سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

 البشعة وسيلة للتحاكم أم ضحك على العقول..؟!

الشدادي/ حسام دخيل-

البشعة هي من أقدام وسائل التحكيم العرفي الموجودة في المناطق ذات الطبيعة القبلية فهي تستعمل بمثابة جهاز لكشف الكذب.
خضر المخلف شاب متعلم، اضطر مكرهاً لحضور جلسة محاكمة البشعة كمتهم في القرن الحادي والعشرين فقط – حفاظاً على مكانته – رغم تيقنه بأن هذه المحاكمة العرفية ما هي إلا عادة جاهلية لا أساس شرعي أو قانوني لها، فما هي البشعة ومن أين جاءت ولماذا بقيت متوارثة ليومنا هذا؟!
جلسة محاكمة
عند حضورنا لإحدى جلسات التحكيم في البشعة في قضية سرقة تعرض لها الشاب حسن المخلف /٢٩/ عاماً. مجموعة من المتهمين تجاوز عددهم العشرون إضافة إلى وجود عدد كبير من الشهود كانوا من بين الحضور، جلسوا جميعاً والمبشع يتوسطهم وهم يشاهدون كيف يقوم بتسخين قطعة حديدة بحجم كف اليد لرجل بالغ.
وبات المشهد يسوده الصمت حتى باتت تسمع رجفات القلوب الخائفة من هول المنظر، لدرجة بدأت قطرات العرق بالتساقط من جبين الحاضرين على رغم البرد الشديد للطقس.
لحظات ترقب تسود الموقف عندها وقف المبشع على قدميه وأخذ يتفقد القطعة الحديدة ليتأكد من أن حرارتها وصلت إلى المستوى المطلوب.
وقبيل البدء بالمحاكمة بدأ المبشع بطلب المتهمين كلٍّ على حدة ولم يتسنَّ لي أن أعرف ما يدور بينه وبين المتهم لأنه رفض حضورنا بينهم وأصر أن يكون لوحده مع المتهم وما هي إلا دقائق قليلة ليخرج الأول ويدخل متهم آخر إلى أن وصل إلى المتهم الأخير.
آلية كشف المتهم
وفي هذه اللحظة قرر البدء بالمحاكمة عند تأكده من وصول القطعة الحديدة إلى درجة الحرارة المناسبة وباتت تتوهج من شدة الحرارة؛ القلوب بلغت الحناجر والترقب يزداد، حمل القطعة الحديدة وبدأ يتمم بكلام غير مفهوم ووقف عند المتهم الأول وبدأ بكي لسانه وهكذا تباعاً إلى أن وصل إلى المتهم الأخير وبعدها جعلهم يتغرغرون بكمية قليلة من الماء للبدء بعملية كشف الحكم بناءً على درجة الحرق التي تعرض لها اللسان.
وبدأ المبشع يتجول بين المتهمين ويكشف على ألسنتهم واحد تلو الآخر ولكن المفارقة كانت أن كل المتهمين كانوا بريئين بحسب رأيه لأن ألسنتهم لم يصبها أذىً يذكر.
ما هي البشعة؟
محكمة البشعة قديمة جداً لم نستطع تحديد تاريخ ظهورها وموطنها الأصلي حيث تعددت وكثرت الروايات حولها، فمنهم من زعم أن المصريين القدماء هم أول من استخدموها، وآخرون يرجحون أن موطنها الأصلي هو الهند ودخلت إلى مناطقنا عن طريق بعض التجار الذين كانوا يترددون إلى المنطقة بقصد التجارة قبل مئات السنين .
أما بعض الأشخاص، وهم الذين يعتبرون الغالبية الساحقة، يصرون على صحة روايتهم والتي تقول أن البشعة عطية من الله لبعض الأشخاص الذي يتسمون بالصلاح وذلك لتحقيق العدالة ومنع الظلم في الأرض.
ويسمى الشخص الذي يتخاصمون عنده الأشخاص بـ”المُبشّع “، وتجري المحاكمة بواسطة قطعة حديدية تُسخن على درجات حرارة عالية جداً لحين وصولها لمرحلة التوهج وحينها يضطر المتهم للعقها بلسانه وعندها يتحدد مصيره بالبراءة أو بالإدانة.
أما عن سبب التسمية فيعود إلى بشاعة المنظر والموقف، حيث يعيش المتهم لحظات عصيبة جداً ويرى أمامه قطعة الحديد التي باتت تتوهج من شدة الحرارة تحضيراً لكيِّ لسانه بها لتحديد مصير قضيته المتهم بها.
مهنة أم شعوذة!
وعند توجيه السؤال للمبشع المكنى بـ” أبو حسين ” /٧٠/ عاماً عن مهنته هذه قال إن مهمة المبشع ليست بالسهلة ولا يستطيع أي شخص القيام بها فهي حكر على أشخاص معينين.
ولفت إلى أن المناطق القبلية في شمال وشرق سوريا ومناطق من ريف حلب وريف إدلب تحوى عدداً قليلاً من المبشعين وعددهم يكاد يحصى على أصابع اليد. لكن؛ هذا النوع من المحاكم غير مقتصر على بعض الجغرافيا السورية، بل إنك تجدها في بعض دول الخليج العربي ومصر والعراق أيضاً.
وعند سؤاله عن الوقت الذي أمضاه في عمله كمبشع قال: “قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً بدأت بالبحث عن الكتب التي تختص بعلم الأرواح حتى وجدت ضالتي وبدأت أتعلمها بمجهود شخصي ولم أرثها عن أب أو جد، وبدأت بالعمل فيها منذ ذلك الحين ووصلتني أكثر من ألف قضية تمكنت من كشف المتهم في أغلب هذه القضايا”.
أساليب البشعة
“إنها محكمة عُرفية يتم فيها إثبات أو نفي تُهمة معينة مُوجهة من طرف إلى طرف آخر”، بهذه الكلمات وصف “أبو الحسن” محكمة البشعة التي تتم عن طريق لعق المتهم قطعة حديدية تتوهج حرارتها، وهناك بشعة قديمة كانت تتم عن طريق رغيف خبز حيث يعطى المتهم لقمة واحدة من هذا الرغيف إذا استطاع المتهم مضغها فهو بريء وإذا لم يستطع فهو مدان.
لافتاً إلى أن البشعة بأنواعها تتم عن طريق قراءة أوردة وتراتيل معينة على قطعة الحديد قبيل البدء بالمحاكمة وهكذا لا يتأذى الشخص البريء.
ونوه إلى أن البشعة بمثابة محكمة نهائية لا تقبل النقض أو الاستئناف، إذ إن من ثبتت براءته أو جُرمه ليس له أن يتمادى في التقاضي مع خصمه، بل عليه أن يعطى خصمه حقه أو يأخذ منه حقه إذا كان بريئاً لقاء التشهير والاتهام بالباطل.
قشة الغريق
جلسة المحاكمة هذه كان المدعي فيها حسن المخلف وقال لصحيفتنا أنه بقي بدون حل بعد تعرض منزله للسرقة، وفي ظل غياب الأدلة والغموض الذي لف الحادثة وصعوبة الوصول إلى معطيات قد تدل على الجاني، عرض عليه بعض الأصدقاء الذهاب إلى البشعة، ورغم رفضه القاطع لهذه الفكرة وعدم قناعته بحسب ما قال، إلا أنه قرر الذهاب إلى مبشع وعرض قصته عليه لعله يصل للسارق.
ويشير المخلف إلى الأسباب التي تدفع بالمتخاصمين إلى التبشيع ونوعية القضايا التي يتم اللجوء فيها للبشعة بقوله: “تكون البشعة في حالة القضايا المنكرة والمبهمة، والتي لا يتوفر فيها شهود، كقضايا القتل والسرقات”.
وعند سؤاله عن مدى قناعته بمحكمة البشعة وهل تغني عن القانون والتقاضي بمحاكم رسمية قال “لم أقتنع بمحكمة البشعة في أي يوم مضى ولكن سبب لجوئي إليها كانت بمثابة القشة التي يتعلق فيها الغريق؛ فبعد انقطاع الأمل من العثور على السارق لم يتبقَ لدي سوى هذا الخيار واضطررت للجوء إليها كحل أخير”.
عادة جاهلية تغلب العلم
وبدوره قال خضر المخلف وهو أحد المتهمين في القضية “أنا كشخص عاقل ومتعلم أرفض هذه الطريقة من التحاكم وهي طريقة تعبر عن مورث جهل وبعيد كل البعد عن المنطق”.
بساطة الناس وجهلهم في بعض الأمور جعلهم يلجؤون إلى مثل هكذا محاكم التي وصفها خضر المخلف بـ”طريقة من طرق الشعوذة الكثيرة”.
وأشار خضر المخلف إلى أن العادات الجاهلية هي من أجبرته على الحضور لهذه المحكمة، “حيث أن في حال تم طلبي للتحاكم ولم أحضر سيتم تثبيت التهمة علي بحكم العادات والأعراف التي سنت بهذا النوع من المحاكم  ولذلك أجبرت على الحضور حفاظاً على سمعتي”.
أسلوب ترهيب
وعند سؤاله عن الحديث الذي دار بينه وبين المبشع عندما أخذ كل متهم على حدة قال: “سألني إن كنت أنا السارق وقال إذا كنت أنت من قام بالسرقة تعيد إلي المسروقات دون كشف أمرك على العلن وسيبقى الأمر سراً”.
وتابع “عندما أقسمت بالله أسكتني وقال لي لا تحلف بالله وعندها تيقنت أن الأمر مرتبط بالشعوذة وليس له أي علاقة بالصلاح والولاية الربانية مثلما يدعي البعض”.
ونوه المخلف إلى أن الأمر الذي اكتشفه خلال عملية المحاكمة ابتداءً من تسخين الحديد والحرب النفسية التي يستخدمها المبشع ما هي إلا محض كذب وضحك على اللحى حيث يعتمد المبشع على الترهيب لإجبار المتهم على الاعتراف، أما الحديد المتوهج فمقروء علية طلاسم لا تؤذي أحداً.
أما الشابة (أ. س) /٢٠/ عاماً إحدى المتهمات قالت لصحيفتنا “لن أنسى لحظات الخوف التي تسللت إلى قلبي عند رؤية قطعة الحديد وهي تتوهج، كاد أن يغمى علي من الخوف ومن بشاعة المنظر”. وأكدت على أنها لن تتنازل عن حقها بعد التشهير بها والإساءة بسمعتها.
العادات تغذي هذه المحاكم
وقال محامٍ فضَّل عدم ذكر اسمه إن ثمة قانون ومحاكم رسمية وجهات أمنية مهمتها ملاحقة القضايا الجنائية والكشف عن الفاعلين استناداً على أدلة وبراهين تثبت تورطهم.
وتابع “من أين أتت هذه المحاكم الوضعية وعلى أي قانون تستند وكيف لها أن تبت بأحكام دون الرجوع إلى أية أدلة بمجرد وضع قطعة حديد متوهجة على اللسان مستخدمين بذلك أسلوب الترهيب”.
ولفت إلى أنه لو ثبتت صحة ما يعرف بالبشعة لكانت وضعت في المحاكم ووفرت الكثير من الوقت على المحاكم نفسها وألغيت التحقيقات وأصبح الأمر بغاية السهولة ولا يحتاج إلى دراسة، فبمجرد وضع قطعة الحديد المسخنة بالنار على لسان المتهم لاكتشفنا براءته أو إدانته وانتهى الأمر.
ونوه إلى أن بعض العادات والتقاليد البالية لا زالت تستخدم بالمنطقة على الرغم من معرفة الكثيرين بزيف وكذب مثل هذه الأمور ولكنهم مجبرون في حالات كثيرة للجوء إلى هذه الخرافات بحكم عادات وتقاليد المنطقة وبعض الروايات التي تصدق هذه الخرافات.
لا أسس شرعية لها
ومن الناحية الشرعية قال عبد القادر العلي وهو إمام مسجد: إن البشعة لم ينزل الله بها من سلطان ولم تذكر رواية مهما كان إسنادها ضعيف تشير إلى وجود ما يسمى البشعة أو أن المسلمين كانوا يتحاكمون بها.
مشيراً إلى أنها من الأمور المبتدعة وليس لها أي صلة بالدين وبعيدة كل البعد عن المحاكم الشرعية.
وتعجب الأمام وقال إنه لو كان هذا الأمر كرامة من الله للمبشع بسبب صلاحه لكانت لشخص واحد، فالكرامة لا يمكن أن تنتقل بالوراثة مثلما يقول بعض المبشعين أنهم ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.
ويرى العلي أن البشعة كانت حلاً من الحلول عندما يستعصي على القانون الحل ويصر المتهم على الإنكمار، ويرى من وجهة نظره أن هذا جهل مركب.
ومع ازدياد نسبة العلم والمتعلمين أدرك الجميع أن هذا شيء غير صحيح وأن البشعة ما هي إلا حديدة صماء لا تنفع ولا تضر، وما هي إلا محض أكاذيب وخرافات غزت العقول في الأزمنة الغابرة بسبب الجهل وقلة المعرفة، وعلى الرغم من ذلك هي لم تختفِ إلى يومنا هذا ولا زال بعض الأشخاص يلجؤون إليها على أنها حل جذري لكشف المتهمين.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle