سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

السجون مفاعلات داعش… الولادة والانبعاث

رامان آزاد_

كانت سجون بوكا وأبو غريب والتاجيّ في العراق مفاعلات حقيقيّة لإنتاج الفكر المتطرف، والحالة الجهاديّة، التي تبلورت بالتدرج عبر عناوين وتنظيمات من المحليّة، ثم ينتقل إلى مشروع الدولة ومن بعدها الخلافة ويعلن مشروع كسر الحدود، يكتسح مناطق في سوريا، ولذلك تشكل السجون نقطة ارتكاز، ومن رحمها كانت الولادة، ولذلك حاول الانبعاث باقتحامها.
محاولة اقتحام سجن غويران
شنّ عناصر “داعش” يوم الخميس 20/1/2022، هجوماً على سجن غويران، هو الأكبر منذ سقوط خلافته المزعومة، ونهايته الجغرافية بعد مشهد الباغوز في 23/3/2019، وكان الهدف إطلاق مزيد من المرتزقة المعتقلين داخل السجن، ويبلغ عددهم نحو 3500 معتقل، أرادوا من خلال تحريرهم تشكيل نواة ضاربة يمكنها السيطرة على الأرض وينتقل من طور الكمون والخلايا النائمة ليعاود الظهور العلنيّ على الأرض.
الهجومُ وفق الطريقةِ التي تمَّ تنفيذها يؤكدُ بأنّه كان نتيجة مخططٍ كبيرٍ ومدروسٍ، وكان لافتاً أسلوبَ التعاطي السياسيّ والإعلاميّ مع الحدث كمتغيّر ميدانيّ أساسيّ، وتمَّ التركيز على التهجير القسري أو التغيير الديمغرافيّ الافتراضيّ، ليكون أجندة موازية، وتزامن الحدث مع هجوم “داعش” على قاعدةٍ عسكريّةٍ في محافظة ديالى العراقيّة أودى بحياة 11 شخصاً. وهو الهجوم الأكثر دموية منذ شهور على الجيش العراقيّ، ولم يكن هذا التزامن صدفة، مع حساب التصعيد العسكريّ التركيّ في المناطق المحتلة في شمال سوريا، وتشير المعطيات الأوليّة إلى أنّ الهجومَ استغرق ستة أشهر من التخطيط، وتمّ حشد معظم الخلايا النائمة لتنفيذ عملية الهروب من السجنِ.
شارك بالهجوم أكثر من 200 مرتزق واستهدفوا سجن غويران أو ما يُعرف باسم سجن الصناعة، أحد السجون التي تضم أكبر عددٍ من معتقلي “داعش”، وأدى الهجوم إلى معارك ضاريةٍ تجاوزت أسوار السجن على الأحياء المجاورة، وكانت البداية بانفجارٍ كبير الساعة 7 مساءً، تلاه انفجاران آخران. وتزامن التفجير بأعمالِ شغبٍ ومحاولة الهرب في الوقت نفسه، لدى انفجار السيارة المفخخة في الخارج واشتباك المرتزقة مع حامية السجن الأمنيّة ثم انفجرت سيارة مفخخة في مستودع سادكوب القريب، ما أدّى لاندلاعِ حريق.
وزعم داعش، السبت 22/1/2022، في بيان أصدره عبر وكالة “أعماق”، أنّ نحو 800 من المرتزقة تمكنوا من الفرار من سجن غويران، وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الأحد، إنَّ قرابة 850 طفلاً معرضون لخطرٍ مباشرٍ مع استمرار العنف في شمال وشرق سوريا.
وأسفرتِ الهجماتُ في وقتٍ متأخر من يوم الخميس وصباح يوم الجمعة عن أسوأ يوم في أعمال العنف يقوم بها “داعش” منذ فترة طويلة، وظهرت على شكلٍ يشبه تمرداً يعملُ سراً مع قيامه بتنفيذ عمليات إطلاق النار وتفجيرات دمويّة، ويشير أسلوبُ تنفيذ الهجماتِ إلى أنَّ المرتزقة قد تم تنشيطهم بعد فترةِ كمونٍ نسبيّة، اعتباراً من إعلان هزيمته في آخر جيوبه في بلدة الباغوز الحدوديّة. لم تتجاوز خلالها نشاطاته تنفيذ أعمال اغتيال متفرقة، لكن عناصره استمروا بخلايا نائمة قتلت بشكلٍ متزايد عشرات العراقيين والسوريين في الأشهر الماضية، حسبما تقرير موقع ABC News الأمريكيّ.

قادمون من الجيوبِ التركيّة
بعضُ مقتحمي السجن جاؤوا من مناطق سري كانيه وكري سبي في سوريا، أي من الجيوب التركيّة، وجاء آخرون من منطقة الرمادي العراقيّة. بحسب اعترافاتٍ أدلى مرتزقة أسرى شاركوا في الهجوم، وبذلك لم تقتصرِ الهجوم في أهدافه على تأمينِ هروبِ المعتقلين، بل إحياءِ “داعش” على مستوى المنطقةِ. وكان المهاجمون مزوّدين برشاشات ثقيلة وعربات مفخخة، وأفادت تقارير بأنَّ السجناء المتمردين بينهم أعداد كبيرة من الأجانب من جنسياتٍ غربيةٍ، وقيل إنّهم القوة الأولى وراء الهجوم.
وقالت قوات سوريا الديمقراطيّة، الأحد، إنّها تتعامل مع “خلايا إرهابيّة مجهولة الهوية” قادمة من حي غويران، في محاولة لتقديمِ الدعم لمرتزقة داعش والأسرى المحاصرين في القسم الشماليّ من السجن. واتسع ميدانُ الاشتباكِ ليصل إلى حي الزهور القريب حيث تحصن المرتزقة، وفرض الوضع في الحي إيقاعه، لتتباطأ وتيرة الاشتباك من حيث الحركة ولكنها غزيرة ناريّاً، فالمرتزقة استخدموا الأهالي دروعاً بشريّة، وفجّروا المنازل واعتدوا على الأهالي ووقعت جرائم قتل، وتدخلت قوات التحالف عبر ضربات الحوامات القتاليّة. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي يوم الجمعة إنَّ الولايات المتحدة استخدمت الضربات الجويّة لدعم قوات سوريا الديمقراطيّة في التصدّي للهجوم على سجن الحسكة. وقال كيربي: إن الولايات المتحدة تدرك أن تهديد داعش لم يزُل، و”نظل نركز على ذلك”.
وانتهت أحداث سجن غويران بما لها وعليها، وارتقى خلالها 121 من مقاتلي القوى الأمنيّة وقسد شهداء. واُتخذ إجراءات مباشرة من قبيل نقل المعتقلين، ومتابعة تمشيط المناطق والبحث عن عناصر من الخلايا النائمة أو الفارين. ورفع الحظر عن المدينة وبدأت عودة الأهالي التدريجيّة إلى بيوتهم. وذكر المرصد السوريّ لحقوق الإنسان أنّ اثنين من المرتزقة الهاربين تمكنا من الوصول إلى جرابلس المحتلة وكشف أمرهما عبر مراسلتهما لزوجتيهما، فيما ألقي القبض على ثلاثة من الفارين في ريف عين عيسى، كانا في الطريق إلى كري سبي المحتلة.
بذرة النشوء
يسود الاعتقاد أنّ البذرة الأولى لنشوء “داعش” كانت داخل السجون العراقيّة، حيث تم زج المعتقلين من عناصر إسلاميّة متطرفة وعناصر من النظام العراقيّ السابق، وتجاوزوا في عنفهم ودمويتهم ضد الشيعة تنظيم “القاعدة” الذي عادة ما يتجنب المواجهة مع إيران والشيعة، وهناك عوامل معقدة راكمت وزادت حدّةَ الكراهيّة.
في تقريره أعده الصحفيّ في جريدة الغارديان مارتن جولوف، يقول (أبو أحمد) سجين عراقيّ سابق التقى بالبغداديّ في سجن بوكا: “البغدادي وضع استراتيجية بناء “تنظيم الدولة الإسلاميّة” أثناء تنقله بين السجون”، ويضيف: “لو لم يكن هناك سجن أمريكيّ في العراق، ما كان هناك داعش الآن، متابعاً: “كان معتقل بوكا مصنعاً، هيأنا جميعاً وصاغ منهجنا”.
يمكن أن يرسم المرء خريطة متخيلة لكيفية ولادة داعش (عراقياً) ولتدفقه على المدن والقصبات. السجون حيث حصل تلاقح بين مشايخ السلفية الجهادية وضباط الجيش، ثم الصحراء وعشائرها، والحدود والقوام الاجتماعي والنفسي الذي تشكل على طرفيها وكان العامل الحاسم في الولادة هو الأزمة السياسية والمذهبية الحادة التي رافقت ولادة داعش. معظم هذه العناصر متوافرة اليوم، تضاف إليها ظاهرة المخيمات الهائلة التي تحيط بالمدن المدمرة، ومئات وربما آلاف الفتية الذين تمت تنشئتهم في معسكرات “أشبال الخلافة”، وهم اليوم من بين سكان هذه المخيمات. أما الشرط السياسي، فلم تنضج ظروفه بعد، على رغم الضغوط الهائلة الذي تتعرض لها بيئة الجماعة السنية في العراق.
لكن ليس سجن “بوكا” وحده في العراق من تولى مهمة صهر الخبرات، فسجن أبو غريب كان “أكاديمية إرهاب أخرى” وعملية الفرار الكبير والمتزامن من سجني أبي غريب والتاجي، توحي بأنَّ السجون العراقيّة بين عامي 2003 ــ2013 مكانٌ نموذجيّ لبناءِ داعش. وكان معظم قيادة الصف الأول في “داعش” من سجناء سابقين في مقدمهم أبو بكر البغداديّ وعبد الله القرشيّ، وإسماعيل علوان العيثاوي (أبو زيد العراقيّ) أمير اللجنة الشرعيّة، وأبو محمد العدنانيّ المتحدث باسم “داعش”، وأبو علاء العفريّ، وهو متشدد عراقيّ مخضرم عمل مع القاعدة، وشغل منصب رئيس “بيت المال” أو خزانة “داعش”. وأبو علي الأنباريّ مسؤول ديوان المال، نعمان منصور الزيدي (أبو سليمان الناصر الأنباري) رئيس مجلس الشورى العسكريّ.
كان قرار بول بريمر حلّ الجيش العراقيّ وإحالة الكثير من ضباطه إلى السجن فرصة للقاء بحملة الفكر المتطرف، لتجتمع في مكانٍ واحدٍ الخبرة العسكريّة مع التشدد، كان سجن “بوكا” مركز الاحتجاز الرئيسيّ لعناصر التمرد السنيّ، وشكّل الرحم لولادة “داعش”، وكانت أعضاء النواة الأولى لداعش يسجلون أرقامهم ووسائل التواصل معهم، على ملابسهم الداخليّة، حتى لا يكتشفها مسؤولو السجن، واستفادوا من هذه المعلومات في التجمع بعد خروجهم من المعتقل، وهناك التقى “البغداديّ” بالضباط السابقين، ومن ضمنهم أفراد القوات الخاصة، والحرس الجمهوريّ، والفدائيين. وكان البغدادي يلقي الخطبَ، وقُدّر عددُ قدامى المحاربين من الجيشِ العراقيّ في صفوف داعش 100-160، شغل معظمهم مناصبَ عليا ومتوسطة، ومن الضباط سمير عبد محمد العبيدي الدليميّ المعروف باسمِ حجي بكر، رئيس المجلس العسكريّ ونائب البغداديّ، وسعود محسن حسن الذي عرف باسم أبو معتز وأبو مسلم التركماني، وفاضل أحمد عبد الله الحيالي، المعروف باسم الحاج معتز أو أبي معتز القرشيّ كان والي العراق.

هروبٌ سابق من السجن
الهروب من السجون كان تكتيكاً رئيسيّاً اتبعه الرعيل الأول من “داعش”، ففي 21 تموز 2013 تمَّ اقتحام سجن أبو غريب وتهريب معظم المعتقلين، وهرب حينها نحو ألف من معتقلين انضمّوا إليه، بينهم سجناء جنائيون. فيما فشلت عملية الهروب من سجن التاجي وكانت فاتورته كبيرة جديدة.
تتابعت التحولات من جماعة “التوحيد والجهاد” التي قادها الأردني أبو مصعب الزرقاويّ إلى الدولة الإسلاميّة في العراق وقادها “أبو عمر البغدادي”، إلى إعلان أبو محمد العدناني أُعلن في 29/6/2014 ما سمّي “الدولة الإسلاميّة في العراق والشام/ داعش”، وإعلان مشروع “كسر الحدود” بين العراق وسوريا، ثم اعتلى “أبو بكر البغداديّ” منبر مسجد النور في مدينة الموصل يوم الجمعة 4/7/2014، في أول ظهور علنيّ على هذا المستوى، وكان عبد الله قرداش فيمن استقبله يومها.
إذا كان هروب ألف معتقل من سجن بوكا مقدمة التأسيس، فإنّه يمكنُ النظر إلى الهجوم على سجن غويران على أنّه محاولة انبعاث وإحياء. وصحيح أنّ إجهاض المشروع كان مكلفاً، ولكنّه أخطر وأكثر كلفة لو قُيّض له النجاحُ، وسيطيحُ بأمنِ وسلامةِ المنطقةِ، وسيعودُ “داعش” لينتقم، متجاوزاً ما حققه في مرحلة الوصول إلى “التمكين”. يوم سيطر على ثلث مساحة العراق وسوريا وتسبب بقتل الآلاف، وأحال أجزاءً كبيرة من البلدين المتجاورين إلى يبابٍ وخراب.
 تفيدُ تقديراتٌ بأنّه قد انضمَّ إلى داعش أكثر من 40 ألف مرتزق، بينهم خمسة آلاف من أوروبا، قُتل 10% منهم في المعارك والضربات الجويّة، وعاد منهم نحو 30%، فيما بقي نحو ألف أوروبيّ من عائلات داعش داخل سجون ومخيمات سوريا والعراق.

 

البغداديّ دعا إلى اقتحام السجون
بعد الهزيمة وحملة “الباغوز” دخل “داعش” في حالة اضطراب وفقد إمكانية التواصل والتنسيق وحسر قياداته، وفي محاولة لإعادة داعش أطل “أبو بكر البغداديّ” في تسجيل صوتيّ في يوم 16/9/2019، حمل عنوان “وقل اعملوا”، صدر عن مؤسسة الفرقان، إحدى الأذرع الإعلاميّة لداعش، وجاءت الكلمة الصوتيّة بحدود نصف ساعة، تناولت مواضيع عدة، وتدرجت في تسلسلها، أي أنه صاغها بتدرج لتكون مراجعةٍ لما مضى، وتكليفاً لما آتٍ، مع جرعةٍ تنظيريّةٍ، وأشار البغداديّ قضيةٍ جدليّةٍ في خطابِ الفكرِ الجهاديّ -المزعوم- المعاصر. ولم يختلف كثيراً عن رسالته الصوتية السابقة بعنوان “ويأبى الله إلا أن يُتمَّ نوره” التي أطلقها في تموز 2019، وعمد إلى التحريض والحماسة.
واختتم البغداديّ رسالته للحديث باستفاضةٍ عن الظلم، الذي يعاني منه عناصره في السجون، وطالب عناصره خارج السجون بالعملِ سريعاً على تحريرهم، في دعوةٍ واضحةٍ لشنِّ هجماتٍ على السجونِ قائلاً: “السجون السجون يا جنودَ الخلافةِ، فإخوانكم وأخواتكم، جدّوا في استنقاذهم ودكِ الأسوارِ المكبلة لهم، فكّوا العاني…”. والواضح أراد إيصال مبطنة إلى المعتقلين، بوعدهم بالتحرير، ليرفعَ معنوياتهم وأنه لم يتخلَّ عنهم، فيما المسألة تتعلق جوهريّاً بتعويض النقص العدديّ، بعد سلسلة الهزائم التي في كوباني وانتهت بالباغوز، وحالة التشرذم، والاختلاف بين القيادات العراقيّة والسوريّة، والإشكالات الفقهيّة.
وتعجُّ السجون في العراق وسوريا بالآلاف من معتقلي التنظيمات الجهاديّة، والقسم الأعظم منهم هم مرتزقة “داعش”، ورغم قسوة وفشلِ التجربةِ التي فرضوها على المنطقة، إلا أنَّ معظمهم لا يزال يؤمن بالعنف وسيلة لتحقيق هدف إقامة “دولة الخلافة الإسلاميّة” وفق تصوراتهم المتطرفة، أي أنّ “داعش” لم ينتهِ على المستوى الفكريّ والعقائديّ، وتؤكد ذلك حالات العنف وجرائم القتل التي يشهدها مخيم الهول ودور نساء “داعش” وما يسمّى “أشبال الخلافة”، واحتواء المخاطر المحتملة بتطلب جهداً دوليّاً في إقامة محاكم لمقاضاة المعتقلين وأن تسعى الدول والحكومات على استعادة رعاياها من النساء والأطفال.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle