دجوار أحمد آغا_
أقرّ مجلس الشعب السوري مشروع موازنة لعام 2022 لحكومة دمشق، بمبلغ قدره 5,3 مليار دولار، حيث لم يكن بالمستطاع تقدير المبلغ بالليرة السورية، كونه سيصل إلى أرقام فلكية في ظل التدهور المستمر لليرة السورية أمام العملات الصعبة، هذه الموازنة أُقرّت إلى وقع أزمات اقتصادية ومعيشية حادة، يعاني منها الشعب السوري بشكل عام، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق من جهة، وتلك المحتلة من جانب دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من جهة أخرى.
موازنة العام القادم 2022
لم تضمن هذه الموازنة أية زيادة على رواتب موظفي القطاع العام والمتقاعدين، واللافت في الامر أن وزير المالية كنان ياغي قد صرح للصحفيين: أن الموازنة خصصت أكثر من 2,2 مليار دولار لبرنامج الدعم الاجتماعي، الذي يشمل (المحروقات، الخبز، السكر، الرز) بشكل أساسي، وهذه المواد بالذات، هي التي تعاني نقصًا حادًا، ولا يوجد منها في معظم الأسواق الشعبية وفي مختلف المدن.
زيادة الرواتب الأخيرة 30%
لكن رغم ذلك نرى: أن رئيس النظام قد أصدر منذ عدة أيام مرسوماً، يقضي بزيادة لرواتب العاملين في القطاع العام بنسبة 30 %، بحيث يصبح الحد الأدنى للرواتب حوالي 95 ألف ليرة سورية –والحد الأدنى للدعم الاجتماعي في مناطق الإدارة الذاتية هو 200 ألف ليرة سورية- لكن السؤال هو من أين أتت هذه الزيادة على كتلة الرواتب رغم العجز في الميزانية؟ إذا بلغ العجز في ميزانية العام القادم حسب وزير مالية النظام ياغي نفسه، الذي صرح بتاريخ 19/10/2021 أن العجز في مشروع موازنة العام القادم 2022 يبلغ 4118 مليار ليرة سورية! فمن أين تأتي هذه الزيادة؟ طبعاً من المعروف أن الأنظمة، التي تشهد اقتصاداتها انهياراً مستمراً، تلجأ إلى فرض المزيد من الضرائب على المواد الأساسية في حياة المواطنين، ما يؤدي بالتالي إلى المزيد من الارتفاع الجنوني في أسعار هذه المواد، وصولاً إلى فقدانها من الأسواق.
هذه المواد التي نتناولها بشيء من التفصيل في هذه القراءة السريعة، حول كيفية وأسباب غلائها وفقدانها من الأسواق.
المحروقات
هي من المواد التي تُعدّ من الاحتياجات الأساسية في حياة المواطنين، وسوف نتناولها كلاً على حدة.
جرّة الغاز
إن جرّة الغاز أصبحت من الأشياء التي تستحق أن يأخذ المواطن له صورة معها بعد الحصول عليها، وقد حصل ذلك بالفعل من جانب بعض الفنانين المحسوبين على النظام، باسم ياخور نموذجاً، والأسباب التي دفعت بجرة الغاز إلى القمة هي:
-
غلاء سعرها، بحيث أصبح سعر تعبئة الجرة الواحدة 100 ألف ليرة سورية.
-
صعوبة الحصول عليها، فإن لم تكن ذا، سلطة فلن تحصل عليها بسهولة.
-
يتم توزيع الغاز كل 60 يوماً، مرة أي أن الجرة يجب أن تكفي الأسرة لشهرين.