PÎNE… كوميديا تعكس الواقع وتطرح الحلول

روناهي/ الدرباسية –

كثرت الطرق والأساليب، التي تعبر من خلالها المجتمعات عن مشاكلها ومعاناتها الاقتصادية والاجتماعية والخدمية، وذلك من خلال الحديث المباشر للناس، أو من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، كما أن صور طرح هذه الهموم باتت متعددة، بدءاً من الكتابة الصحفية أو الإعلامية، وصولاً إلى الطابع الكوميدي الذي تُطرح من خلاله المسائل.

ومع التطور التكنولوجي الحاصل، ولا سيما ما يتعلق بشبكة الإنترنت، فقد بات الباب أوسع للتعبير عن مصالح الناس. وعلى الجانب الآخر، ولأن التطور التكنولوجي ذاته بات سلاحا ذا حدين، ولكي توضع الأمور في مكانها الحقيقي، فإن طرح المشاكل والمعاناة بالطرق البسيطة، يقتضي أيضاً، وبالوقت نفسه، تقديم الاقتراحات الممكنة للحل، حتى تبقى هذه المشاريع في سكتها الصحيحة بعيدا عن التشهير المتعمد.

PÎNE، هو عبارة عن مشروع هادف، يُبث على مواقع التواصل الاجتماعي، يهدف إلى تسليط الضوء عن المشاكل، التي تعاني منها شعوب شمال وشرق سوريا، وذلك من خلال تكثيف المسألة في فيديوهات قصيرة، ذات طابع كوميدي مبسط. ويطرح كل فيديو، موضوعاً اقتصادياً أو اجتماعياً جديداً، ويحاول مساعدة المعنيين على إيجاد الحلول المناسبة للموضوع المطروح.

يتألف كادر PÎNE من ثلاث شبان، وهم شفزان محمود في التقديم، ورشو كاسان في الإخراج، وغمكين قهرمان في التصوير والمونتاج.

أهداف PÎNE

وللتعرف عن قرب على برنامج PÎNE وأهدافه، التقت صحيفتنا مع الممثل المسرحي، ومقدم الفيديوهات في برنامج PÎNE، شفزان محمود، حيث قال عن الهدف من هذا البرنامج: “برنامج PÎNE هو برنامج كردي كوميدي ناقد، يطرح المشاكل اليومية التي تواجه المواطن في شمال وشرق سوريا، كمشاكل الخبز والغاز، والمحروقات وإلخ، حيث نسلط الضوء على هذه المشاكل بطريقة كوميدية، وبالوقت نفسه نحاول أن نبحث سوية عن حلول لهذه المشكلة، حيث أن هذا البرنامج لا يهدف إلى التشهير بأحد أو بأي جهة، وإنما محاولة إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل، التي نعاني منها جميعا في يومنا هذا”.

وأضاف محمود: “في الوقت الحالي، نسعى لإخراج PÎNE من نطاق شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بحيث نكون على احتكاك مباشر بالناس، من خلال طرح هذه الـ (سكيتشات) بين المجتمع بشكل مباشر، عن طريق الكومينات ومراكز الثقافة والفن في مدن وبلدات شمال وشرق سوريا، وذلك لفتح باب النقاش مع الجمهور لأبداء آرائهم في هذا العمل، وأيضاً الاستفادة من مقترحاتهم لسكيتشات جديدة”.

جمهور PÎNE

شفزان محمود تابع بالقول عن محاولة الاستقلالية وعدم الانحياز: “منذ انطلاقتنا ببرنامج PÎNE، لم نكن تابعين لأي طرف أو جهة، بل إننا حافظنا على استقلاليتنا، كي نستطيع التقرب من فئات المجتمع كلها، بغض النظر عن أفكارهم وانتماءاتهم، لذلك، فإننا اعتمدنا على امكاناتنا الذاتية، من أدوات تسجيل وتصوير ومونتاج، حيث إن التكنيك، الذي نعمل من خلاله لا يتعدى الكاميرا ومايك صغير، ولكن على الرغم من ذلك، فإن نجاح PÎNE يكمن في سرعة انتشاره بين الناس وتفاعل الجمهور معه، من خلال التعليقات والرسائل، التي نتلقاها على وسائل التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل المثال، فإن أي فيديو يُنشر على حساب PÎNE في فيسبوك، يحصل على آلاف التفاعلات خلال مدة لا تتجاوز الساعة، وهذا التفاعل السريع والواسع من قبل الناس مع برنامجنا يحفزنا على تقديم الأكثر، والأفضل دائماً، كما أن المعيار الأساسي لمدى انتشار PÎNE بين الناس، هو تفاعلهم معنا شخصياً أثناء مرورنا في حي، أو زيارتنا لمدينة ما واستقبالهم لنا، وكذلك حرصهم على تقديم أفكار جديدة لنا للعمل عليها، وهذا دليل على ثقة هذا الجمهور بنا، وبما نقدمه.

ثورة روج آفا أتاحت الفرص

شفزان تابع حديثه مع صحيفتنا: “لولا انطلاقة ثورة روج آفا؛ لما استطعنا أن نقدم ما نقدمه اليوم، فكلنا نعلم الواقع الأمني الذي كانت تعيشه منطقتنا قبل انطلاقة الثورة، حيث أن أي عمل من شأنه تسليط الضوء على النواقص، كان يواجه بالاعتقالات، لذلك، فإن ثورة روج آفا وجو الديمقراطية، الذي ساد مع انطلاقتها هيأت لنا الأرضية المناسبة لنسلط الضوء على مشاكلنا”.

وزاد: “إضافة إلى ما سبق، فإن المشاكل، التي كانت تواجهنا قبل الثورة، هي مشاكل أكبر من التي واجهتنا بعد انطلاق الثورة، فقبل الثورة كنا نعاني من هضم للحقوق، وكمٍ للأفواه، فضلاً عن المشاكل الاقتصادية والخدمية التي كانت أسوأ من الآن، ولكن الحديث عن هذه المشاكل في ذلك الحين، كانت عواقبه وخيمة ومعروفة”.

مشاريع مستقبلية

وحول المشاريع، التي هم في صدد القيام بها قال شفزان: “بعد انقضاء الموسم الأول من PÎNE، والذي تألف من 24 حلقة، بدأنا الأن بالموسم الثاني، والذي سيتألف أيضاً من 24 حلقة، ولكن كما قلت آنفا، فإننا في الموسم الثاني، نسعى لأن نحتك بالجمهور مباشرة، وكذلك طرح هذه المشاكل أمام المعنيين بها مباشرة، وليس فقط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي”.

وأردف: “في البرامج المصورة هناك رتم معين، فأما أن يتألف الموسم الواحد من 16 حلقة، أو من 24 حلقة، ولكننا اخترنا أن يكون كل موسم يتألف من 24 حلقة، لأننا لا نستطيع اختزال ما يعانيه الشعب في 16 حلقة، لذلك، فإن كل موسم من مواسم PÎNE يتألف من 24 حلقة، وبعد الانتهاء من الموسم الأول، ارتأينا إلى أننا بحاجة إلى 24 حلقة جديدة، لتسليط الضوء على 24 مشكلة جديدة ومحاولة حلها”.

المساهمة في الحل

وعن انعكاسات PÎNE على أرض الواقع قال شفزان: “في الحقيقة كان لـ PÎNE دور فعال في حل العديد من المشاكل التي تواجه الشعب، وذلك من خلال طرح هذه المشكلة، وتفاعل المعنيين معها، وإيجاد الحلول المناسبة لها، حل المشاكل عن طريق PÎNE كان دليلاً على أن برنامجنا ليس برنامجا كوميديا فقط، بل إنه برنامج هادف يسعى إلى حل المشاكل التي تظهر بشكل يومي، ولكن، وبالوقت نفسه، فإن بعض المشاكل الأخرى، التي طرحناها لم تلقَ الحل المناسب، لذلك نحن مضطرون، أن نعاود طرحها في المواسم القادمة على أمل ان تلقى طريقها للحل”.

الممثل المسرحي، ومقدم الفيديوهات في برنامج PÎNE، شفزان محمود، اختتم حديثه بالقول: “ما يقدمه PÎNE من محتوى لم يأتِ من فراغ، بل إنه نابع من واقع يعيش فيه الملايين، كما أن هذا المحتوى يقدم العديد من النصائح، التي تساعد في الحياة اليومية، لذلك، نرجو من الشعب، وكذلك من المعنيين، أن يأخذوا PÎNE على محمل الجد، وألا يتعاملوا معه على أنه محض سخرية وتسلية”.