سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

السياسة بين الرعونة والتعقل

 تحقيق/ فيروشاه أحمد –

باتت السياسة ومنذ بناء المدينة قبل أكثر من خمسة آلاف سنة وحتى الآن تأخذ أشكال متعددة، ولكل شكل سياسي قواعده وأسسه، ودائماً تركز تلك الأسس على مصالح محددة، وقد لا تكون للأخلاق أي أهمية لدى كل السياسيين، وبات فيما بعد لكل شكل سياسي فلسفته الخاصة يستنبط منها أدواته المشروعة واللامشروعة حتى يتمكن من تحقيق أجنداته من خلال الغزو أو الاحتلال أو استغلال شعب ما.
وتبقى القوة العسكرية الداعم الرئيس في تحقيق أغلب السياسات، في حين تصبح حقوق الشعوب مرتبطة برعونة تلك القوة، ومن جانب آخر؛ نجد دور العقل مغيباً وكأن لغة الحوار أو التفاوض يتلاشى أمام زحف الجيوش نحو تحقيق غايات الساسة دون أية التفاتة للقيم الأخلاقية والاجتماعية، وكأن الشعوب المستضعفة وأوطانها مواد أولية لتلك القوة العسكرية.
كقراءة أولية لأغلب السياسات المتبعة والدارجة بعد الحرب العالمية الأولى وحتى الآن نلاحظ بأن الميكافيلية (الغاية تبرر الوسيلة) أصبحت مدرسة سياسية تنتهجها أغلب الدول العظمى وغير العظمى، وفي داخل الدولة الواحدة تتنافس الأحزاب فيما بينها على هذه الأسس مستعينة بشعارات تسويقية ومستهلكة كالديمقراطية وغيرها من المصطلحات التي يتوق إليها أغلب الشعوب.
وحتى ضمن الحزب الواحد نجد أكثر من تيار أو تكتل، البعض منهم يعتمد على العقل في الحوار والبعض الآخر يختار الرعونة والتصعيد خطاباً له، وقد نجد تياراً ثالثاً يركن للوسطية في بناء علاقاته ضمن حزبه وخارجه؛ ما يلاحظ من كل ما تقدم بأن السياسة والأخلاق لا يلتقيان مهما تشدق الساسة بمناهج إنسانية وأخلاقية.
خطأ الساسة لا يُغتَفر
الخطأ جزء من الحياة، ومن البديهي أن يُخطأ أي إنسان وفي أغلب مجالات الحياة. لكن؛ خطأ الساسة لا يمكن أن يُغتَفر؛ لأن بخطئهم قد تنتهي أحلام أجيال وربما تنتهك الحرمات، فحتى يكون السياسي أقرب لمصالح شعبه وصون كرامته لا بد أن يبتعد عن الرعونة في خطابه، ويعتمد على خطاب عقلاني يجنب بلده من ويلات الحرب والكوارث.
أثناء الأزمة السورية منذ (2011) وحتى الآن يفتقر كل السوريين إلى خطاب عقلاني ووطني، وإلا لما استمرت هذه المأساة لهذا اليوم، كل الأحزاب والفصائل المسلحة والتيارات السياسية ما زالت تبحث عن حلول تتناسب ورؤيتها الأيديولوجية وتوافقاتها السياسية مع الدول الأخرى، ورغم اللقاءات والمؤتمرات والوساطات بقي الجميع بما لديهم فَرِحين.
ما جعل المشهد السياسي في سوريا أكثر قتامة وضبابية هو الرعونة في خطاب الساسة وكأنهم في مسلخ لتقاسم فريسة ضالة، وحين أمست أروقة سوريا مسرحاً لكل السياسيين من الدول الإقليمية والدولية أصبحت أرضها ميداناً لمعاركهم يُقتلون ويُسلبون دون وازع من قانون أو أخلاق أو مبادئ، وبقيت الحلول تترنح هنا وهناك، وكأن مصير هذا الشعب في بورصة مالية عالمية، ولا يخفى على أحد بأن سبب بقاء الأزمة واستمرارها هو عدم الاحتكام لخطاب عقلي، بل مصالح هذه الدول تجعل الرعونة والتصعيد ملازماً للأزمة.
 ما جعل المشهد السياسي أكثر تعقيداً ورعونة حين ساهمت القوى العظمى بدخول الجيش التركي ومرتزقته لمدينة عفرين قبل سنة، حينها وكأن كل الأطراف تخلت عن خطاب العقل والحوار واللجوء إلى تقاسم النفوذ بحسب التوافقات الدولية، وحين استفرد أردوغان ومرتزقته بعفرين وتحقق حلمه بأفشال المشروع الديمقراطي في جزء من شمال وشرق سوريا ـ على حد تعبيره- بدأ بمقايضات أخرى مع واشنطن وموسكو بالتدخل في مناطق أخرى من هذه الجغرافية، وبقدر ما تساهم القوى العظمى بالتخلي عن الحلول السياسية والتخلي عن لغة العقل؛ تصبح الرعونة والحرب خطاباً متداولاً.
ديمومة الرعونة.. استمرار للفوضى
كأن الساسة في الحكومات التركية المتعاقبة ومنذ مئات السنين يعملون وفق ثقافة واحدة باستمرارية الرعونة في خطابهم السياسي ورفع وتيرة التصعيد في هذا الخطاب ويترجمون ثقافتهم إلى سلوك من الاعتداء والسلب والنهب من خلال إشعال حروب بحجج واهية. وما يفعله أردوغان الآن هو احتلال وتعدِّ على أراضي الجوار وتطبيق للرعونة السياسية من خلال تهديداته لشمال وشرق سوريا وأمام كل الدول والأنظمة التي تدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكأن هذا العالم يعيش اليوم في عصر الظلمات عصر غياب الحق والحقوق وسيطرة مفاهيم السلطة والهيمنة من خلال القوة.
رغم النداءات المتكررة من المكونات والشعوب السورية للمجتمع الدولي وهيئات حقوق الإنسان إلا أن الحكومة التركية لا تأبه بأي قانون أو أخلاق، مستمرة في تهديداتها وتهيئ جيوشها وتوزعهم على خطوط النار بينها وبين الشمال السوري الذي يعيش أمناً وأماناً من خلال إدارة ذاتية وبمشاركة المكونات كافة، حين رأت تركيا بأن هذه المنطقة تعيش بسلام مجتمعي لم تستطع أن توقف من اعتداءاتها على هذه الشعوب الآمنة، وهي أي تركيا تدرك تماماً بأن سوريا تعيش أزمتها نتيجة تناقضات وصراعات داخلية وخارجية، وتحاول أن تنافس كل المتصارعين بأنها دولة جارة لسوريا ومن حقها نصيب وافر من كعكتها.
ونتيجة هذه الصراعات على سوريا من الدول الإقليمية والدولية وتقاطع مصالحها الاقتصادية تسعى هذه الدول في الوقت نفسه إلى تنفيذ أجنداتها على حساب الشعب السوري، دعت هذه الدول والأنظمة تركيا بالانسحاب من المناطق السورية التي احتلتها، إلا أن تركيا وبداعي الدفاع عن أمنها القومي باقية في هذه المناطق، زد على ذلك أنها مصممة على إفشال كل خطوة تتعلق بالديمقراطية والفكر الحر وبناء المؤسسات الثقافية والخدمية في هذه المنطقة وكأن هذه الشعوب لا تستحق العيش الكريم.
ما بين التعقل والرعونة في الموقف السياسي تتبدل الأجندات وقد يصبح الحليف فريسة لتحقيق مصالح للحليف الآخر، ومن جانب آخر يصبح عدو الأمس شريكاً في المصالح غداً، وهذا ليس بشيء غريب في إستراتيجيات القوى العظمى، وكي نكون أقرب لموقف سياسي صحيح؛ لا بد أن نمارس السياسة وفق المصالح وليس وفق شعارات لا تغني من جوع، وما حدث بالأمس لم يكن حلماً، بل واقعاً سياسياً يمكن التعامل معه وفق المصالح المشتركة كخطوة تكتيكية ريثما تستقر الأمور السياسية والأمنية في سوريا.
بحث قرار الانسحاب
كلمات قليلة كتبها ترامب بحث فيها “قراراً” منفرداً بانسحاب قوات بلاده من شمال وشرق سوريا، أحدثت خللاً سياسياً في الرؤية السياسية القادمة بخصوص التسوية السياسية لسوريا، هذه التغريدة “الترامبية” تحولت إلى احتمالات مزعجة بالنسبة لشعوب المنطقة ولا سيما أنها منطقة إستراتيجية هامة وقامت شعوبها بإدارة أنفسهم حيث تحوم الأطماع الدولية والإقليمية حولها لما تحتضنه من خيرات وفيرة ويسعى الاحتلال التركي على وجه الخصوص بضربها بالوسائل كافة لإبادة الشعب الكردي والقضاء على مشروعه الديمقراطي. في العمق الإستراتيجي لا يمكن التعويل على أمريكا كقوة رأسمالية حداثوية تعمل وفق مبدأ الربح الأعظمي وتسعى لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط.
بكل الاحتمالات ما زالت الأنباء حول هذا الانسحاب لم تتأكد بشكل دقيق، ولم توضح أمريكا برنامجاً زمنياً لهذا الانسحاب، بينما الحرب الإعلامية والنفسية قد بدأت بشكل كبير، سواء من تركيا أو أمريكا أو غيرهما من الدول التي تتصارع على سوريا، البنتاغون يؤكد بأن المهمة العسكرية في سوريا متواصلة والقوات الأمريكية باقية، بين هذا التصريح وما غرد به ترامب طرأ قلق واضح في بنية الأزمة السورية، فكل الاحتمالات باتت محتملة مرة أخرى.
في السياق ذاته؛ يخشى بعض مساعدي ترامب الكبار بأن هذا الانسحاب أو القرار جاء في وقت غير مناسب وقد تكون له عواقب في المدى البعيد، هذه الرعونة في تغريدة ترامب تسببت بتداخل مبهم في الأوراق مرة أخرى، وقد تحدث تطورات سياسية وعسكرية غير متوقعة في المرحلة القادمة.
لا يمكن التكهن بمستقبل سوريا ولا بمناطق شمال شرقها التي تعيش حالة استقرار أكثر من أغلب المناطق السورية. لكن؛ المصالح التي تبحث عنها أمريكا وغيرها من الدول تسمح لها بأن تساوم على كل المبادئ والأخلاقيات الاجتماعية، فحين شكل أردوغان مع روسيا وإيران فريقاً واحداً في وجه الهيمنة التركية وتأجيل معركة إدلب توجهت الأنظار نحو شمال وشرق الفرات، فكانت مقايضات وسمسرة سياسية بين الأطراف على إفشال المشروع الديمقراطي في المنطقة.
هذه لم تكن التجربة الأولى للكرد مع الدول العظمى وربما لم تكن الأخيرة، لكن” ليس بالإمكان أحسن مما كان” من هنا تقوم الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا مرة أخرى بإعادة ترتيب علاقاتها وتواصلها مع كافة الشعوب والمكونات والكيانات، وتتفتح على سياسات جديدة ورؤى تواكب مستجدات الأحداث وتغييراتها في ظل كل هذه الرعونة من جهة والتخبط السياسي الإقليمي والدولي من جهة أخرى، بعد أن تحولت الأزمة السورية إلى صراعات عالمية وساحة لرقص الفيلة كما يُقال. والهم الأوحد الحفاظ على مكتسبات شعوب المنطقة التي نالتها بالكثير من التضحيات وتجنيب المنطقة ويلات ونتائج مافيات الحروب وتجار دماء الشعوب.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle