شنكال صرخة روح وطعنة في خاصرة الإنسانية

مثنى عبد الكريم-

وفي الروح ألف كلام لا يُقال وألف جرح ينزف

وفي الجسد طعنات لم تعد تهم أثرها يظهر بابتسامة

وفي الصمت تموت قواميس اللغات

وفي الضحك صرخات من موت يجري بين عقارب الساعة ويسمع في دقاتها

وفي دقات القلب تعزف موسيقى المجهول وبعض ترانيم ايزيس

الماضي الحاضر والمستقبل

صلوات في محراب التيه

ومجرد أوجاع وأفكار وبضع من أحلام

انهض لترحل معي !!

أين؟؟

لنحلق سويّة في لاهوت الكون فملكوته لم يعد يتسع لنا

دمعات ونزيف من تنهيدة تحرق أقداس الدنيا

ثم صمت أزلي…

عندما نريد التحدث أو الكتابة عما جرى بحق الشعب الإيزيدي في العراق شنكال تقف أقلامنا صامتة لتنزف دماً من هول عظيم تلك المصيبة والمصائب التي تعرّض لها هذا الشعب وهذه الإثنية وما هو ذنبهم؟

سأقول لكم أيها السادة والسيدات أن ذنبهم هو إنهم لا ذنب لهم فلم يشنوا هجوماً على أي أحد سكن معهم أو جاورهم، بل حتى إنهم لم يكونوا مسلحين إلا بالقليل اليسير من السلاح الفردي كانوا حمائم للسلام والبحث في لاهوت الحياة والعشق وعرفناهم بثيابهم البيضاء وابتسامتهم وشمعة الأمل ونار الحياة الأبدية.

لم يتركهم دعاة جهنم في حال سبيلهم بل أبو إلا أن يتدخلوا عنوةً فارضين حقدهم وكرههم الأسود كلون قلوبهم عليهم وعلى كل من يخالفهم، دعاة لم يفهموا معنى أن الرب رحيم وإنه إله الأخلاق والسلام والمحبة وإن الإسلام دين سلام يدعو لوحدة كل الناس ويضمن لهم حرية الاعتقاد، أرادوا صبغ ألوان السلام بسواد قلوبهم وقبح أشكالهم ونتانة رائحتهم وأي كلام يكفي أن أكتبه في هذا الموقف.

آلاف الكلمات تتدافع ومئات الصور تحضرني وأنا أكتب لأعجز أمام تلك الكلمات والصور، أمام تلك الأصوات والصرخات والدموع وكأني أعيشها معهم أُحِسُّ بمستوى الأدرينالين يرتفع وأنا أكتب الآن وكأني بينهم أركض لأحمل طفلاً تارةً ولأحمي طفلةً تارةً أخرى ولأساعد عجوزاً ضمت باب بيتها باكيةً مودعةً هذا البيت وذكرياته لتكتب بدم أبنائها الذين سقطوا شهداء لن ننسى ولكن أسلمنا أمرنا لك أيها الخالق العظيم، هنا جثة تنزف وفتاة تجري لتحتمي خلف أمها صارخة: أمي … أمي … وكأنها تقف خلف جدار يأبى الانهيار طلقات تُردي القذر ميتاً لتنهال على هذا الجبل مئات الطلقات لتقع الأم شهيدةً دفاعاً عن عرض ابنتها وكأنها تقول لسنا ضِعافاً بل سنخلق من جديد كشعاع الشمس وستنجلي ظلمتكم ولستم أول الغزاة ولكن لن نكون لقمة سائغة بعد اليوم أبداً أجل سترون بناتي اللواتي تغتصبونهن بثيابهن البيض في لالش من جديد قويات مولودات من نهر الأقداس، مُعمدات بطهره، يقفن عن عدي بن مجاهد ليقولوا له انظر عدنا لم ننسَ ألمنا وكيف ننساه بل سندرسّه لكل أولادنا وأحفادنا ولكن عدنا لنقول إنك علمتنا أن نعود قويات كأقمار في كبد السماء بل في كل سماء في مجرات الكون عدنا نحمل ازهاراً ونُشعل شمعة، عدنا من مذبح الحرية ولكن تعلمنا أن السلام يكمن في القوة وإن من تخلى عنا لن ينصرنا أبداً وإن أتانا بدموع كمحيطات الأرض اعذرونا يا أبناء جلدتنا ويا أيها العالم

سنعذركم وأرجا أن تعذرونا فنحن لسنا بقوتكم بل نحن معكم أقوياء هذه اكف السلام من كل شعوب شمال وشرق سوريا، بل وحتى العالم الذي يتضامن اليوم أجل رسالتنا ليعترف هذا المجتمع الدولي ذي المعايير المزدوجة بمجزرة الشعب الإيزيدي وسنستمر بمطالبنا فكلنا أنتم وكلكم حكاية وطن.