إعداد/ ليكرين خاني –
في دول العالم المهتمة بالأدب، كُتاب كبار تخصصوا في أدب الناشئة، علموا الفتيات والفتيان كيف يمسكون بكتاب، فيقرؤونه بشغف دفعة واحدة، ويطلبون المزيد، ليتدرجوا في الوعي مع كل كتاب، ولتصبح القراءة عادة.
ومن الكُتاب الذين حملوا مسؤولية أدب الناشئة على عاتقهم، الكاتب المصري الدكتور أحمد خالد توفيق الذي لمع اسمه في سماء أدب الرعب، والفانتازيا والخيال العلمي، ويعدّ الكاتب أحمد خالد توفيق أديب الشباب الأول في الوطن العربي والذي حبب الكثير في القراءة، برواياته المشوقة وأسلوبه المتميز والساخر وشخصياته الفريدة، الكاتب الراحل ترك للمكتبة العربية عديدًا من الروايات، والكتابات النقدية الهامة، وكان أحد أبرز كتّاب قصص التشويق التي تتميز بأسلوبه الممتع والمشوق، ما أكسبه قاعدة كبيرة من الجمهور والقراء.
دمج بين الطب والأدب
أحمد خالد توفيق فراج، ولد في حزيران عام ١٩٦٢بمدينة طنطا في محافظة الغربية، تخرج من كلية الطب في جامعة طنطا عام ١٩٨٥ وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام ١٩٩٧، التحق كعضو هيئة التدريس واستشاري قسم أمراض الباطنة المتوطنة في كلية الطب بجامعة طنطا، أثرت دراسته للطب على طريقة كتاباته وشخصياته، فأول شخصية له هي العجوز رفعت إسماعيل كان طبيباً لأمراض الدم، وكذلك ناقش فترة التكليف للطبيب في المناطق الريفية في كتابه الساخر (الطريف في طب الريف)، كما وأسهمت كتبه في إقبال الناس، وخاصة الشباب على القراءة لاقتراب فكره من فكرهم، واتسمت كتابات توفيق بالسخرية وسهولة السرد.
رحلته الأدبية
بدأت رحلته الأدبية مع كتابة سلسلة ما وراء الطبيعة، ورغم أن أدب الرعب لم يكن سائدًا في ذلك الوقت، فإن السلسلة حققت نجاحًا كبيرًا، واستقبالًا جيدًا من الجمهور، ما شجعه على استكمالها، وألف أحمد توفيق روايات حققت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، وأشهرها (رواية يوتوبيا) وقد تُرجمت إلى عدة لغات، وأعيد نشرها في أعوام لاحقة، قدم أحمد خالد توفيق أيضاً ست سلاسل للروايات، وصلت إلى ما يقرب من ٢٣٦ عددًا، وقد ترجم عددًا من الروايات الأجنبية ضمن سلسلة روايات عالمية للجيب، كما قدّم أيضًا خارج هذه السلسلة الترجمات العربية الوحيدة للروايات الثلاث نادي القتال للروائي الأمريكي، تشاك بولانيك وديرمافوريا (رواية لكريج كليفنجر) وكتاب المقابر (نيل جايمان)، بالإضافة إلى ترجمة الرواية الطويلة (عداء الطائرة الورقية للأفغاني خالد حسيني) إلى رواية مصورة، وله بعض التجارب الشعرية، اشتهر أيضًا بالكتابات الصحفية، والمقالات السياسية والاجتماعية في العديد من الصُحف والمجلات العربية.
أبرز مؤلفاته
ترك الكاتب المصري أحمد خالد توفيق الكثير من الأعمال الأدبية، التي ما تزال شاهدة على نبوغ هذا الكاتب، وعلى درجة الإبداع، التي وصل إليها في الكثير من مؤلفاته، ومنها رواية يوتوبيا، وتُرجِمَت للإنجليزية، وللفرنسية ، وللألمانية، وللفنلندية، ورواية مثل إيكاروس، ورواية في ممر الفئران، بالإضافة إلى مجموعات قصصية، اشتهر بها ومنها: قوس قزح، وهي مجموعة قصصية مؤلفة من سبع قصص، و(الآن نفتح الصندوق) وهي عبارة عن مجموعة قصصية مؤلفة من خمس وعشرين قصة، إلى جانب سلسلات أصدرها في بداية مسيرته الأدبية، ومنها سلسلة ما وراء الطبيعة، وسلسلة فانتازيا، سلسلة سفاري، وسلسلة رجفة الخوف وهي روايات رعب مترجمة، وقد حاز على جائزة أفضل كاتب عربي في مجال الرواية، استلمها ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب عام ٢٠١٦ عن روايته (مثل إيكاروس).
بوفاته فقد الشباب العربي كاتباً فريداً ومتميزاً في أدب نادر من نوعه، فقد توفي في الثاني من نيسان من عام ٢٠١٨ عن عمر يناهز خمسة وخمسين عامًا إثر أزمة صحية مفاجئة.
