الاعترافاتُ الكاملة لشبكة الخَوَنَةِ المتورطة باستشهاد المقاتلات “شرفين، جاندا، ونوجان”

كشفت قوات سوريا الديمقراطية اعترافات شبكة الخونة، التي تورطت باستشهاد المقاتلات الثلاثة “شرفين سردار، جاندا جودي، ونوجان أوجلان” مؤكدة مواصلتها لملاحقة العملاء والخونة وكشفهم، وإلقاء القبض عليهم، وشددت بأنه لن يفلت أحد من العدالة، التي تنتظرهم، فكل من تلطخت أيديه بدماء الشهداء سيمثل أمام العدالة لينال جزاء ما اقترفته أيديهم.

ونشرت قوات سوريا الديمقراطية قسد اعترافات الشبكة المتورطة باستشهاد ثلاث مقاتلات من وحدات حماية المرأة، اللاتي استشهدن قبل أكثر من ثلاثة أشهر على موقعها الرسمي يوم الثلاثاء 26 كانون الأول الجاري.

واستهدفت دولة الاحتلال التركي بطائرة مسيرة سيارة تقل مقاتلات من وحدات حماية المرأة على طريق قرية الحطابات جنوب مدينة منبج، في الخامس عشر من أيلول العام الجاري، وعلى إثره استشهدت ثلاث مقاتلات وهن: “عضوة قيادة المجلس العسكريّ لوحدات حماية المرأة “إيمان محمّود درويش/ شرفين سردار” ورفيقاتها “جاندا جودي/ سارا محمد عبدي، وشيلان محمد أحمد/ نوجان أوجلان”.

وأدت قسد دورها في المتابعة بإجراء سلسلة من التحقيقات وجمع المعلومات والأدلة، عمن كانت لهم اليد في ارتكاب هذه الجريمة بحق مقاتلات يناضلن من أجل حماية شعوب المنطقة، وقد تمكنت فرق العمليات العسكرية التابعة لقسد من الوصول إلى المعلومات حول تورط شبكة من الخونة والمرتزقة في استشهاد العضوات الثلاثة، وبدورها أعلنت عن إلقائها القبض على الشبكة المتورطة عبر موقعها في الثاني والعشرين من هذا الشهر، واعترف المتورطون بخيانتهم، وذكروا الجهة، التي وجهتهم للقيام بهذه الجريمة.

شبكة التجسس التي كشفتها قسد مؤلفة من أربعة أشخاص، وهم (إسماعيل حمّود الأحمد، وحسين إسماعيل الأحمد، وإسماعيل حجّي الأحمد، وطارق حمدي الأحمد”، حيث كانوا يمدون استخبارات دولة الاحتلال التركي، ومن بينهم شخص اسمه “يونس أحمد الأحمد” المتواجد في تركيا بالمعلومات المطلوبة.

من خلال الاعترافات تبين، أن استخبارات دولة الاحتلال التركي كالعادة، كانت تغريهم بالمال تارة، وتهديدهم تارة أخرى، لذا استمر التواصل إلى أن وصلت المقاتلات الثلاثة إلى نقطة في خط الجبهة، وبدورهم أرسل المتورطون تفاصيل السيارة، التي كانت تقلهن، ولونها، ونوعها، وإحداثيات فيما تخص تواجدها، للاستخبارات التركية إلى أن تم استهدافها.

تفاصيل دقيقة عن عملية الاغتيال

فالمرتزق العميل “إسماعيل حمّود الأحمد” اعترف، أنه بدأ العمل مع استخبارات دولة الاحتلال التركي عن طريق ابن عمه “يونس”، حيث طلب منه الأخير إحداثيات النقاط العسكرية، وسأله عن المقاتلات أيضاً، وهو بدوره سأل يونس عن عمله، ليقول له بأن يعمل مع استخبارات دولة الاحتلال التركي، وطلب من الأحمد العمل معه، وبعد فترة أكد له أنه سيدفعون له مبلغ قدره 3500 دولار مقابل كل عملية اغتيال.

وفيما يخص تفاصيل خيانته، وإمداد يونس بالمعلومات اعترف الأحمد: “لقد أرسلت له إحداثيّات فوج الرّاجمات، لكنَّه دائماً، أي “يونس”، كان يسألني عن الرَّفيقتين “سارا”، و”روكن”. فأخبرته بأنَّني أعرف أنَّ مكان الرَّفيقة “سارا” هو في المربَّع الأمنيّ، فهي تتواجد أغلب الأحيان فيها. ومن ثُمَّ أرسلتُ له إحداثيّات نقطة “زكّور”، فعاد، وطلب منّي إحداثيّات المُربَّع الأمنيّ، فقلت له: لا أستطيع أن أرسلها لك، لأنه توجد حراسة مشدَّدة حوله، إضافة إلى الكاميرات، فرد عليَّ: “سأتمكَّن من تأمينها بطريقتي الخاصَّة”.

وتابع العميل الأحمد سَرْدَ اعترافاته، بأن يونس تحدث معه ليلاً، بأنهم تأخروا بتنفيذ المطلوب منه، وبأن لديه عمل يجب إنجازه،

 فطلب يونس من الأحمد، أن يراقب سيارة المقاتلة سارا، فور خروجها من المربع الأمني، وأخبره بأن حسين إسماعيل الأحمد أي العميل الآخر، قد أرسل له معلومات بأن المقاتلات والقيادات كلها موجودة بقربه، من قيادة الشرطة العسكرية والنجدة، فكان رد الأحمد ليونس أنه سيحاول.

بعد هذا الطلب، وفي صباح اليوم التالي، وبحدود الساعة الثامنة، كما أفاد الأحمد في اعترافاته، وقف قرب المربع الأمني إلى أن جاءت السيارة من طرف دوار السفينة، فدخل الأحمد في شارع الفرن الآلي، وراقب هو والخونة السيارة، وتابعوها إلى أن وصلت لدوار المطاحن، ثم دخلت منشرة حجر، وأكملت طريقها، وغابت عن أعين الخونة، فأرسل الأحمد صوتاً ليونس أخبره بأن السيارة اتجهت صوب قرية “حسن آغا” أو سد تشرين، ولكنهم لا يعلمون أين هي بالضبط، وبدوره أخبرهم يونس، بأن السيارة تم استهدافها لكنها لم تصب بأي أذى.

كما أوضح الخائن والعميل، “إسماعيل حمّود الأحمد” تفاصيل عمليَّة اغتيال الشَّهيدات الثَّلاث أكثر، بأنه بعد أن وصلت سيَّارة المقاتلة سارا إلى مكانهم، اتصلوا بيونس وأخبروه بأن السيارة أصبحت عندهم، في قرية الحطابات، ولم تسر السيارة مسافة كيلو مترين، حتى انفجرت.

ويذكر أن المرتزق العميل “إسماعيل حمّود الأحمد” كان قد أخفق في المرة الأولى باغتيال المقاتلة سارا في عملية تفجير.

المال مقابل الخيانة

العميل الآخر حسين إسماعيل الأحمد، أفاد بمعلومات عن يونس أحمد الأحمد، الذي استخدمهم أداة لخيانة شعبه بتنفيذ عملية الاغتيال بحق الشهيدات الثلاث؛ إيمان محمّود درويش/ شرفين سردار، ورفيقاتها “جاندا جودي، ونوجان أوجلان ““يونس أحمد الأحمد” وهو ينحدر من قرية “جُبِّ الطويل” بريف منبج، وهو يعمل مع الاستخبارات التُّركيّة، طلب منّي أن أصوّر النِّقاط العسكريَّة في المنطقة. وفي إحدى الأيّام كان الجوِّ مشمساً، فصوَّرت له إحدى النِّقاط العسكريَّة، وأرسلتها له”.

وأضاف المرتزق العميل: “بعدها طلب منّي “يونس” أن نعمل معه ومع الاستخبارات التُّركيّة، على أن يدفع لي أموالاً مقابل عملي معه. جاء “إسماعيل حمّود الأحمد”، وتوجَّهنا إلى مَقرُبة من المربَّع الأمنيّ، وسألته إن كان يتواصل مع “يونس” أم لا، فأكَّدَ أنَّه على تواصل دائم معه. ولم أسأله متى تواصل معه، وكم من المبالغ أرسلها له، لكنَّه أكَّد مرَّةً أخرى على تواصله معه”.

واصل العميل اعترافاته: “بعد مرور ثلاثة أو أربعة أيّام جاء “إسماعيل” بشخص آخر اسمه “طارق”، ومَرَّت فترة كان كُلٌّ من “إسماعيل” و” طارق” يعملان مع “يونس”.

التهديد بالقتل

لم يكن العميل المرتزق إسماعيل حمّود الأحمد، وحسين إسماعيل الأحمد، وحدهم المشاركين في عملية الاغتيال، بل شاركهم في ذلك العميل إسماعيل حجّي الأحمد: “في الشَّهر السّابع طلب منّي “يونس” صورة للفندق، وصورة لمركز توزيع المحروقات، حاولت أن أعرف منه لماذا يطلبها، لكنَّه رفض أن يخبرني بها، ولذلك رفضت أن أرسلها له. لكن بعد يومين أو ثلاثة هدَّدني بقتل عائلتي، فاضطررتُ أن أرسلها له ليلاً”.

تنفيذ العملية والهروب

فيما أدلى العميل والخائن “طارق حمدي الأحمد” باعترافاته بأنه جاء إسماعيل وأخذه إلى منطقة قريبة من مقر الاتحاد الرياضي وهناك شاهدوا الرفيقات، وهن يجرين تدريبات رياضية وعسكرية، ومن هناك خرج طارق، وشاب اسمه صالح، وعرض عليه العمل معه برفقة يونس، وليضعفه أكثر، أشار إلى حال ابنته التي احترقت، وأنفق عليها الكثير، فاتصل يونس وعرض على طارق العمل، ولما سأله عن طبيعة العمل، أخبره يونس بأن العمل يتطلب تزوديه بمعلومات عن المقاتلة سارا، فقال له طارق بأنه لا يعرف أحداً بهذا الاسم، فطلب منه معرفتها، وأغراه بالمال كما ذكر طارق في اعترافاته، وعرض عليه مبلغ قدره 3000 دولار أمريكي، ووعده بمضاعف المبلغ في حال تنفيذ عملية الاغتيال، ولم تدم فترة طويلة حتى قبل العميل طارق، بعرض يونس.

وواصل الجاسوس والمرتزق طارق اعترافاته “بعد فترة سألني عن الرَّفيقات المشرفات على الفوج، حتّى ذلك الحين علَّمني “إسماعيل” كيفيَّة إرسال المعلومات، والصور، والإحداثيّات لـ”يونس” بشكل مباشر. وفي العشرين من الشَّهر السّابع أرسلت له إحداثيّات الفوج، ولم أرسل له شيئاً آخر، ولكنّه دائماً كان يسألني عن السيّارات”.

وعند وصول المقاتلة سارا ما بين الساعة 11 و12 ظهراً، حتى صعد الخائن طارق على السطح، وأخبر يونس مباشرة بأن السيارة وصلت عنده، ومن ثم ذهب العميل طارق إلى قرية العسلية ليبعد الشكوك عن نفسه.

العميل طارق عمل ما طلب منه من قبل يونس الذي أغراه بالمال ولم يمده بذلك، هذا ما اعترف به: “وصلت إلى دوّار “الدلَّة” لكنني لم أجد أحداً، ثُمَّ وقفت أمام أحد المحلّات، وتحدَّثت مع “يونس” لمُدَّةِ خمس دقائق تقريباً، وسألته عن المبالغ الماليّة، وأخبرته عن موعد العمليَّة، ثُمَّ سألني فيما إذا كانت ستتأخَّر القيادية شرفين عندنا أم لا، فقلت له إنَّها لن تتأخر أكثر من ساعة، وسألته مَرَّةً أخرى عن المال، فقال: “إن تَمَّت عمليَّة الاغتيال؛ حينها سنتحدَّثُ أنا وأنت في الموضوع”. وطلب منّي أن أمسح رقمه، ومنذ ذاك الوقت لم أتواصل معه، طبعاً سمعت صوت ضربة، لكنَّني اعتقدت أنَّها من الجبهة”.

وبذلك نفذت عملية الاغتيال بعد أن طالت يد الغدر ليتعاون مع العدو، ويتسبب باستشهاد ثلاث مقاتلات كن يدافعن عن شعوب المنطقة، ويكافحن مرتزقة داعش، والشهيدات الثلاث هن:

 الشهيدة إيمان محمود درويش/ الاسم الحركي: شرفين سردار، اسم الأم: دلشا، اسم الأب: محمود، والشهيدة سارا محمد عبدي، الاسم الحركي: جاندا جودي، اسم الأم: شمسة، اسم الأب: محمد، والشهيدة شيلان محمد أحمد/ الاسم الحركي: نوجان أوجلان، اسم الأم: سهام، اسم الأب: محمد.