سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

انسحابٌ يُحرِجُ الكلّ حتى الأمريكيّ

تحقيق/ رامان آزاد –

تغريدةٌ كانت بمثابة حصاة رماها الرئيس ترامب في الموضع السوريّ من مستنقعِ الشرق الأوسط قبل أسبوع، ومازالتِ الدوائرُ تتشكّلُ وتتوسّعُ، فالحصاةُ تناسبت مع حجمِ واشنطن الدوليّ، وكلٌّ فهِم القرارَ بطريقته، والحقيقة أنّ القرارَ أربك الجميع حتى السياسيين بواشنطن.
أنقرة أول من ارتبك
أوشكت أنقرة أن تطلق عملية عسكريّة شرق الفرات، لولا أن فوجئت بقرار الانسحاب الأمريكيّ من سوريا فأرجأتها، وتظاهرت بالترحيب به. ولكنَّ؛ دوائرَ حزب العدالة والتنمية الحاكم روّجت للانسحابِ على أنّه ليس قراراً أمريكيّاً، بل قرارٌ شخصيّ اتخذه الرئيس ترامب بعد الاتصالِ الهاتفيّ بأردوغان وبرّرته بالثقة المتبادلة، وأنّ أردوغان أقنعه بعدم إنفاقِ الأموال والقوة البشريّة لذلك، وبالمقابل أُسندت لأنقرة مهمة مواصلة مكافحةِ إرهاب داعش بعد الانسحاب الأمريكيّ، ولكنّهم يناقضون أنفسَهم بالإشارةِ لانخفاضِ منسوبِ الثقةِ بقرارات ترامب ومنها قرارُ الانسحابِ.
يقولون إنّ ترامب فضّل الإصغاء للرئيس التركيّ على الاستماعِ لحكومته ومستشاريه وحزبه الجمهوريّ والحزب الديمقراطيّ المعارض، وبالوقت نفسه؛ لا تُخفي أوساط حزب العدالة والتنمية تخوّفَها من فخٍ أمريكيّ ولعبةِ اللوبياتِ المناهضةِ لترامب ولتركيا معاً، لتعزفَ على الأسطوانةِ المشروخةِ المتعلقةِ بالداعيةِ التركيّ غولن، وأنّ هذه الجهاتِ تتربصُ بتركيا الدوائر وأنّها إذا نفّذت عملية عسكريّة بسوريا لمكافحةِ الإرهابِ سيقومُ هذا الجزء من الإعلام الأمريكيّ بتأويلِ العمليةِ على أنّها إبادة للكرد، ويقدّم للعالمِ هذا التصوّر، لتُمارسَ الضغوطُ على ترامب فيتراجع عن قراره نظراً لطبعه المزاجيّ ويقرر العودة إلى سوريا “لأسباب إنسانيّة”، ويكسب نقاط جديدة ويتصالح مع معارضيه.
وضعُ شرقِ الفرات تحتَ المراقبةِ الدوليّة هو الاحتمالُ الأسوأ الذي تخشاه هذه الأوساط، فتأخذُ المسألة منحىً معقّداً يصعّبُ حله، ويشيرون إلى أنّ على أنقرة اتخاذ الاستعداداتِ وفق السيناريو الأسوأ، وإذا كان الجيش التركيّ سينفذُ عمليةً شمال سوريا، فيجب على الإعلام التركيّ تجنب “عدّ القتلى”، كما في عمليةِ “غصن الزيتون”. ولذلك؛ يشيرون بأنّ الصحيح قيامُ ما يُسمّى “بالجيشِ الحرّ” بالمهمة، وألا يدخل الجيش التركيّ الأراضي السوريّة، فتبقى المسألةُ بين السوريين.
المواقفُ التركيّةُ الرسميّةُ وأوساطها السياسيّة تثبت بوضوحٍ حالة تخبطٍ سياسيّ يقوم على تناقضاتٍ. ولذلك؛ بقي قرارُ بدءِ العمليةِ قيدَ المراوحةِ وتمّ الإيعازُ للمؤسساتِ الإعلاميّةِ لمواصلةِ التطبيلِ والتهليلِ بالعمليةِ العسكريّةِ ومواصلة الحرب الإعلاميّة وضخِّ أخبار مفبركة عن بدء العمليّة فعليّاً لتغطيَ على حالةِ الارتباك.
واقعاً خلطت تغريدة الرئيس ترامب الأوراق في مجملِ القضية السوريّة، ووضعت أنقرة على مفترقِ خياراتٍ صعبةٍ، الأول أن تتخلّى عن مسار أستانه حيث انعطفت السياسةُ التركيّة حيال سوريا، وتواجهَ تدهورَ العلاقةِ مع موسكو، مقابل كسبِ الرضا الأمريكيّ، وعندئذٍ ستبدأ موسكو العمليةَ العسكريّةَ بإدلب ولاحقاً عفرين، وستضغط لمنع العمليةِ العسكريّة شرق الفرات، والثاني مفاده إذا كان قرارُ الانسحابِ الأمريكيّ يعطي صلاحياتٍ لتركيا فلا يمكنها الاستفادة منها مع اختيار موسكو، فالأمريكيّ الذي اشترط عليها مواجهة استحقاقٍ بمقامِ الاختبارِ هو محاربة الإرهاب، وهنا لا يسعها أن تباشر العمليّة العسكريّة بوجودٍ فعليّ لقوات من التحالف الدوليّ من جنسيات متعددة ترفضُ العملية في مقدمهم الفرنسيون. ولهذا؛ يبدو أنّ مشهدَ رقصةِ الفيلةِ التي تحدث عنها مسؤولون أمريكيون قد بدأت، ولعلَّ قادة أنقرة يفكرون بخوضِ مغامرةٍ لتحسينِ الموقف التفاوضيّ، على حسابِ مجاميع المرتزقة التي ستكونُ رأسَ الحربةِ وقرابين التجربةِ المجانية.
في هذه المعمعة يأتي تهديدُ إبراهيم كالين، المتحدثُ باسم أردوغان، باستعدادِ أنقرة على الدخولِ بمواجهة مع الجيش السوريّ إذا قام بمهاجمة القوات التركيّة، عدا تصريحات أخرى بمنع أيّة عمليّة عسكريّة في إدلب، ومجملُ هذه التصريحاتِ لا تلقى رضا موسكو.
خطة أمريكيّة ـ روسيّة في سوريا
عملت أنقرة استناداً لثقلها الإقليميّ وصعوبة إيجادِ البديلِ عنها على تعطيلِ أيّ اتفاقٍ يحتملُ إيجادَ حلٍّ لقضيةِ الكردِ بسوريا، وعبّر مسؤولوها عن استعدادِهم لأقصى درجاتِ التنازل لدمشق لإفشاله، وهي تدركُ أنّ اتفاقاً سياسيّاً قد تمّ بين واشنطن وموسكو، وبالمقابل هناك تفهمٌ مشتركٌ مسبق أمريكيّ روسيّ لاعتراضِ أنقرة التي تخشى أن ينطويَ الاتفاقُ على صيغةٍ ديمقراطيّةٍ يكونُ فيها للكردِ اعتبارٌ فيها، نظيرَ ما أبدوه من تضحياتٍ في معاركِ مكافحةِ الإرهابِ والحفاظِ على وحدةِ سوريا بمقابلِ سعي الأطرافِ الأخرى لتقسيمها وإنشاءِ إماراتٍ وولاياتٍ إسلاميّة.
معرفة تفاصيل هذا الاتفاق هو هاجسُ أنقرة. ولذلك؛ سعت للعبِ في هوةِ التناقضِ القائم بين موسكو وواشنطن لإيجادِ تغييراتٍ على الأرضِ عبر العدوان والاحتلال واستخدام المرتزقة للضغط على الأهالي وممارسة أقصى وأقسى درجاتِ العنفِ وتهجيرِهم ودفعهم لتركِ بيوتِهم وإدخالِ مستوطنين مُرحّلين من مناطقَ سوريّةٍ أخرى إلى عفرين. وزادت حدّةُ الهواجسِ أكثر بالتزامنِ مع الحديثِ عن دستورٍ جديدٍ وقرارِ الانسحابِ الأمريكيّ من سوريا.
الإشاراتُ التي تسرّبت عن الاتفاقِ تضمنت صيغة تُمنحُ استقلالاً ثقافيّاً وإداريّاً وليس كياناً فيدراليّاً ذي مضمون قوميّ، ويتطلبُ تعاونَ الجيشَ السوريّ، وربما يكونُ ما حدث بمنبج مقدمةً له.
كتب سردار تورغوت في صحيفةِ “خبر تورك” مقالاً نُشر بتاريخ 21 كانون الأول الحالي، تحدّث فيه عن متابعاتٍ إخباريّةٍ مؤكّدةٍ لاجتماعاتٍ أدّت للتوافق الأمريكيّ الروسيّ، فيقول:
حوالي منتصف شباط الماضي أشرف مدير “CIA” آنذاك مايك بومبيو على عمليةٍ سريّةٍ جدّاً، وأدخل إلى الولايات المتحدة أهم مسؤولي الاستخبارات الروسيّة الممنوعين من الدخول للبلاد. وعقد مسؤولو “CIA” في مقرِّ الوكالة اجتماعاتٍ على مدى ساعاتٍ طويلةٍ مع نظرائهم الروس، وفيهم رئيس وكالة الاستخبارات الخارجيّة سيرغي ناريشكين، ورئيس الاستخبارات الداخلية ألكسندر بارتنيكوف، وبحث الطرفان خطة موسكو حول مستقبل سوريا.
وصل فيتالي نعومكين مستشار الرئيس الروسيّ لشؤون الشرق الأوسط واشنطن في 25 شباط الماضي لشرح “نموذج شمال العراق” للأمريكيين. وفي اليوم التالي، أي 26 شباط، شرح نعومكين للنخبِ السياسيّةِ والأمنيّة الأمريكيّة بجامعة جورج تاون بواشنطن، أفكارَ موسكو حول مستقبل سوريا والكرد، وفي 27 شباط، توجّه مدير “CIA” بومبيو إلى البيت الأبيض للاجتماع مع الرئيس الأمريكيّ ترامب.
بعد اجتماع بين ترامب وبومبيو، اتصل الرئيس ترامب هاتفيّاً بالرئيس بوتين لساعة ونصف وناقشا الأفكار الروسيّة بخصوص شرق الفرات، ولم يوافق ترامب فوراً على “نموذج شمال العراق”، إلا أنّه أخبر بوتين أنّ المقترحَ قابلٌ للنقاشِ. واشترطت واشنطن يومها أنّه في حالِ الحصولِ على مساعدةِ روسيّة لتقليص النفوذ الإيراني بسوريا، فإنَّه بالإمكانِ تقديم الدعم لنموذج شمال العراق ولكن باسم “نموذج قامشلو”. وقال أنّه في حال سحب القوات الأمريكيّة من سوريا، فسيُطلبُ تحديداً من وحداتِ حمايةِ الشعبِ الكرديّةِ التنسيقُ مع دمشق وموسكو.
ويُنهي الكاتبُ المقالَ بعدم اليقين بكلِّ أمرٍ في الشرقِ الأوسطِ، وعلى الأخصِّ في سوريا، “إلا أنّ الشيءَ المؤكدَ أننا دخلنا مرحلة جديدة”.
بين الانسحاب وإعادة الانتشار الإقليميّ
“سوريا كلها لك”، عبارةٌ قالها الرئيسِ الأمريكيّ لأردوغان وتلقفها الإعلامُ التركيّ ليروّجَ لتوافقٍ أمريكيّ تركيّ ما بعد قرارِ الانسحابِ، إلا أنّ العبارةَ تفقدُ قيمتها الواقعيّة بملاحظةِ التكليفِ الأمريكيّ لأنقرة بمحاربة الإرهابِ، وإدارة موسكو للملفِ السوريّ. ولعلَّ السؤالَ الذي يجدرُ طرحه ليس ما يمكنُ أن يحدثَ؛ لو سحبت واشنطن قواتِها من سوريا، بل ماذا أنجزت هذه القوات البالغ عددها 2200 عنصراً خلال وجودها؟!، والحديثُ لا يتصلُ بالضرباتِ الجويّة التي تُنفذ انطلاقاً من قواعدَ خارج الحدود، بل بوجودِ وحداتٍ بريّةٍ على الأرضِ السوريّةِ، ذلك لأنّ سياسةَ واشنطن اعتباراً من إدارةِ الرئيس أوباما قامت على النأي بالنفسِ والإحجامِ عن التدخّلِ المباشرِ بالصراعِ، فلم تحارب مرتزقة داعش ولم تقلّصِ النفوذَ الإيرانيّ ولم تقف حائلاً أمام خطط موسكو وأنقرة في سوريا، ولم تؤثر على خرائطِ الميدانِ بالنسبةِ للجيشِ السوريّ الذي استعاد المزيد من الأرضِ، فأُتيحَ المجالُ لدمشق لترميمِ علاقاتها الخارجيّةِ، وكانت أولى علاماتها تثبيتُ فكرةِ أنّ التفاوضَ سيكونُ مع النظامِ وليس عليه، وآخرها زيارة الرئيس السودانيّ وافتتاح سفارة الإمارات بدمشق وحديث جدّيّ عن استعادةِ دمشق مقعدَها الشاغرَ بالجامعةِ العربيّةِ بعد غيابٍ تجاوز سبع سنواتٍ، علاوةً على علاقاتِ التنسيقِ الأمنيّ بين سوريا ومصر.
استفادت موسكو جيداً من الانكفاءُ الأمريكيُّ النسبيُّ، وترجمته سياسيّاً لتتجاوزَ جنيف وتقطعَ الطريقَ أمام التدخّل السعوديّ وأوجدت أستانه كمنصةٍ إقليميّةً استدرجت إليها تركيا وحقّقت من خلالها مكاسبَ ميدانيّةً كبيرةً بتطبيقِ خطةِ المصالحاتِ ونقلِ الإرهابيين إلى إدلب، لتكونَ الجغرافيا التي تختزلُ كلّ عناصرِ الأزمة السوريّة، فيما عفرين منقطعة العلاقةِ بالأزمة وكانت حربَ أنقرة واحتلالاً مباشراً وظّفت فيها عناصرَ الأزمةِ وطوّعتها لإرادتها.
هي خطةٌ روسيّةٌ متدرجةٌ عمادُها الحلّ العسكريّ والضغط السياسيّ، وتهيئة الظروف لعودةِ سوريا إلى المحيط العربيّ ثم الدوليّ، وتعملُ موسكو على خلقِ قطبٍ موازٍ لإيران في علاقاتِ سوريا الخارجيّة، وهو هدفٌ لم تنجح واشنطن بإنجازه بل لا يسعها النجاح، ولهذا أوكلتِ المهمةَ لموسكو، وما يؤكّدُ هذه الفَرضيّة حديثُ مبعوث الرئيس الأمريكيّ الخاص بالأزمة السوريّة جيمس جفري، الذي أشار إلى أنّ إخراجَ إيران من سوريا سيتمّ بوسائل دبلوماسيّة دون توضيحِ ماهيةِ الوسائل.
زيارة الرئيس ترامب المفاجئةِ للعراق كانت محاولةً لوضع حدٍّ لارتفاعِ الأصواتِ المعارضةِ لخطةِ الرئيسِ الذي أراد تأكيد مصالحِ واشنطن العابرةِ للحدود وأنّها بصددِ إعادة انتشارٍ لقواتها على المستوى الإقليميّ، فقرارُ الانسحاب قًوبل باستهجانِ سياسيين أمريكيين وأثار الجدلَ السياسيّ وأدّى لاستقالةِ وزير الدفاع جميس ماتيس، ومن بعده بريت ماكغورك المبعوث الأمريكيّ لدى التحالف الدوليّ.
تصحيحُ سِوءِ الفهمِ بعد قرارِ الانسحابِ
القضيةُ الأكثرُ أهميّةً بخصوصِ قرارِ الانسحاب الأمريكيّ أنّه يُسقِطُ كلَّ القراءاتِ الخاطئةِ وسوءِ الفهمِ لحقيقةِ ليس لقواتِ سوريا الديمقراطيّة باعتبارها قوات وطنيّة حاربت الإرهابَ وحررتِ المناطق والقرى وأعادت إليها أهلها، بل ولطبيعةِ المشروعِ السياسيّ بشمال سوريا الذي يتطلعُ لإرساءِ دعائمِ الديمقراطيّةِ والإدارةِ الذاتيّةِ، والمفارقة ارتفاع أصواتٍ تدعو الإدارة الذاتيّة لتقديم التنازل والتخلّي عن مناطق سيطرتها لصالح دمشق. لعلّ أمثال هذه الدعوات تنطوي على مغالطاتٍ أساسيّة فهي مبطنة ومدعاة فتنة، فالإشارة إلى مناطق وجودِ قواتِ سوريا الديمقراطيّة “بالسيطرة”، وإلى شرطِ بدءِ الحوارِ “بالتخلّي” عنها، مغالطةٌ خطرةٌ؛ لأنّ أفرادَ هذه القواتِ هم أنفسهم أبناءُ هذه المناطقِ ولم يأتوا من خارجها ليسيطروا عليها، وبالتالي فقد جسّدوا المعنى الدقيقَ للتحرير، والسؤالُ الذي يجبُ طرحَه ما معنى “التخلي” بالنسبةِ لأبناء المنطقة؟
أما وجودُ الجيشِ السوريّ في أيّ منطقة سوريّة ليؤدّي دوره الوطنيّ فهو محلّ توافق ولا يحتاجُ لحواراتٍ ومشاوراتٍ، لا بل هي المهمة الأساسيّة للجيش الوطنيّ، بصرف النظر عن مسائل الخلاف السياسيّ، وانتشار الجيش السوريّ على الحدود لأداء مهمته هو الأمر الطبيعيّ فيما ستكونُ القوى المجتمعيّة رديفاً له، فالعدوانُ التركيّ يستهدف الكيانَ السياديّ السوريّ وبالتالي كلّ السوريون معنيون به.
ما يجب أن يُفهمَ هو أن لا فرقَ بين قوات سوريا والديمقراطيّة والجيشِ الوطنيّ، إلا من حيثُ المرجعيّةِ، وهذه المسألةُ ستكونَ محلَّ الحوارِ الوطنيّ في إطارِ تعزيزِ المنظومةِ الدفاعيّةِ الوطنيّةِ السوريّة، وبهذا؛ فالإساءةُ إلى هذه القوات تعني الإساءة للقيم الوطنيّة التي يُعوّلُ عليها في لمِّ شملِ السوريين، وفي مقدمها معنى الشهادة. إذ؛ أنّ كلّ من قضى في معاركِ محاربةِ الإرهابِ أو بسببه مكتسبٌ لمقامِ الشهادةِ التي لا يجوزُ النيلُ من كرامتها. وأما أحاديثُ البعضِ عن شرعيّةِ قوات سوريا الديمقراطيّة فلا ترتقي لمستوى المراهقةِ السياسيّة وهي كيديّة هدفُها النيلُ من أبناء شمال سوريا؛ لأنّ الشعوبَ هي مصدر الشرعيّة تمنحها أو تمنعها.
دمشقُ اليوم مدعوةٌ أكثر من أيّ وقت مضى للانفتاحِ على مكوناتِ شمال سوريا من موقع الدولة السوريّة، لمواجهةِ العدوان ولجم غطرسة أنقرة وإدارةِ حوارٍ وطنيّ بدونِ صيغةِ الغالب والمغلوب.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle