قامشلو/محمد الجعابي-
كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول واقع ومعضلات التعليم في شمال وشرق سوريا، ولتسليط الضوء على الواقع التعليميّ، وتقييمه، كان لنا لقاء خاص مع روهات خليل الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة، وهذا نص الحوار:
ممكن اطلاعنا عن الواقع التعليميّ في إقليم الجزيرة فيما يخص وضع المدارس والطلاب؟
منذ بداية تأسيس الإدارة الذاتيّة تم تأسيس هيئة التربية عام 2014 وبدأت أولى خطواتها، بتأسيس مؤسسة المناهج التي تعمل على تأليفِ وإعداد الكتب من الصف الأول حتى الصف الثالث الثانويّ، باللغات العربيّة، والكرديّة، والسريانيّة، أيضاً عملتِ الهيئة على بناء إدارتين عامتين في كلّ من مقاطعتي قامشلو والحسكة، مقاطعة قامشلو ترتبط بها عشرة مجمعات، ومقاطعة الحسكة يرتبط بها أحد عشر مجمعاً، وترتبط الإدارتان بالهيئة بشكلٍ مباشر، وهناك أيضاً مؤسسة اللغة الكرديّة، وتعد مركزاً للبحوث وإعداد معاجم بشكلٍ عام ودراسة اللغة الكردية، وتأليف الكتب، والترجمة أيضاً، هذه المؤسسة تابعة للهيئة، وتوجد مؤسسة (أولف داغو) تهتم باللغة السريانيّة، وهناك خمس أكاديميات فكريّة، وأكاديميات مناهج تُدرّس فيها المناهج لتقوية المعلمين.
في البداية كان تطبيق المنهاج للصفوف الثلاثة الأولى، وهي: الأول، والثاني، والثالث، ثم تلتها صفوف الرابع والخامس، والسادس، فيما بعد تم تطبيق المنهاج للمرحلة الإعداديّة، ثم تلتها صفوف المرحلة الثانوية، في الصفين العاشر، والحادي عشر، والثالث الثانويّ العام الفائت 2021 الذي شهد أول تطبيق للمنهاج للثالث الثانويّ الأدبيّ، والعلميّ، وتوجد امتحانات مركزيّة على مستوى إقليم الجزيرة، وكانت نسبة النجاح فيها ممتازة، وفي العام 2022 تم افتتاح معهدين لإعداد المعلمين باللغة العربيّة، واللغة الكرديّة أيضاً، تشمل عدة أقسام علوم، فيزياء، كيمياء، رياضيات، اللغة الإنكليزية، اللغة الكردية، رسم، رياضة، موسيقا، كومبيوتر، وهناك مواد مشتركة تُدرَّس للاختصاصات كلها، وهناك مواد اختصاص تشمل تسعة فروع، في عام 2021 تم افتتاح 15 مدرسة مهنيّة على مستوى إقليم الجزيرة بأقسامها المختلفة، وهي الزراعة، والصناعة، والتجارة، والصحة.
عام بعد عام يزداد عدد الطلبة في إقليم الجزيرة، وأيضاً عدد المعلمين، في العام الحالي وصل عدد الطلاب إلى أكثر 230 ألف طالب وطالبة، وبلغ عدد العاملين في القطاع التربوي 21 ألف موظفٍ، منهم 18 ألف يقومون بعملية التدريس، والبقية موظفون في هيئة التربية، وتشمل الإداريين، والأرشيف، والحرس، هؤلاء يعملون في المدارس، التي يصل عددها إلى 2229 مدرسة، ونحن بصدد بناء مدارس جديدة في بعض القرى في العام المُقبل.
ما دور الهيئة في عملية تأهيل المُدرّسين والقائمين على العملية التعليمية؟
فيما يتعلق بالمعلمين، فإنّ مستواهم يتحسّن عاماً بعد عام، ويخضعون لدورات في الأكاديميات المغلقة، التي يتم التركيز فيها على مادة الاختصاص، وإلى جانبها طرائق التدريس، طبعاً في البداية المعلمون كلهم تخرجوا من معهد إعداد المعلمين، وحصلوا على شهاداتهم، وبنهاية كل عام يتبعون دورات صيفيّة، تقوية لهم، وهنالك أكاديميات مختصة مغلقة يخضعُ المعلمون فيها لدورات، وكل معلم حسب اختصاصه إلى جانب مواد أخرى في طرائق التدريس، وفي حال توفر شواغر في بعض المجمعات، نقوم بإعلان المسابقة للخريجين كل حسب اختصاصه وحسب حاجة الهيئة، وبعد نجاح المتقدمين يتم تعيينهم في المدارس.
ما المناطق والنواحي التابعة لهيئة التربية في إقليم الجزيرة؟
المناطق والنواحي التابعة للهيئة، في مقاطعة قامشلو توجد عشرة مجمعات تابعة للهيئة، عامودا، قامشلو، تربة سبيه، جل آغا، كركي لكي، ديريك، جزعة، تل حميس، تل براك.
في مقاطعة الحسكة يوجد أحد عشر مجمعاً تابعة للهيئة، وهي الهول، مخروم، الشدادي، دشيشة، عريشة، مخيم واشوكاني وسري كانيه، زركان، تل تمر، الدرباسية، وبذلك يكون عدد المجمعات التابعة لهيئة التربية والتعليم واحداً وعشرين مجمعاً.
ما الدور الذي تقوم به المنظمات الإنسانيّة، ومدى التعاون والتنسيق بينها، وبين هيئة التربية في إقليم الجزيرة؟
فيما يتعلق بالتعاون بين الهيئة والمنظمات الإنسانيّة، فمدارس إقليم الجزيرة جميعها بحاجة للصيانة، كما ذكرنا 2229 مدرسة جميعها ذات بنية تحتيّة سيئة جداً، وجميعها تحتاج للصيانة، نحن هيئة التربية قمنا بصيانة 126مدرسة من موازنة هذه السنة، كانت في المخطط، ومازالت أعمال الصيانة مستمرة وتمت صيانة 316 دورة مياه في المدارس، أما فيما يتعلق بالمنظمات الإنسانيّة، فقد شاركت بترميم 30 مدرسة، وهذا العدد قليل جداً، وبما يخض التعليم بالمخيمات فلا يوجد اهتمام جدي للمنظمات، بالرغم من الوضع التدريسيّ السيء للمدارس والطلاب فيها.
ما دور الهيئة في تطبيق إلزامية التعليم للحد من عملية تسرّب التلاميذ من العملية التعليمية؟
فيما يتعلق بإلزاميّة التعليم في هيئة التربية في الإدارة الذاتيّة، هو مقرٌّ ضمن النظام الداخليّ، وكان من ضمن مُخرجات الكونفرانس الأول، لكن نسبة التسرّب تحصل ضمن مواسم العمل، ومن ثم يرجع هؤلاء الطلاب إلى المدارس، طبعاً كآلية تطبيق لهذا الموضوع من الناحية القانونيّة، لم تقم الهيئة حتى الآن بتطبيق له عن طريق القانون أو طريق آخر، ونحن فقط نقوم بالاجتماع مع الأهالي والطلبة لجذبهم أكثر لمدارسنا.
ما الخطط المستقبليّة للهيئة لتطوير العملية التربويّة في إقليم الجزيرة؟
فيما يتعلق بالخطط المستقبليّة لتطوير العملية التربويّة، فهيئة التربية مع كادرها التدريسيّ، والإداريّ دائماً في عمل مستمر لتطوير العملية التربويّة، إن برفع مهنية المعلمين، أو على بتطوير منهاج الإدارة الذاتيّة، ونسعى لنيل الاعتراف الدوليّ بالشهادات الصادرة عن الإدارة الذاتيّة، ولقد طالبنا عدة مرات حكومة دمشق بهذا الأمر، وطالبنا منظمة اليونيسيف، أن تكون وسيطاً بيننا، وبين حكومة دمشق؛ لنيل الاعتراف بمنهاج الإدارة الذاتيّة، وماتزال هذه النقاشات مستمرةً.
ما المناهج التي تُدرّس في إقليم الجزيرة، وعملية تطوير المنهاج، وما مدى اعتمادها على الأساليب الحديثة؟
المناهج التي تُدرّس في إقليم الجزيرة، هي مناهج الإدارة الذاتيّة على مستوى إقليم الجزيرة في 21 مجمعاً، ما عدا المربعات الأمنيّة في قامشلو، والحسكة التي تدرس منهاج حكومة دمشق، وفيما يتعلق بالمخيمات، هناك جولات لنا في المخيمات، فوضع المخيمات يختلف عن المجمعات الأخرى، فهناك صعوبة في تلقّي الطلاب الدروس الكافية؛ بسبب قلة القاعات الصفيّة حيث يكون هناك فوج أو فوجان، حتى أربعة حسب عدد الطلاب الموجودين في المخيم، ذلك يؤثر سلباً على العملية التربوية، نحن كهيئة التربية نُشرف على العملية، لكن حسب الإمكانات المحدودة لدينا، سنحاول في العام المقبل التركيز على المخيمات بشكلٍ أكثر، وبناء غرف صفية جديدة.
فيما يتعلق بالمنهاج، تتم عملية إعداده من قبل مؤسسة المناهج، وهذه المؤسسة لديها اطلاع على معظم المناهج في الدول العربيّة، وأيضاً الدول الأوروبيّة، وأيضاً بما يتوافق مع فكر، وفلسفة الأمة الديمقراطيّة تتم صياغة المنهاج على هذا الأساس، مع مراعاة خصوصية كلّ مكون، ولغته الأم، المواد العلميّة لا تختلف مثل الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والاختلاف فقط في بعض المواد، كمادة التاريخ، حيث كلّ مكونٍ له تاريخه، أيضاً مادة الثقافة والأخلاق حيث لكلِّ مكون له ثقافته الخاصة، وأيضاً فيما يتعلق باللغة، التي تُدرّس وخاصةً في السنوات الثلاثة الأولى يكونُ التدريس فقط باللغة الأم لكلِّ مكونٍ، ومن الصف الرابع تدخل لغة المكون المحليّ، وفي الصف الخامس تدخل اللغة الإنكليزيّة.
صدر مؤخراً قرار بإغلاق المدارس والمعاهد الخاصة في مناطق الإدارة الذاتيّة، ما تعليقكم بخصوص ذلك القرار؟
إغلاق المدارس والمعاهد الخاصة ضمن الإدارة الذاتيّة ليس هناك أيّ استثناء لأيّ مدرسة، إذا كانت تعطي المنهاج التابع لحكومة دمشق، نحن نرفض أن يُدرّس أي منهاج في مناطقنا، ماعدا منهاج الإدارة الذاتيّة، طبعاً هذه المراكز غير مرخصة من هيئة التربية، والمراكز التي تأخذ الترخيص هي مراكز اللغات، ولذلك فإنّ أيَّ مراكز خاصة، أو إذا كانت تابعة للأخوة المسيحيين، تدرّسُ المنهاج الحكوميّ سنقوم عبر المكتب القانونيّ بإغلاق هذه المدارس، نحن أيضاً لا نتدخّل في المناطق التابعة لحكومة دمشق، ولم نحاول فرض منهاج الإدارة في مناطقهم، وأيضاً لا يجب ألا تُدرّس مناهجهم في مناطقنا من باب المعاملة بالمثل، ومتى ما سمحوا بتدريس مناهجنا في مناطقهم، سنسمح بتدريس مناهجهم في مناطقنا، المقصد هنا أن يكونَ المنهاجان مُعترفاً بهما في سوريا، أو أن يكون هناك منهاجٌ موحدٌ مُعترف فيه من قبل الجهتين يدرسه الطلاب.
كيف يتم تقييم مستوى الطلاب، وخاصةً بعد إلغاء نظام الامتحان النهائي المركزي، واستبداله بنظام جديد لتقييم الطلاب؟
في عام 2021 كانت المرة الأولى لتطبيق الامتحان المركزيّ للشهادة الثانوية، وأصبحت هناك امتحانات مركزيّة على مستوى الإقليم للصف التاسع، والبكالوريا، وفي السنة التي بعدها 2022 تم إلغاء نظام الامتحان المركزيّ، وتم اعتماد نظام التقييم في الصفوف كلها، الذي كان يشمل الصفوف كلها، وتم إضافة التاسع والبكالوريا، وتُحسب محصلة الطالب المرحلة الإعداديّة من جمع معدله في الصف السابع، والثامن، والتاسع مع بعض، وتقسم على ثلاثة.
وفيما يتعلق بالمرحلة الثانوية، يتم الأمر بالمثل بجمع معدل العاشر، والحادي عشر، والثالث الثانوي، وتقسيمها على العدد ثلاثة، وبذلك تُحسب محصلة المرحلة الثانوية، ونظام التقييم مفيد جداً فيما يتعلق بالطلاب، فهناك علامات تعطى على حضور الطالب المدرسة، وعلامات على مشاركة الطالب في الصف، وأيضاً علامة لسلوكه من النواحي كلها، وهناك درجات للواجبات المنزليّة، والمذاكرات الشفهيّة، والمذاكرات الكتابيّة، ويخضع الطلبة لامتحانات كتابيّة ، المقصد هو تقييم الطالب من النواحي كلها، وهذا يجعله ملتزماً أكثر بالدوام المدرسيّ، وأيضاً لا يتم إهمال الصفوف السابع، والثامن، والعاشر، والحادي عشر، التي كانت تُهمل سابقاً، ويتم التركيز فقط على الصف التاسع، والبكالوريا، وكذلك يلزم الطلاب بالحضور إلى المدرسة في فصول السنة كلها وعلى مدار أعوام دراستهم.
