سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الجهاد الديني والجهاد القومجي وجهان لعملة الانحطاط الأخلاقي

محمد أرسلان علي / القاهرة_

برعت قوى الهيمنة الرأسمالية في تحويل القومية إلى دين جديد مقدس ينافس الدين في طقوسه وشعائره المقدسة، والذي بات عنوانٌ لكل من يبحث عن الفردوس المفقود والمتمثل بالدولة القومجية التي باتت حلم كل شعب بأن يضحي بنفسه من أجل الوصول أو بناء هذه الدولة (الفردوس المفقود) والتي يقابلها الجنة في باقي الأديان. وما بين جنة الجهاد الديني والفردوس المفقود للجهاد القومجي، تحول المجتمع إلى قطيع يتم الزج بهم في حروب يضفي عليها كافة أنواع القداسة التي تدغدغ مشاعر الانسان البسيط لتلهمه وتهمسه على الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله في الجهاد الديني والحفاظ على سيادة الدولة في الجهاد القومجي. وما بين هذين الجهادين القاتلين للمجتمع والشعوب، يتربع كهنتهم على عرش السلطة يفتون بوجوب الجهاد والقتال من أجل الدولة (الوطن) و/أو الدين. إنه تسلسل مفردات التاريخ لتأخذ معاني جديدة مع حفاظها على الجوهر، ولأن لكل مقام مقال، كما يُقال. فالذين كانوا يفتون باسم الدين قبل قرونٍ عدة من أجل نشر دين الله كما الفتوحات (الإسلامية) والحروب (الصليبية)، وفق مسمياتنا، واللتان استغلتا بساطة الناس في حثّهم على القتال وترك متاع الدنيا، لأن متاع الآخرة خير وأبقى، هم نفسهم الآن ولكن يتقدمون المشهد بفتاوي قومجية بعد أن اعتنقوا الدين الجديد، ونزعوا العمامة ليلبسوا مكانها ربطة العنق والبدلة الرسمية.
كِلا الطرفين كانا ولا زالا يناديان بأنهما لا هدف لهما سوى الرفع من قيمة الانسان وكرامته. وتحت مسمى (كرمنا بني آدم) بالنسبة للدنيويين الآخرويون وتحت شعار (الديمقراطية وحقوق الانسان) بالنسبة للدنيويين والقومجيون العلمانيون واليساريون. فالتضحية بالنفس من أجل الأمة الدينية التي لا تعترف بالحدود لأنها من صنع الكفرة، يقابله التضحية بالذات من أجل الدولة القومجية والسيادة الوطنية التي هي أيضاً لا تعرف بالحدود شكلاً واعلامياً لكنها متشبثة ومستميتة بها من حيث الجوهر على أساس أنه أفضل الأمرّين.
الربيع العربي كشف لنا الكثير مما كان مستوراً من حقيقة أنظمتنا وكذلك واقعنا الذي كنا نعتقده حقيقة. كشف لنا ما سُمي بالربيع العربي أنه ثمة حقيقة لا تقبل الجدل وهي أن أنظمتنا الحاكمة لم تكن يوماً تؤمن بحق الشعوب أو الانسان في الحياة الحرة ولم يكن في أجنداتها حتى مفهوم الديمقراطية الذي يبدأ بقبول الآخر باختلافه، وسقط القناع عنها وبانت حقيقتها الاستبدادية المتشبثة بكرسي السلطة ولو كان على حساب تدمير المجتمعات عن بكرة أبيها. وكذلك الأمر بالنسبة للإنسان الذي لطالما كان يُقنع نفسه بأنه يعيش القرن الواحد والعشرين بتطوراته العلمية والتكنولوجية، إلا أنه بالنسبة له أيضاً ظهر القناع لتظهر حقيقته بأنه ليس إلا انسان جاهل بذاته وبغيره وأنه ليس سوى عبد بلباس عصري.
فلا النظام القومجي المدعي للعلمانوية واللائكية يختلف كثيراً عن المعارضة التي ارتمت بأحضان التنظيمات التابعة للإسلام السياسي والمتمثل بالإخوان المسلمين. فكِلاهما وجهان لانحطاط أخلاقي واحد ولا يختلفان عن بعضهما البعض كثيراً. الخطاب الديني المتطرف والذي حول الدول لمستنقعات تجميع حثالات المجتمع والشعوب من الإرهابيين والمتطرفين تحت مسميات عديدة من داعش والقاعدة وباقي التيارات المتطرفة من كافة أصقاع العالم في سوريا والعراق وليبيا واليمن وأرمينيا والآن في أوكرانيا, لا يختلف أبداً عن الخطابات التي يتم اطلاقها في راهننا من قبل قادة الدول الغربية ورئيس أوكرانيا وكذلك روسيا، عن تشكيل كتائب وفرق أممية قومجية نازية لتجميعهم في أوكرانيا، ليتم تحويلها إلى ميدان قتال ما بين الطرفين المتطرفين والمتعصبين إن كان دينياً أو قومجياً. سوريا والعراق واليمن وأرمينيا والآن أوكرانيا من الناحية الجغرافية اسقطت القناع عن أن كِلا الطرفين المتقاتلين (الديني المتطرف والقومجي المتعصب) بغض النظر عن قومياتهم وجنسياتهم العرقية، ما هم إلا أدوات وبيادق مأجورة يتم استخدامهم في حروب ومعارك ليست لهم فيها ناقة ولا جمل، لكنها القدسية التي أعمت بصيرة الانسان ليكون وسيلة لحروب الآخرين (أمريكا وروسيا) بدلاً عن أن يكون هو نفسه غاية الحياة ومبتغاها.
ثنائية التطرف الديني ما بين السني والشيعي تقابلها ثنائية التعصب القومجي ما بين الغربي والشرقي، وبهذا الشكل لا زلنا نصرّ على الثنائيات القاتلة للإنسان والمجتمع تحت مسميات حماية الدين والدولة. أوكرانيا الجغرافيا أظهرت حقيقة هذه المصطلحات التي لم تكن يوماً من أجل بناء المجتمع والانسان الحر والكريم، بقدر ما كانت تجعل الانسان يعيش في مجتمع القطيع المنادي بالجهاد الديني ومجتمع التفاهة بالنسبة للذين ينادون بالجهاد القومجي. اصطفافات غريبة باتت تظهر على وفي مسرح أوكرانيا، حيث المتطرف سنياً التقى بالمتعصب قومجياً المدعوم من الغرب، يحاربون المتطرف شيعياً الذي التقى بالمتعصب قومجياً المدعوم من روسيا.
 وبهذا نرى المتحاربين في سوريا من النظام والفصائل الشيعية المحسوبة على إيران جمعتهم جغرافية أوكرانيا من طرف حدود روسيا الأرثوذكسية، ليقاتلوا خصومهم من المعارضة المرتمية في أحضان تركيا من المتطرفين دينياً والمتعصبين قومجياً والنازيين من القوميات الأخرى كذلك جمعتهم جغرافية أوكرانيا ولكن من طرف الحدود الأوروبية الكاثوليكية.
صراع عابر للجغرافيا والقوميات والأديان والحدود والمذاهب، على بسط النفوذ والهيمنة من طرف وفرض ثنائية القطبية بدلاً من القطبية الأحادية من طرف آخر. صراع ربما كانت أحد أهم أدواته هي الاعلام وحرب الشائعات من كِلا الطرفين وشيطنة أحد الأطراف والذي بدأ من أوكرانيا، لكنه بكل تأكيد لن يكون محصوراً بهذه الجغرافية صغيرة الحجم مقارنة بأحلام كِلا الطرفين المتصارعين والمتقاتلين. ربما ينتقل هذا الصراع لأماكن وجغرافيا مختلفة وأخرى، والتي فتحت شهية بعض الأطراف التي تبحث لنفسها عن موطئ قدم في الألفية الثالثة. تايوان وكشمير مرشحتان لتكونا بؤرتا صراع أُخريتين تضافان لأوكرانيا، لتتحول المنطقة برمتها لجحيم بكل معنى الكلمة لكافة الأطراف المتصارعة (روسيا والصين وكوريا وأمريكا والهند وباكستان وأوروبا) والتي معظمها تمتلك أسلحة نووية وفتاكة تقضي على الأرض مرات عديدة. السؤال الذي يفرض نفسه كثيراً هو؛ أين هي إسرائيل مما يحدث في كل هذه الجغرافيا؟ ليبقى الجواب الحاضر الغائب بأنها تمسك بزمام المبادرة وخيوط اللعبة بشكل مباشر أو غير مباشر تنفيذاً لأجنداتها الخاصة. وربما يكون هذا عنواناً لمقالات قادمة يتم تحليل هذا الدور الخفي والعلني، وكيف تحويل جغرافية هذه المنطقة المترامية الأطراف لرقعة شطرنج، وما الأطراف المتصارعة والأدوات سوى بيادق وحجار على هذه الرقعة.
كل ميادين الصراع هذه ما هي إلا عبارة عن أطراف بعيدة عن مركز الصراع الرئيسي والمتمثل في منطقة المشرق المتوسطي وشمالي افريقيا، التي سيكون فيها المرحلة الأخيرة من ماراثون صراع قوى الهيمنة مع بعضها ابعض من جهة، وسعي الشعوب بأن تقول كلمتها في هذا الصراع الذي لطالما كانت هي ضحيته الأولى من جهة أخرى. منذ بداية وفجر التاريخ الإنساني كانت هذه المنطقة مهد الحضارة البشرية وتشكل المدنيات والتي انتشرت منها نحو الأطراف. لذلك ستبقى المنطقة محافظة على أهميتها في هذا الصراع الذي سيكون حدثاً تاريخياً لا يحدث إلا كل قرن مرة على الأقل، ليتشكل من بعده منظومة جديدة بنظم أكثر ديمقراطية وشعوب تمتلك ناصية إرادتها على الأقل.
السؤال الهام الآخر الذي يطرح نفسه؛ أين هو دور الشعوب هذا في تحديد مصيرها في أن تكون فاعلة وليس مفعول بها كما كان في الماضي؟ العرب والكرد والأرمن والآشور-السريان والتركمان والفرس والترك؛ هل سيكون لهم كلمتهم وإرادتهم وإصرارهم على أن يكونوا جزءاً وشريكاً في بناء الوطن ومواطنون بكل معنى الكلمة وليسوا رعاع يُساقوا لمذابح أجندات نظم قومجية توليتارية استبدادية متعصبة من جهة، وأجندات نظم ثيوقراطية دينوية متطرفة تحمل عقلية القروسطية. وبنفس الوقت ثمة سؤال علني خجول وهو؛ أين هو دور المرأة التي لطالما تتغنى النظم الاستبدادية الذكورية بأنها نصف المجتمع في أحسن الأحول وكل المجتمع حينما تريد؟ هل ستأخذ المرأة دورها الريادي في بناء المجتمع والانسان الحر كما كانت قبل تدوين التاريخ والمتمثلة بالآلهة الأم قبل حلول المجتمع البطريركي الذكوري. كلها استفسارات واسئلة ينبغي كتابة الكثير عنها في قادم الأيام بالإضافة للسؤال الأول الذي تم طرحه في الأعلى.
حرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق بدأت شرارتها منذ العقدين تقريباً ولا زالت هذه الشرارة تنتشر أكثر فأكثر في أماكن مختلفة والكل بانتظار الحدث العظيم الذي سيقلب كل ما كنا نعتقده رأساً على عقب. الأعين على المركز ينبغي أن تكون وما سيحصل بها من تغييرات بنيوية وشكلية كبيرة لتختفي حدود رسمت قبل قرن من الآن ولتظهر حدود جديدة. وكذلك اصطفافات وجبهات تحالفية جديدة ستكون عنوان هذه المرحلة التي سيتم رسمها بعقلانوية قوى الهيمنة من جهة وإرادة الشعوب من جهة أخرى. حدود اصطفافات سيحدد معالمها الغاز والطاقة كعناوين لقرن قادم. اتخاذ التدابير والحيطة لما هو آتٍ، أهم بكثير من الجدال فيما نحن فيه والذي ما هو إلا بداية عويل وصراخ الأطراف بغية فرض النفوذ. ولربما يكون انتهاج الخط الثالث في صراع الثنائيات سيكون أحد العناوين المهمة في قادم الأيام. فالصواريخ التي سقطت على هولير/أربيل لم تكن عن طريق الخطأ كما صاروخ باكستان بكل تأكيد. قادم الأيام سيكشف عن الكثير من المستور والمخفي من التحركات التي نتلعثم عن تحليلها في راهننا. سوريا والعراق وايران وتركيا، اربع دول تم رسم حدودها على جغرافيا واحدة كان اسمها ميزوبوتاميا (بلاد ما بين النهرين)، التي ستكون مركز الصراع والفاعل الرئيس في تحديد المنتصر والمهزوم في هذا الصراع.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle