شيرين محمد… موهبة غنائية بحنجرة شجية تصدح بأنغام كردية

جل آغا/ أمل محمد –

صوت شجي، وحس موسيقي دافئ، يحرر اللحن من سباته الطويل، ويصدح للمدى المطلق، بأنغام من التراث حينا، ومن الحاضر أحيانا أخر، موهبة غنائية، تشق الطريق، وتسير على درب العظماء من المطربين، بثقة هادئة، وبتعلم أسرار الغناء والعزف الموسيقي، هي الموهوبة شيرين محمد.

توافق الموسيقا الإحساس دون أي جهد، وتعبر عن خفايا الروح البشرية، فالغناء حالة موسيقية متأصلة في التاريخ، وفي العصور السابقة؛ وجد الإنسان في الغناء ملاذاً للتعبير عن ذاته، وقد تطورت الموسيقا شيئاً فشيئاً ومعها تطور الغناء، وأصبح له أنواع متعددة، وأصبح معبرا عن كل ثقافة، ولكل مجتمع موسيقا وغناء خاصان به.

استطاعت “شيرين محمد” تقديم نفسها كأحد المواهب الغنائية الجديدة للعامة، ولاقت رواجاً كبيراً خلال فترة قصيرة؛ نالت فيها استحسان الجميع، الذين أثنوا على موهبتها الفذة.

في ربوع مدينة الياسمين الكردية قامشلو، تقطن “شيرين محمد” بعمر ثلاثة وعشرين عاماً، والتي تمتلك صوتاً شجياً في الغناء، تتقدم بخطوات ثابتة في مجال العزف والغناء، وقد تحدثت لصحيفتنا عن موهبتها وحلمها الموسيقي: “ولدت في عائلة تهتم بالموسيقى بل وتعشقها، وجدت حب الموسيقى في أعين عائلتي، كبرت ونشأت على ذلك، كانت عائلتي وبعض الأصدقاء أول من دعمني من خلال كلمات الثناء، التي وصفوا بها موهبتي، وهذا ما دفعني لأضع حلماً موسيقياً نصب عيني”.

حلم فتاة نحو التميز

في مطبات هذه الحياة، تجولت شيرين بين الدراسة والعائلة، والعمل، ولكن شغفها في الموسيقا والغناء لم يفارقاها: “أغني باللغة الكردية والعربية، ولكن أجد نفسي أكثر في الغناء باللغة الكردية، عالم الموسيقا بحر واسع، ولكن مع ذلك لم أشعر يوماً بأني سأفشل في ذلك؛ لأن الإيمان بموهبتي والثقة دفعاني للاستمرار”.

تفرغت “شيرين محمد” لموهبتها، وعملت بكل جد على إبرازها، وتقديمها للعلن من خلال تصوير مقاطع فيديو مصور، ونشرها على بعض مواقع التواصل الافتراضي وعن هذا حدثتنا: “في السابق كنت أغني للعائلة وللأصدقاء وسط دائرة صغيرة جداً، اليوم أنا أكثر ثقة بصوتي وموهبتي؛ لذا تقدمت خطوة للأمام من خلال تصوير مقاطع فيديو وأنا أغني، الآراء التي قيّمت موهبتي، قد دفعتني للاستمرار في الإبداع في موهبتي الغنائية”.

صقل موهبتها الفنية

إلى جانب الغناء تعمل شيرين على صقل موهبتها من خلال تعلم العزف على العود: “في الموسيقا الكردية ومن خلال ما لمسناه من الفنانين الكرد؛ نجد بأن الغالبية القصوى منهم يجيدون الغناء والعزف في آن واحد، وهذا ما دفعني لتعلم العزف إلى جانب الغناء، حتى أكون فنانة حقيقة في درب العظماء من الفنانين، فاخترت آلة العود لحبي لها، اليوم أنا في بداية طريقي لتعلم العزف من خلال النوتة الموسيقية، ولا يزال الدرب طويلاً، لكن لن أستسلم وإلى جانب ذلك أدرب صوتي للتمكن من الطبقات الصوتية الجديدة بكل سلاسة ومرونة”.

تأثرت شيرين بعدة فنانين كرد كبار من أمثال محمد شيخو، وتحسين طه، وتجد في الموسيقى الكردية عالماً خاصاً لا يشبه غيره: “الموسيقا الكردية لها سمة خاصة بين الموسيقا العالمية ولا يمكن لأي قوم أن يتمكن بها غير الكرد أنفسهم، لهذا كان الفنانون القدامى قدموا لنا نوعاً مميزاً من الموسيقا والغناء، ونحن اليوم نحمل رسالتهم في إبراز موسيقانا، الموسيقا دواء للروح المنهكة ورفيقة اللحظات المبهجة، هي من تعبر عن دواخلنا وما نشعر به نظهره للملأ من خلال الغناء والعزف”.

لم تشارك شيرين بعد في فعاليات ونشاطات موسيقية، ولكن تأمل أن تكون يوماً ما صوتاً مميزاً، ولها موسيقاها الخاصة بها، وقالبها الفني الخاص: “لم يسعفني الحظ للمشاركة في المهرجانات والفعاليات الغنائية، ولن أقدم على هذه الخطة إلا بعد أن أجد نفسي مؤهلة لذلك، كانت ثورة 19 تموز قد شجعت الكثير من المجالات، ومن بينها الغناء، وقدمت للمواهب الفنية الصاعدة والناشئة دفعاً معنوياً في وقت كانت الموسيقا لا تحظى بالمساحة الكافية في المنطقة”.