القوة التي أعدوا لها وهي داعش، سارع حقان فيدان إلى اللقاء برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في التاسع من تشرين الأول وهو اليوم الذي بدأت المؤامرة الدولية على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان ونفس اليوم الذي في عام 2019عندما هاجمت تركيا بموافقة ترامب “سري كانيه وكري سبي” وحركت تركيا أسطولها الإعلامي للتحريض ضد حزب العمال الكردستاني “بأنهم يريدون أن يغادر حزب العمال الكردستاني منطقة شنكال” علماً أن الديمقراطي على يقين بأن قوات الكريلا انسحبت من شنكال في الأول من نيسان من عام 2018على مرأى الحزب نفسه ووسائل الإعلام العالمية، وأنه لم يبقَ في شنكال سوى بضعة عناصر من جرحى الحرب مهمتهم استشارية وليست عسكرية.

ـ كيف يستطيع أهالي شنكال الحفاظ على مكتسباتهم وصيانة هويتهم؟

كما أسلفنا شنكال اليوم ليست كالأمس، الآن لدى الشنكاليين قوات من أبناء وبنات شنكال هي وحدات حماية شنكال ووحدات المرأة في شنكال وأسايش إيزيدخان وإدارة ذاتية من شنكال نفسها” هذه القوات تستطيع حماية المكتسبات التي حصلوا عليها بعد أن قدموا أكثر من أربعمئة شهيد، والإدارة الذاتية لشنكال تتكفل بتأمين متطلبات الشعب الكردي الإيزيدي من كافة النواحي، وتستطيع بالتعاون مع القوات العسكرية الحفاظ على الهوية الوطنية لشعب شنكال، وفي هذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نترحم على الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل كرامة شعب شنكال ونقف بإجلال واحترام لأرواح الكريلا، ووحدات حماية الشعب وكل من استُشهد وهو يدافع عن شنكال، ولا يمكننا أن ننسى تضحية مجموعة من البيشمركة الذين رفضوا أوامر قادتهم حين أمروهم بالانسحاب حيث خلعوا لباس البيشمركة وقاوموا ودافعوا عن شنكال حتى الرمق الأخير.