بعد سبع سنوات عمل… مركز الأطراف الصناعية يتطور لتقديم دعم أفضل

قامشلو/ رشا علي ـ

---

بعد تطوير العمل في مركز الأطراف الصناعية بقامشلو والذي يُعدُّ الأول من نوعه في شمال وشرق سوريا زاد الدعم المُقدم للمرضى من ضحايا الحرب والمدنيين الذين أصبحوا على دراية جيدة عن عمل هذا المركز.

في وسط الحرب الدائرة التي تمر بها المنطقة، والتي تجاوزت عقداً من الزمن، وخلفت الكثير من الإعاقات وبتر الأطراف العلوية والسفلية، بالإضافة إلى التشوهات التي زادت معاناة المصابين، وخاصةً لدى الأشخاص العاجزين عن تقديم تكاليف العلاج على نفقتهم، أنشأ الهلال الأحمر الكردي في عام 2015 مركز للأطراف الصناعية في مدينة قامشلو، يقوم على حل مشاكل ممن يعاني من تشوه جسدي ورعايتهم وتقديم العون لهم.

فمنذ تاريخ افتتاح المركز يقوم بمعالجة المرضى واستقبالهم من كافة المناطق في شمال وشرق سوريا، والفئة المستهدفة هي الأطفال من عمر العامين إلى الكبار في السن.

واستطاع مركز الأطراف الصناعية في مدينة قامشلو، تعويض أكثر من خمسة آلاف شخص ممن لجأوا إلى المركز للعلاج.

ونظراً لازدياد عدد حالات المرضى الواردة إلى المركز، طوّر ووسع الهلال الأحمر الكردي وبمساعدة المنظمات الدولية عمل المركز وزاد عدد أقسامه.

المركز الجديد توسيع للقديم

وللمزيد من المعلومات حول المركز وآلية عمله التقت صحيفتنا “روناهي” مع الإداري في مركز الأطراف الصناعية “ريباز علي” حيث أشار إلى أنهم وجدوا ضرورة بافتتاح مركز لتركيب الأطراف الاصطناعية في مناطق شمال وشرق سوريا، نتيجة وجود عدد كبير من الذين فقدوا أحد أطرافهم في مناطق شمال وشرق سوريا سواء خلال الحروب أو إصابات أخرى، وبأن هذا المركز يُعد توسيعاً للمركز المخصص لتركيب الأطراف الصناعية الذي كان يوجد سابقاً في بلدة هيمو بمدينة قامشلو.

خدمات أكثر بعد التطوير 

وعن الأهداف الأساسية لفتح المركز بيّن علي بأن الهدف الأساسي هو تزويد الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم السفلية أو العلوية بأطراف صناعية، وتدريبهم على كيفية الانخراط في المجتمع والاعتماد على ذاتهم وقدراتهم الخاصة، ومساعدة الأهالي لتخفيف عبء التكاليف: “إن الذين كانوا يضطرون للسفر إلى خارج مناطق شمال وشرق سوريا لتركيب طرف صناعي، كانوا يدفعون مبالغ باهظة مما يخلق لهم مشاكل”.

وحول عمل المركز وآلية سيره بعد افتتاحه بأقسامه الجديدة ذكر علي بأنهم استقبلوا أكثر من مئة شخص ممن كان بحاجة لتركيب طرف صناعي، خلال الأشهر القليلة الفائتة وقال: “أدى تطوير المركز وتغيير مكانه ضمن المدينة إلى معرفة الكثير من المواطنين به، وعن خدماته المجانية، وقد تميّز عمل المركز عن سابقه بأنه يقدم الدعم النفسي والعلاج الفيزيائي أيضاً”.

أما بخصوص الكادر العامل في المركز أفاد علي “هو مركز تأهيل متكامل بكوادر متخصصة وبخبرات طويلة في هذا المجال”.

آلية متابعة علاج المرضى

في متابعة حديثه نوه علي بأن هناك فريق ميداني متخصص يقوم بزيارة المرضى بشكلٍ يومي في منازلهم، وخاصةً العاجزين عن الحركة، حيث يحصل المركز على معلوماتهم من ذويهم خلال مراجعة أحدهم للمركز، ويتم ترتيب موعد للزيارة المنزلية، وهناك تقدم لهم مساعدات وأدوات كالكراسي والعكازات بشكلٍ مجاني.

يتمتع مركز الأطراف الصناعية، بإمكانات مناسبة قياساً بالظروف العامة السائدة في المنطقة، إذ يُصنع أطرافًا: “طرف سفلي (بتر تحت الركبة) طرف سفلي (بتر فوق الركبة)، طرف علوي (بتر تحت الكوع) طرف علوي (بتر فوق الكوع)، وبعد البتر بستة أشهر يركب الطرف الاصطناعي، وطبعاً بعد تركيب الطرف الصناعي نقدم دروساً معنوية للجرحى، ونعلمهم طريقة السير الصحيح بالطرف الصناعي لتفادي ظهور أي أعراض سلبية على العمود الفقري أو الظهر، وكل طرف يتغير حسب وضع الشخص من ستة أشهر وحتى سنة والسنتين، فلدى الأطفال يتغير هذا الأمر بسبب الكبر وزيادة الطول، وفي بعض الحالات لدى كسر قالب الطرف فأنه يلزم التغير أيضاً في ذلك الوقت”.

صعوبات جمّة تواجه عمله

وأضاف علي بأن هذه الأطراف تصنع داخل معمل المركز بعد استيراد المواد اللازمة، وتمر آلية تصنيع الطرف الصناعي في المركز بمراحل عدة تبدأ بأخذ القياسات المطلوبة للجزء المفقود في الجلسة الأولى للمريض، وبعدها يتم صناعة الطرف من الجبس والسليكون وقوالب البلاستيك، وصولاً إلى المفاصل المعدنية التي تحدد الطول المناسب للشخص.

وعن العوائق والصعوبات التي يواجهونها في المركز قال “في صناعة الأطراف نتعرض لعوائق من ناحية تأمين المواد الأولية اللازمة لصناعة الأطراف الصناعية”.

واختتم الإداري في مركز الأطراف الصناعية “ريباز علي” حديثه: “باب المركز مفتوح أمام جميع الحالات، وبشكلٍ مجاني، سوف نساعد جميع المرضى وبإمكانياتنا المتوفرة وكوادرنا الفنيين والمختصين”.

رأي المرضى حول المركز

أما “سهيل خضر” ذو العمر 22 عاماً من سكان ناحية تل كوجر، وهو أحد المرضى المستفيدين من خدمات المركز قال لصحيفتنا: “بعد بتر ساقي نتيجة حادث سير عانيت الكثير من المشاكل، ولكن بعد مجيئي إلى هذا المركز في المرة الأولى لفحص ساقي وأخذ قياسات فرحت كثيراً، واليوم أتيت لأركب طرف اصطناعي لساقي اليمنى، أجد أن لهذه المراكز فوائد كثيرة فهي تخدم الشعب وتساعدهم، لأن تكاليف المعالجة الفيزيائية مكلفةً جداً في العيادات الخاصة”.