كركي لكي/ ليكرين خاني ـ
أحبت الفن وعشقته وكان لها الملاذ الآمن لمطالب العصر، وبه تشكل الجمال الكامن بين أصابعها، في إحياء موروث جميل، عناصره الجمال والإبداع تاركة لها بصمة في تاريخ ثقافة الشعوب.
تتفنن الشابة هيام الإبراهيم ذات الستة والعشرين عاماً من سكان ناحية كركي لكي في صناعة الفخار، والنقش عليه منذ صغر سنها، بداية حاولت نقش الحناء على أيدي صديقاتها في المناسبات، والأعياد، لتتجرأ وتوسع دائرة موهبتها، وتأخذ حيزاً على سطح الفخار، لتبرز موهبتها عليه، ولتشارك بعدها في عدة معارض لجمعيات خيرية، وتعرض أعمالها المميزة، التي تنبثق منها الأصالة والرُقي، ولنتعرف على الشابة هيام الإبراهيم كان لصحيفتنا “روناهي” لقاء معها.
أصالة ورُقي
“صناعة الفخار والنقش عليه برسومات مختلفة يحمل بين أعماقه هوية ثقافية للمجتمعات عبر التاريخ، وهي ما زالت حاضرة إلى وقتنا الحالي، ولمنظر يجمل البيوت والزوايا يتخذ البعض في الفخاريات المصنعة عناصر جمال لبيوت بسيطة، وتقديمها هدايا في بعض المناسبات”، بهذه الكلمات بدأت حديثها معنا الشابة هيام إبراهيم وتابعت: “منذ صغري وأنا أحب الرسم، وبداياتي كانت في الأعياد والمناسبات، حيث كنت أنقش الحناء على أيدي صديقاتي برسومات مختلفة رقيقة وبسيطة، ورغم قدرتي على الرسم، وتمكني من رسم لوحات مختلفة، إلا أنني عشقت النقش على الفخار في عمر السادسة عشر، وجدت في النقش والرسم على الفخار متعة وتميزاً، كون الفخار بأشكاله كافة دلالة على الأصالة والعراقة، لهذا اتجهت إلى عمل المنقوشات الفخارية بدعم من أسرتي في صناعة أشكال فخارية بسيطة، والنقش عليها، والاحتفاظ بها كقطع جميلة في المنزل، إلى أن سنحت لي الفرصة بأن أعرض أعمالي في معارض لجمعيات خيرية، وانضممت خلال فترة وجودي في الجمعيات إلى ورشات تدريب، ورسم على الفخار لتنمية الموهبة، والقدرة على الإبداع بالشكل السليم للفخار”.
وأضافت هيام: “النقش على الفخار والزخرفة يعتمدان وجود حس جمالي، وقدرة على التفنن باستخدام الألوان، وساعدني بذلك عشقي للرسم”.
النقش سبيل سعادتي
وتؤكد الشابة هيام أن دراستها للهندسة الزراعية، ورغم صعوبتها لم تقف عائقاً أمام هوايتها، واستقلاليتها، فهي تابعت الرسم والزخرفة على الفخار إلى جانب عملها في مشروعها الخاص في السوق، وافتتاح محل لها تبيع فيه الألبسة، وتشير من خلال حديثها إلى أنها معتمدة كلياً على نفسها في تأمين مصاريفها: “الاستقلالية كانت من صفاتي منذ صغري، كافحت كثيراً لكي أعمل في محل للبيع في السوق واعتمدت على نفسي في تأمين مصاريفي، ورغم الانشغال ما بين الدراسة والعمل ومسؤوليات المنزل، لكن النقش على الفخار أخذ حيزاً كبيراً في حياتي، لأنني أصب في النقش والرسم طاقاتي، وأجد فيه مساحة لي، وحرية في الإبداع”.
وتوجه الشابة هيام الإبراهيم رسالة للشابات بقولها: “أشجع الشابات إلى تنمية مهاراتهن أياً كانت، وعليهن العمل على تطوير وتنمية هذه الهوايات والمهارات، والإصرار على إتقان الموهبة للوصول إلى مرحلة الإبداع”.
