الاحتلال التركيّ حوّل عفرين إلى غابة

رامان آزاد_

---

“عفرين غابة، والكلُّ يريد أن ينهش منها، وناحية شيخ الحديد غوانتانامو”، ما قاله عضو اللجنة المشتركة للائتلاف مضطراً أمام حجم الانتهاكات الكبير. ولكنَّ؛ اللجنة انتهت حيث بدأت، بدونِ أيّ إجراءاتٍ كما هو متوقع، بل كانتِ الغايةُ تجميلَ الاحتلالِ والدعاية له، فيما يستمر التضييق على الأهالي واختطافهم وسلب أرزاقهم وفرض التتريك عليهم، وإزالة الرموز الكرديّة من ساحاتها وأنحائها.    

إزالة مجسم دوار نوروز وسط مدينة عفرين

في خطوةٍ لا تختلفُ في هدفها ومضمونها عن تدمير تمثال كاوا، يوم إعلان احتلال المدينة في ١٨/٣/٢٠١٨، بسبب العلاقة بينهما ووحدة الرمزيّة، ويشكلان جزءاً من ثقافةِ الشعبِ الكرديّ، أزالت سلطات الاحتلال التركيّ مجسم نوروز من ساحةٍ تُعرف باسمه، وسط مدينة عفرين عند تقاطع شارع الفيلات مع شارع راجو، وكان الاحتلال قد أطلق اسم صلاح الدين الأيوبي على الدوّار. وكان ما يسمّى المجلس المحليّ في مدينة عفرين قد بدأ مشروع رصف شوارع عفرين بحجر “الانترلوك”، والشوارع التي تم العمل فيها جنديرس وراجو والعمل مستمر في شارع الفيلات.

قصف صاروخي يستهدف مدينة عفرين

تعرضت مدينة عفرين المحتلة مساء الجمعة لقصفٍ بثمانيةِ صواريخ، وأظهِرتِ الصورُ أنَّ القصفَ استهدف شارع الفيلات، وأودى في حصيلته بحياةِ ثلاثة مستوطنين، فيما أصيب 16 آخرين بجراحٍ بينهم ستة أطفال. وجاء القصف بعد فشل أنقرة بالحصول على موافقة موسكو وواشنطن بشن هجمات احتلالية موسّعة تشملُ عدة مناطق في شمال وشرق سوريا. وكعادتها وّجه إعلام الاحتلال التركيّ والموالي الاتهام بقصفِ المدينة إلا أنّ العديد من المواقع أكّدت أنّ مناطق سيطرة الحكومة السوريّ كانت مصدر الصواريخ، كما تداول المرتزقة فيما بينهم أنّ “الحمزات” تمّ تكليفها بالقصف بأوامر خارجيّة.

وبذريعة القصف ردّت مدفعيّة جيش الاحتلال التركيّ وقصفت قرى شوارغة وقلعة الشوارغة ومرعناز والمالكية بناحية شرا/ شران، ووسّعت نطاقَ القصفِ لتستهدف قرى إبين/ بينه وكشتعار ومياسة في ناحية شيراوا، وبلدة تل رفعت في مناطق الشهباء كما تمّ استهدافُ محيط مخيم العودة الذي يقيم فيه أهالي عفرين المهجرون قسراً في قرية الزيارة بخمس قذائف، ولم ترد معلومات عن الأضرار التي تسبب بها القصف.

ما تسمّى غرفة القيادة الموحدة “عزم”، أعلنت على معرفاتها أنّها أطلقت صواريخ “الكاتيوشا وغراد” إلى نقاط في ريف حلب الشماليّ رداً على قصفِ مدينة عفرين، وقالت إنّها حققت إصابات مباشرة في نقاط تمركز قسد، فيما النقاط التي تمَّ استهدافها مناطق سكنيّة آهلة بالسكان.

الاعتداء على مختاري شيخوتكا وحج قاسمه بناحية معبطلي

في قرية شيخوتكا بناحية موباتا اعتدى مرتزقة “النخبة” على مختار القرية “عبد الرؤوف عارف شيخ سيدي (51 عاماً) بالضرب وإهانته وتوجيه الألفاظ النابية له، وعلى إثرها قدم المختار استقالته. وأفادت مصادرُ محليّة أنَّ سببَ الاعتداءِ على المختارِ الخلافُ على تقاسم الإتاوات المفروضة على موسم الزيتون في القرية. بحسب شبكة نشطاء عفرين.

ويذكر أنّ المختار عبد الرؤوف المعيّن من قبل سلطات الاحتلال التركيّ، ورغم تعاونه مع سلطات الاحتلال والمرتزقة المسلحة، سبق أن تم اختطافه في 23/7/2021 من أمام منزله في القرية، واقتيد إلى المقر الأمني للمرتزقة في قرية عمارا المجاورة، وأفرج عنه بعد ثلاثة أيام ودفع فدية ماليّة مقدارها ألفي دولار أمريكيّ. كما اُختطف أيضاً في 21/4/2020 واُحتجز لمدة يومين وأُفرج عنه بعد دفع فدية ماليّة مقدارها 250 ألف ليرة سوريّة.

وتعرض مختار “قرية حج قاسمه بناحية موباتا لقمان حميد حسن لضربٍ قاسٍ من قبل مرتزقة “سمرقند” بسبب نقل محصوله من الزيتون إلى معصرة قرية كاخرة الخاضعة لسيطرة مرتزقة “السلطان سليمان شاه/ العمشات وعدم نقله إلى معصرة قرية بريمجة وفرضت إتاوة عليه 50 تنكة زيت ومبلغ ماليّ مقداره 1500 ليرة تركية، وتم تعيين مختار آخر بدلاً عنه، متجاوزة على صلاحيات المجلس المحليّ.

وللسبب نفسه، نقل محصوله من الزيتون إلى معصرة كاخرة، فرضت إتاوة مقدارها 25 تنكة زيت على المواطن رمضان قاصو من أهالي قرية شكاتكا، المقيم في قرية حج قاسما بسبب قيامه بعصر محصوله في معصرة قرية “كاخره” الخاضعة لسيطرة مرتزقة “سليمان شاه –العمشات”.

عفرين غابة وناحية شيه غونتانامو

انتهت أعمال اللجنة المشتركة التي كلفها الائتلاف بالتحقيق بالشكاوى الكثيرة بحق المدعو محمد جاسم “أبو عمشة” متزعم مرتزقة “سليمان شاه”، من حيث بدأت، رغم أنّ الشكاوى لا تنحصر بالأهالي الكرد بسببِ عمليات الاستيلاء على الأملاك والاختطاف والفديات، بل إنَّ أعلاها صوتاً من الوسطِ المحيطِ به من المستوطنين وعوائل المرتزقة أنفسهم، وسبق أنّ تمًّ تداولُ مقاطعَ مصوّرة لمسلحين اتهموه بمصادرةِ رواتبهم واتهمته نساءٌ بالاغتصابِ، ولكنهم سرعان ما ظهروا في مقاطعَ أخرى أنكروا تلك الاتهامات وأن جهاتٍ دفعتهم للافتراءِ عليه. وكان أكثر من انتقد “أبو عمشة” هو العميد أحمد رحال ووقعت بينهما حرب تغريدات طويلة.

في كلّ مرة يتمكن المدعو “أبو عمشة” من التملص من الاتهامات ويتجاوزها، ولعلّ قصة سفره إلى السعودية لأداءِ العمرة كانت تتعلق بإحدى الاتهامات الموجّهة إليه ولكن فجأة نشر صورة بلباس الإحرام، ليثبت وجوده خارج عفرين فيبرّئ نفسه من تهمةِ وُجهت له.

اللجنة المشتركة لديها قناعة بارتكاب المدعو “أبو عمشة” انتهاكات كثيرة ولكنها لم تحصل على الإفاداتِ المطلوبة، وصرّح أحد أعضائها وكما قيل إنه دكتور في الحقوق “إنّ عفرين غابة، الكلُّ يريد ينهش منها، وأنّ ناحية شيخ الحديد انقلبت إلى نموذج غونتانامو يديره أبو عمشة ولا أحد يجرؤ أن يقولَ الحقيقة”. فقد حوّل “أبو عمشة” الناحية والقرى التي يسيطر عليها إلى إمارة خاصة به معزولة عن العالم الخارجيّ بالترهيب والسلاح والتهديد،

للجنة المشتركة التي جاءت إلى ناحية شيه/ شيخ الحديد، لم تأتِ من أجل إنصاف أهالي الناحية الكرد، ورفع المعاناة عن كاهلهم في إمارة الرعب والخوف، لأنّ الواقع الذي تعيشه هو نفسه للسنة الرابعة ولم يتحرك الائتلاف ضده، بل إنّ رئيس الائتلافِ السابق نصر الحريري زار ناحية شيخ الحديد وكان مشاركاً في وضعِ حجر الأساس لمشاريع أبو عمشة، والائتلاف لم يتغير أبداً، فقد انتقل “الطربوش” من رأس إلى آخر! وزيارة اللجنة المشتركة الأخيرة جاءت فقط لتجمعَ معطياتٍ لتبرير قرارٍ اُتخذ من قبل الاستخبارات التركيّة.

استبق المدعو “أبو عمشة” وصول اللجنة وهدد الأهالي بالويل والثبور وعظائم إنّ نطق أحدٌ بمظلمة أو شكوى، وتولى المختار المدعو أحمد كولين علوش الملقب حاج قدري تبليغ الأهالي، عبر رسالة صوتيّة عامة.

ولذلك لم يكن لدى الأهالي الجرأة للحديث أمام اللجنة عن الانتهاكات، وقد عاودت اللجنة الحضور، وقرار دفع الإتاوات عن أشجار الزيتون لا يزال ساري المفعول واعتقل مسلحو أمنية العمشات مواطناً (قيل إنه من عائلة شيخو) لعدم دفعه إتاوة عن حقله مقدارها 600 دولار وهو عاجزٌ عن الدفع. وتم تهديد الأهالي بأنّ كلّ من تعيد له اللجنة حقه، ستسترده العمشات منه بالقوة لاحقاً.

استوفى المدعو أبو عمشة نسبة 25% من موسم الزيتون زيتاً، بتعيين مندوبٍ من قبله في المعاصر، وفرض إتاوة مقدارها 4 دولارات على كلّ شجرة زيتون، فيما استولى على كامل الموسم للحقول التي غاب أصحابها عن المنطقة من المهجرين.

افتتاح مدرسة باللغة التركيّة في ناحية راجو

في سياق مخطط تغيير ثقافة المنطقة وتتريكها افتتحت سلطات الاحتلال التركيّ مدرسة باللغة التركيّة في ناحية راجو. ومعلومٌ أنّ الترويج للغة التركيّة عبر تعليمها هو الشكل الأعمق للاحتلالِ، في منطقةٍ كلّ سكانها الأصلاء من الكرد، الذين يتم التضييق على لغتهم ومنعهم من لغتهم الأم، بالتوازي مع تعليم منهاج يمجّد التاريخ التركيّ ورموزه، ويرفع العلم التركيّ في كلّ أرجاء المنطقة.

اعتقال ثلاثة مواطنين في قرية كفر صفرة

ذكرت عفرين بوست أنّ عناصر “الشرطة العسكرية في ناحية جندريسه، اعتقلوا يوم الخميس 18/11/2021، ثلاثة مواطنين من منازلهم في قرية كفر صفرة بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتيّة السابقة، والمواطنون المعتقلون هم:

1ــ حنان ابراهيم مواس، 2ــ حجي مراد حجي حسو، 3ــ مسعود عثمان خلو” ولا يزالون قيد الاحتجاز.

طرد رعاة الأغنام من حقله فاعتقلوه بتهمةِ شتمِ تركيا!

اختطف مرتزقة “السلطان محمد الفاتح” التابعة للاحتلال التركيّ، يوم الأربعاء 17/11/2021، المواطن الكردي سربست بريم (43 عاماً) من منزله في قرية معملا / معمل أوشاغي، ووجهت له تهمة “شتم تركيا ومرتزقة الجيش الوطني”.

وقالت عفرين بوست أنّ الاختطاف جاء على خلفية قيام المواطن “سربست” بطرد مستوطنين من رعاة الأغنام الذين سرحوا بأغنامهم بين الأشجار. فتم تلفيق التهمة له، وتم تسليم المواطن” سربست” إلى الشرطة العسكريّة في مركز ناحية راجو، ولا يزال قيد الاحتجاز.

اعتقال ستة مواطنين مُسنين كُرد في ناحية راجو

ذكرت منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين، أنّ الاستخبارات التركيّة اعتقلت يوم الخميس 18/11/2021، ستة مواطنين مسنين كرداً من أهالي قرية معملا/ معمل أوشاغي بناحية راجو، واقتيدوا إلى جهة مجهولة، والمواطنون المعتقلون هم:

1- نجيب هالو، 2- محمد حسن، 3- سامي حنان، 4- نشأت كردي، 5- محمد حكيم، 6- محمد كوليكو

ويذكر أنّها المرة الثانية التي يتم فيها اعتقالُ هؤلاء المسنين، فقد سبق أن تمَّ اختطافهم على يد مرتزقة تابعين للاحتلال التركي، وأُفرج عنهم بعد دفع فديات مالية كبيرة.

وتتعرض قرية معملا/ معمل أوشاغي لحملة مداهمات واعتقال مركزة من قبل الاستخبارات التركية بالتنسيق مع ما تسمّى “الشرطة العسكرية، واُعتقل عشرات المواطنين من أهالي القرية وأُفرج عنهم بعد دفعِ فديات مالية تبلغ وسطياً 1500 ليرة تركية عن كلِّ مواطنٍ، وقد أعدّت الاستخباراتُ التركيّة لائحة تضم أسماء أكثر من 90 مواطناً بتهمة الخروج في نوباتِ الحراسةِ خلال فترة الإدارة الذاتيّة سابقاً أو التعامل معها ولا زال هناك أسماء في اللائحة.

 

 

 

 

 

تشكيل لجان لجمع الزيت من أهالي ناحية جنديرس

 بعد فرض إتاوات على أهالي ناحية جنديرس وإجبارهم على دفعها بطريقة أو بأخرى واختطاف كل من رفض دفعها أقدمت مرتزقة الاحتلال التركي على تشكيل لجان في كل قرية بناحية جنديرس لجمع الزيت والزيتون من أهالي القرى بعد الانتهاء من جني المحصول وعلى سياق الإتاوات ومن يرفض إعطاء الزيت يسجن ويعاقب بدفع غرامات ماليّة.

الإفراج عن مُسنة كرديّة ومصير مجهول لابنتها وحفيدتها

بعد احتجاز قسريّ طال لمدة سنة ونصف أفرج عن المواطنة الكرديّة المسنة خاليدة ابراهيم (63 عاماً)، أرملة المرحوم (محمد مراد بيرام – الملقب كوتو) وكانت مرتزقة “فيلق الشام” قد اختطفتها مع ابنتها فيان محمد بيرام (23 عاماً) وحفيدتها الرضيعة التي لم يتجاوز عمرها عاماً ونصف.

وكان المواطنة خاليدة قد اختطفت في 11/4/2020 باقتحامِ منزلها بالحارة التحتانيّة (الجهة الغربيّة) لمدينة جنديرس، ووجّهت لها تهمة التعامل مع الإدارة الذاتيّة. وترددت معلوماتٌ من مصادر محلية أنّ تكون العائلة قد أُودعت في سجنٍ تديره مرتزقة “فيلق الشام” في قرية إيسكا/إسكان بناحية جنديرس، فيما أكدت مصادر أخرى أن العائلة نُقلت إلى داخل الأراضي التركيّة، وبقي مصيرها مجهولاً.

الإفراج لم يشمل ابنتها المواطنة “فيان بيرام”، المتزوجة من أحد مواطني قرية “دير بلوط” وكانت تقيم مع والدتها لأسبابٍ عائليّة. واستولى المرتزقة بعد الاختطاف على منزل العائلة مع كافة محتوياته، وحوّلته لمقرٍ عسكريّ، ثم أسكنت فيه عائلة مستوطنة.

اشتباكات في دير صوان ومطاردة تاجر مخدرات

اندلعت اشتباكات يوم الجمعة ليلاً في قرية دير صوان بناحية شرا/شران، بين عناصر “الشرطة العسكرية” ومرتزقة “الجبهة الشامية” من جهة والمدعو عمر الجنيدان (عجيلي الأصل) والذي يعمل لصالح المدعو “أبو جاسم الديريّ” المتزعم في مرتزقة ملكشاه. بحسب مرصد عفرين الإخباريّ.

وداهمت دورية مؤلفة من أربعة سيارات تابعة “للشرطة العسكرية” ومرتزقة “الجبهة الشامية” منزل المدعو عمر جنيدان، الذي كان قد فر، فتمت مطاردته ووقعت اشتباكات بين الطرفين، وفشلت تلك الدورية بالقبض عليه.

وتشهد عفرين نشاطاً كبيراً بالترويج وتجارة المخدرات وتتوزع معاملُ إنتاجِ الحبوبِ المخدرة في قرى المنطقة، وتتكرر حالات الاقتتال الفصائليّ في ظلِ فقدان الأمنِ وفوضى السلاح.

اعتقال ثلاثة مواطنين وفصل معلمة

اختطف مرتزقة “أحرار الشرقيّة” الثلاثاء 16/11/2021، المواطن الكرديّ المسن مصطفى عارف من أهالي ناحية راجو، وأفرجوا عنه بعد يومين من الاحتجاز، إلا أنّهم اختطفوا ولده علي مصطفى عارف واقتادوه إلى جهة مجهولةٍ.

اعتقلت الاستخبارات التركيّة بالتنسيق مع الشرطة الأربعاء 10/11/2021، المواطن فائق أحمد أحمد (32 عاماً) من منزله في قرية زركا بناحية راجو، واقتيد إلى مقر الشرطة المدنيّة بناحية راجو ونُقل لاحقاً إلى سجن عفرين المركزيّ بقرية ماراته/ معراته، بحسب عفرين بوست. ويعملُ المواطن فائق حالياً مدرساً في قرية قيسم/ البئرين ــ ناحية راجو، ووُجهت له تهمة التعامل مع الإدارة الذاتيّة.

واتخذت مديرية التربية قراراً قبل أيام بفصلِ معلمة كرديّة من التدريس في مدينة عفرين، بتهمة أنّها تصادقُ مناوئي الاحتلال التركيّ على وسائل التواصل الاجتماعيّ.