أمطار آذار إسعافيه وليست علاجاً

محمد سعيد_

تأتي أمطار آذار لتعيد الأمل من جديد لدى أغلب الفلاحين، وعلى وجه الخصوص مربو المواشي، إذ تساهم هذه الأمطار في إنبات الأعشاب والحشائش المختلفة في الأراضي الزراعية، وفي البوادي ما يوفر مراعي لمواشيهم التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الهلاك، بسبب شح الأعلاف وارتفاع أسعارها واحتكارها من قبل تجار الأزمات، وعدم وجود جهات رسمية مسؤولة تعمل على تأمين احتياجاتهم من الأعلاف وانقاذ الثروة الحيوانية من الانقراض…

     فأمطار آذار لها دور كبير في إحياء المحاصيل، وعودتها للنمو بسرعة أكبر وبشكل خاص محصول الشعير،  ما يساهم في تأمين مادة الشعير، التي تدخل بشكل أساسي في الخلطات العلفية ولو بكميات قليلة في المستقبل، الأمر الذي يساعد في تأمين جزء من المادة العلفية في المستقبل، ما يخفف الضغط ـولو قليلاً – على الفلاحين من جهة وعلى الجهات المسؤولة من جهة أخرى، وعلى جانب آخر هذه الأمطار ستساعد على كسر وتيرة الجفاف المتصاعدة، إذ أنها ستساهم في تلطيف المناخ ورفد المياه الجوفية والسدود والبحيرات السطحية التي عانت في الفترة الأخيرة من انخفاض المناسيب بشكل عام.

  وإذا ما استمرت الأمطار بشكل دوري خلال ما تبقي من شهر آذار، وشهر نيسان القادم،  فإن أراضي واسعة مزروعة بالشعير والمحاصيل البقولية والعطرية الأخرى، ستدخل ضمن الغلة الإنتاجية لهذا الموسم، ما يساهم في إنقاذ الموسم في الأشهر الأخيرة، و توفر العديد من الحبوب والمحاصيل، و بقاياها التي تستخدم كأعلاف في الأشهر اللاحقة من العام، وإن قلنا توفر المحاصيل في موسم الحصاد فمن المؤكد بأننا لا نقصد توافرها بشكل مثالي، واعتيادي ولكن مع نقص كبير في الإنتاج بسبب خروج مساحات كبيرة من الأراضي في مناطق الاستقرار الثانية، أو ما يليها من مناطق استقرار من الإنتاج،  والإنتاج الذي نأمل الحصول عليه، فيما لو استمرت زخات الأمطار في قادم الأيام سيكون من مناطق الاستقرار الأولى، وما يسمى بخط العشرة، وهذه تبقى أماني ودعوات،  ولكن نعود ونقول بأن الجهات المسؤولة يجب أن تكون فعلاً مسؤولة وذات إرادة حقيقية في العمل على تطوير الواقع الزراعي، الذي سينعكس على الواقع المعيشي للفلاح وللمجتمع ككل،  وهذا يكون بالعمل الجاد على توفير مستلزمات الإنتاج، و العمل على دعم المشاريع الزراعية وإدخالها في حساب المشاريع المروية، ما يساهم في خلق بنية اقتصادية متينة، ومستقرة نوعاً تسهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة.