المهجرة سهام علي: بإرادة وقوة المرأة نتغلب على التهجير ونحرر أرضنا

روناهي/ عين عيسى ـ

تتخذ بكلماتها الواثقة نبراساً وقدوة في الحياة، لمواجهة معاناة ومآسي التهجير، الذي عايشته بعد تهجيرها من بيتها بمقاطعة كري سبي/ تل أبيض المحتلة… مثلها في الحياة “لا مستحيل بقوة وإرادة المرأة… المرأة تصنع المستحيل، وتجابه الصعاب، لضمان تماسك الأسرة، والمجتمع، وتحقيق التحرير المنشود”.

بشخصية قوية وتحد لظروف التهجير، تستقبلنا الأم “سهام محمد علي” في خيمتها المتواضعة حاملة فلذة كبدها الصغيرة، التي رأت النور في مخيم مهجري كري سبي، منذ سنة ونصف… قائلةً: “أرى المستقبل بعيون وضحكة ابنتي الصغيرة، ومع أبنائي وبناتي الستة… استمد منهم قوة البقاء والمقاومة، قوة لا تقبل ضعفاً وانكساراً بالرغم ما حل بنا من نوائب حطمت الإنسان، ولكن هيهات هيهات أن نستسلم، عايشنا تلك الظروف القاسية وجابهناها، واليوم استطعنا أن نتخطاها بقوتنا وإرادتنا”.

مثال للمرأة القوية والمكافحة

المهجرة “سهام محمد علي” كانت تعيش بأمان واطمئنان في بيتها بمركز مقاطعة تل أبيض/ كري سبي، قبل أن تحل بالمقاطعة لعنة الاحتلال التركي في التاسع من شهر تشرين الأول 2019، زوجها يعمل سائق أجرة، وتكافح معه جنباً إلى جنب لتأمين حياة كريمة للعائلة، ولكن بعد دخول المحتل التركي ومرتزقته مركز المقاطعة، لم يستطيعوا التعايش في ظل تلك الظروف بعد هيمنتهم على مفاصل الحياة كافة، وقيامهم بممارسات النهب والسرقة، والاعتقالات، لذلك توجهوا إلى مدينة الرقة ليواجهوا تحديات صعبة بعد فقدانهم كل ما يملكون، إذ عمد المرتزقة على نهب وسرقة ممتلكات بيتهم بعد خروجهم منه مباشرة.

عانت سهام مع عائلتها من الواقع الذي عاشته خلال فترة نزوحهم وتهجيرهم، فآزرت زوجها في تلك الفترة الصعبة التي مروا بها، وعملت معه في عدة أعمال لتأمين قوت يومهم لأسرتهم الكبيرة، وتمكنوا من استئجار بيت في المدينة لمدة شهرين قبل انتقالهم إلى مخيم مهجري كري سبي، تقول الأم سهام عن تلك الفترة: “أيام صعبة للغاية عشناها بعد التهجير، هنا تدرك تماماً فائدة الشخصية القوية للمرأة في حمل الأعباء، ومواجهتها لذلك، فلا أهتم لها لأنني أعلم بأن المرأة هي مركز الأسرة”.

التغلب على الصعاب وتحفيز أقرانها

اتخذت المهجرة في المخيم خيمة لأسرتها، واستطاعت أن تعوض ولو قليلا ما خسرته في ظروف التهجير: “يستطيع الإنسان دوماً البدء من الصفر على شرط رفض الاستكانة، والاستسلام، لذلك تعلمت الكثير خلال رحلة التهجير، التي عصفت بعائلتنا كما العوائل المهجرة القاطنة في المخيم، ومن ضمنها النضال بالعمل حتى تحرير الأرض من المحتلين الغاصبين، والعودة من جديد الى الديار، وإعادة إعمارها، وإحيائها بعد أن دنسها المحتل التركي ومرتزقته”.

وتختم المهجرة “سهام محمد علي” حديثها، بالتأكيد على أن تكون قصتها، وعائلتها مع التهجير ملهمة لغيرها من النساء، ومحفزاً لعوائل مهجرة دمرتها حالة التهجير سواءً من الناحية النفسية والمعيشية أو من النواحي الأخرى، لأن المرأة تستطيع أن تخلق حياة جديدة في كل مكان، وأن ترفع معنويات عوائلها والمجتمع لتحقيق الحرية، والعدالة والتحرير.