مراقب سياسي: أردوغان فشل في تحقيق مبتغاة من زيارته للعراق

أشار المراقب السياسي نياز حامد، إلى توقيع 26 اتفاقية بين العراق وتركيا، لكنّه وعلى الرغم من ذلك، شكك في تنفيذ معظمها، وذكر أنّ أردوغان فشل في تحقيق مساعيه وأهدافه خلال زيارته للعراق.

محاولة تصدير الأزمة الداخلية للخارج

حول الزيارة، التي قام بها الرئيس التركي أردوغان للعراق في الثاني والعشرين من نيسان الجاري، تحدّث المراقب السياسي نياز حامد من باشور كردستان، لوكالة هاوار للأنباء: إن “قيام الدولة التركية بدعاية كبيرة لزيارة أردوغان لبغداد، كان لكسب العراق إلى صفه”.

 وأشار، إلى أهداف الدولة التركية من هذه الزيارة: “كان الهدف التركي الأول هو تصنيف الحكومة العراقية حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ودفعها إلى المشاركة في الحرب ضدّ العمال الكردستاني، وثانياً، إبرام اتفاقيات اقتصادية، ولا سيما أنّ تركيا تشهد على الصعيد الداخلي أزمة اقتصادية، لذا كان يسعى إلى حلّ الأزمة الداخلية بهذه الزيارة، وخاصة عن طريق النفط”.

وتابع: “لا يمكن القول: إنّه حقّق ما كان يأمله فيما يتعلّق بهدفيه الأول والثاني، فربّما تكون للعراق بعض العلاقات والروابط على الصعيد الاستخباراتي، لكنّه لا يدعم تركيا في حربها المباشرة ضدّ حزب العمال الكردستاني، لقد بقيت تركيا وحيدة مجدداً، وخرجت خالية الوفاض من زيارة رئيسها للعراق، وربما قيلت بعض الكلمات لكنّها تظلّ مجرّد كلمات فقط، وتمّ تناول ملف النفط أيضاً، لكن تطبيقه العملي ليس واضحاً بعد، وبالنتيجة أردوغان لم يحقّق أية مكاسب في زيارته هذه”.

الحكومة العراقية رفضت محاربة الكريلا

وأوضح حامد: أنّ “الاتفاقيات المبرمة بين تركيا والعراق ليست بالجديدة، فبعض الاتفاقيات الموقعة تتعلق بمياه نهري دجلة والفرات، والنفط والشركات التركية في العراق، لقد وُقّعت هذه الاتفاقيات، لكنني لا أعتقد أن تُنفّذ عملياً، ففي عام 2011 أيضاً وُقّعت اتفاقيات مماثلة لكنّها لم تطبّق حتى الآن، ربّما تُنفّذ بعض هذه الاتفاقيات، لكنني لا أعتقد أنّ تُنفّذ جميعها بشكل عام وشامل”.

وبين حامد: إلى أنّ “الجيش العراقي لن ينضمّ إلى الحرب ضدّ الكريلا، فهو في الأساس ضعيف ولا يستطيع القتال ضدّهم، ويعلم الجميع بما فيهم العراق، أنّ قوات الكريلا تناضل في سبيل الدفاع عن كركوك، ومخمور، وجلولا (جلولاء) وشنكال، وقدّمت القوات شهداء في سبيل ذلك، لذا ليس من المعقول أن يحارب الجيش العراقي الكريلا”.

واستطرد: “لقد حاورنا عدداً من المثقفين والمراقبين السياسيين، والجميع يجمع على أنّ الجيش العراقي لا يستطيع القتال ضدّ الكريلا، ففي حين أنّ جيوش الناتو نفسها لا تستطيع محاربتهم، كيف سيستطيع جيش ضعيف كالجيش العراقي فعل ذلك، لذا لن تنضمّ الحكومة العراقية إلى هذه الحرب، وهي تعلم هذه الحقيقة، كما أنّها تعلم جيداً أنّ الدولة التركية تشنّ هجمات يومية من حلب إلى خانقين وكركوك والموصل ساعية إلى ضمّ هذه المنطقة لحدود الميثاق الملّي”.

 وأردف: “هناك بالفعل العديد من القواعد التركية في مناطق عراقية عدة، وفي حال حاربت الحكومة العراقية الكريلا، لديها طريقان فقط، إمّا منح نقاط، وأماكن للجيش التركي، أو القتال ضدّ الكريلا، وهذا يعني أن تعادي شعباً كاملاً وقوّة فاعلة في الشرق الأوسط بأكملها، لقد لعب حزب العمال الكردستاني دوراً بارزاً في القضاء على داعش في العراق وروج آفا، ونحن متأكدون أنه لو لم يحارب حزب العمال الكردستاني داعش، لوصل إلى قلب بغداد، لذا لا أعتقد أن ينضمّ العراق إلى هذه الحرب الخبيثة، والشعب العراقي يدرك أن حزب العمال الكردستاني، قام بحماية الشعب العراقي من داعش”.

مقاومة الكريلا أفشلت المخططات

وأكد حامد: إنّ “قوات الكريلا اليوم في قمة قوتها، وحزب العمال الكردستاني لن يترك السلاح وسيدافع عن نفسه وشعبه، حزب العمال الكردستاني هو قوّة سياسية ودبلوماسية الآن، وأنّه ليس مجرد حزب فقط، بل قوّة دولية”، وتابع حديثه: “إنّه يتبنّى مشروع الكونفدرالية الديمقراطية، وأيديولوجية قائمة على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان”.

واستكمل: “تسعى الدولة التركية إلى احتلال العراق، وهي تحاول اقحام الجيش العراقي، وقوات الديمقراطي في الحرب ضد الكريلا، وجيش الكريلا ومن خلال مقاومته التاريخية يدرك أنه يدافع عن حقوق شعب بأكمله، وسيفشل المحاولات الرامية لاحتلال باشور كردستان”.

واختتم، المراقب السياسي، نياز حامد: “زيارة أردوغان لهولير أثارت استياء العراقيين، والكرد أيضاً، حيث شجب المثقفون والعديد من الشخصيات، الحكومة العراقية لاستقبالها أردوغان، والقيام بزيارة التركمان وعائلة البرزاني، ولم يبقَ سوى أردوغان والحزب الديمقراطي الكردستاني في الحرب ضدّ الكريلا، لكنّه لا يستطيع الدخول في مواجهات وحرب مباشرة عبر مجموعات زيرفان، بيشمركة روج وكولان، مع الكريلا، التي ستحسم المعركة بكل تأكيد”.