سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الأمن القوميّ والعثمانيّة الجديدة ترجمةٌ للميثاق المليّ

 رامان آزاد-

لا ينفكُّ المسؤولون الأتراك عن الإشارة إلى “الميثاق المليّ” الذي أقره مجلس المبعوثات التركيّ في 28/1/1920، ويعتبرونه السند التاريخيّ لشرعنة العمليات العسكريّة التركيّة ومناطق شمال سوريا وكذلك إقليم كردستان العراق، وهي من جهة أخرى تأكيدٌ على رفض مضمون اتفاقية لوزان 24/7/1923 التي ألزمت أنقرة بالتخلي عن هذه المناطق.
سنذهبُ إلى العراق وسوريا سيراً على الأقدام
قال وزير الداخلية التركيّ سليمان صويلو في مهرجان حضره بمدينة شرناخ، في 21/7/2021 أي باليوم التالي لزيارته لمدينة عفرين المحتلة: “الأيام التي نذهبُ فيها إلى العراقِ وسوريا سيراً على الأقدام من هنا ليست بعيدةً، فهي قريبةٌ بإذن الله”. وأضاف: “سنكونُ جميعاً أبناء أقوى وأغنى بلد”، مردفاً أنَّ “السلام في سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان والجغرافيا الإسلاميّة والإنسانيّة والشرق الأوسط هو أيضاً مسؤوليتنا”.
تصريحُ صويلو وزيارته، يتقاطعان مع زيارةِ وزيرِ الدفاع التركيّ خلوصي في 2/5/2021 إلى مقر قيادةِ العمليات الجويّة لمخلبِ “البرق” و”الصاعقة”، واجتيازِ الحدودِ، دون أدنى التزامٍ بالأعراف الدبلوماسيّة أو تنسيقٍ رسميّ مع حكومة بغداد المركزيّة أو حكومة إقليم كردستان، وكأنّه يقوم بزيارة ضمن الأراضي التركيّة، وفي اليوم التالي استدعت الخارجيّة العراقية، القائم بأعمال السفارة التركيّة في بغداد، واحتجّت على “دخول” أكار للأراضي العراقيّة “دون موافقة” السلطاتِ العراقيّةِ.
وقد نفّذت أنقرة إجراءاتٍ عديدةً في سياقِ علاقتها مع موسكو لترجمةِ “الميثاقِ المليّ” واقعاً، باستخدام مرتزقة سوريين، عبر ثلاث عمليات عسكريّة في شمال سوريا، وبدأت فيها التغييرَ الديمغرافيّ لصالح التتريك، وعفرين المحتل أوضح الأمثلة، فقد كانت نسبةُ الكردِ فيها تتجاوز 95% وتفيدُ التقديرات الحالية بانخفاضها دون 25%، وسط تضييقٍ مستمرٍ على الأهالي، وانتزاعِ الملكياتِ لدفع من تبقى للنزوحِ والهجرة، فيما فُرضت اللغةُ التركيّةُ في المدارس ورُفعت صورُ أردوغان والأعلام التركيّة، في كلِّ مكانٍ وتمَّ تغييرُ أسماءِ الساحاتِ والأحياءِ والشوارع والقرى لحسابِ رموزٍ تركيّة.
كما تم ربطُ تلك المناطقِ إداريّاً بالوالي التركيّ مباشرةً، وتدميرُ البنية التحتيّة وإقامة بدائل عنها مرتبطة بتركيا وشمل ذلك معظم الخدمات من طرق ومواصلات واتصالات وتجارة وتعليم ولغة ورموز وإعلام وتداول للعملة.. وصولاً لإقامةِ مناطق صناعيّةٍ حرّةٍ فُتحت لها الطرقُ لربطها مباشرةً مع الداخلِ التركيّ. وفي إدلب أقامت نقاطَ المراقبةِ وعززت وجودها العسكريّ بأكثرِ من 13 ألف جندي و15 ألف آلية عسكريّة.
ولذلك فإنَّ زيارةَ وزير الداخليّة التركيّ صويلو تحملُ دلالاتٍ أمنيّةً وسياسيّةً خطرةً، تكرّسُ عمليّاً ربطَ الأجهزةِ الأمنيّةِ بوزارةِ الداخليّةِ التركيّةِ مباشرة، في مؤشرٍ لفرضِ تركيا أجندتها على هذه المناطقِ، وبخاصةٍ أنّ صويلو من التيارِ القوميّ المتشددِ وعرّابُ مشروعِ تجنيسِ السوريين، ويدعو لتجنيسِ أكثر من مليون طفلٍ سوريّ على الأراضي التركيّة، وفي 7/1/2019 تحدّث الوزير صويلو في مقابلة تلفزيونية مع قناةِ “خبر تورك” عن منطقةِ “الميثاق الملّي” في معرضِ حديثه عن اللاجئين السوريين في تركيا وعن الأزمةِ السوريّة عموماً. فقال: “إنَّ 62% من اللاجئين السوريين في تركيا جاؤوا من أراضي حدودِ “الميثاق المليّ”، وفي معركة “تشناق قلعه” سقط 1102 شهيد من سوريا. ومنذ لعام 2011 قدّمت تلك الأراضي من أجل بلادهم 71 ألفاً و923 شهيد. ولا يمكن بعد هذا أن نقولَ ما الذي يفعلونه هنا (في تركيا)؟”. معتبراً بأنَّ ذلك سببٌ يخوّلهم الأحقيّةَ بأن يصبحوا أتراكاً، وهو ما كشف عن توجّهٍ رسميّ تركيّ ينبئ عن تشكيك وعدمِ اعترافٍ بحدودِ الدولةِ التركيّة وفق مقررات “معاهدة لوزان 1923″، والتي على أساسها قامت الجمهورية التركيّة الحديثة بحدودها اليوم.
تجنيسُ السوريين مع التغيير الديمغرافيّ هو الخطوةُ العمليّة لضمِّ المناطقِ المحتلة شمال سوريا، فهل ما يحدثُ يغيبُ عن موسكو، أم باتفاقٍ معها، ليكونَ الصفقةَ الأغلى من منظومةِ الصواريخ إس ــ 400؟
عثمانيّة جديدة
وباعتبار أنّ “الميثاق المليّ” وفق المفهوم التركيّ ميراثٌ عثمانيّ مع إقرارٍ بالانسحابِ من باقي المناطق في آسيا وإفريقيا وتراقيا الغربيّة، فقد عمد المسؤولون الأتراك إلى الإشارةِ إلى العثمانيّةِ في غير مناسبةٍ.
ففي 22/8/2003 وفي حوار مع موقع “إنترنت خبر” قال وزير خارجية تركيا حينها؛ عبد الله غول في معرض سؤال عن العراقِ: “تركيا ليس لها مطامعٌ في أيّ أرضٍ. لكن هنا يجب القيامُ بتحليلٍ عميقٍ. فعندما تقول: لن أتدخّلَ في شأنِ العراقِ فإنّك ستدفع الثمنَ مع الإرهابِ. ومن زاويةٍ استراتيجيّةٍ فإنّ خنقَ تركيا داخلَ الأناضولِ وحبسَها هناك غير واردٍ. فحدودُ تركيا الكامنة ليستِ الحدودُ الرسميّةُ. فتأثيرُ تركيا ومصالحها يتخطّى حدودها”. وسُئل: هل هذه عثمانيّةٌ جديدةٌ؟ أجاب: “كيفما تصفها صفها فالبلقان والشرق الأوسط وآسيا الوسطى مناطق تعنينا عن كثبٍ. فتركيا لا يمكنُ أن تُحبسَ داخل الأناضول. طبعاً ليست هذه مغامرة. نحن نأخذ دروساً من التاريخِ. لكي تكون بسعادةٍ ورفاهيةٍ داخلَ حدودِك يجب أن تهتم بما وراء الحدودِ. فاستقرارُ العراقِ مصلحةٌ لتركيا. تركيا ستأخذ ضمن نظام قانونيّ حقها من نفط العراقِ. وستكون لتركيا كلمةٌ في إعادةِ بناءِ العراقِ”.
فيما قال وزير الخارجيّة الأسبق أحمد داوود أوغلو في 24/11/2009: “نحن لنا إرثٌ باقٍ من العهدِ العثمانيّ؛ يقولون عثمانيّةٌ جديدةٌ، نعم نحن عثمانيون جُدد، نحن يتحتّم علينا الاهتمامُ بدولِ منطقتنا كما الاهتمامُ بدولِ شمال أفريقيا”.
وفي تصريح لصحيفة واشنطن بوست مطلع كانون الأول 2010 قال داوود أوغلو في إشارةٍ إلى “العثمانية الجديدة” بقوله: “كما هي إنكلترا زعيمةٌ لكومنولث إنكليزيّ من مستعمراتها السابقة، فلماذا لا تقيمُ تركيا من جديدٍ زعامةً في الأراضي العثمانيّةِ السابقة في البلقان والشرق الأوسط وآسيا الوسطى”.
ارتباط الميثاق بالعملِ العسكريّ
لا تخلو التصريحاتُ والخطاباتُ السياسيّة والصحف التركية، من الحديثِ الصريحِ عن “الاتفاق الملّي”، الذي بات يُعتمد كأساسٍ تاريخيّ في تدّخلات الجيش التركيّ بأكثر من جبهةِ قتالٍ، ولم يدع مسؤولو الدولة التركيّة فرصةً واحدةً لاستحضار تاريخ أجدادهم في سوريا، ونقلت صحيفة ميللييت في 8/8/2011 عن أردوغان وكان رئيس الحكومة قوله: “سوريا ليست مسألةً خارجيّةً بل نراها مسألة داخليّة تركيّة، ولن نبقى متفرّجين على ما يجري هناك”.
وفي 15/7/2012، قال أردوغان ردّاً على منتقدِي تدخّل تركيا في الشأن السوري: “يسألوننا عن أسباب انشغالنا بسوريا؛ الجواب بسيط للغاية، لأننا بلد تأسس على بقية الدولة العثمانية العليّة. نحن أحفاد السلاجقة، نحن أحفاد العثمانيين، نحن على امتداد التاريخ أحفاد أجدادنا الذين ناضلوا”. إنّ حزب العدالة والتنمية هو حزب يحمل في جذوره العميقة روح السلاجقة والعثمانيين، وفي نهاية تشرين الثاني 2012 كان أردوغان يقول: “إنّنا سنصل إلى كل نقطة وصل إليها أجدادنا على ظهور الخيل وسنهتم بها”. ولم يتردّد أردوغان مرة في القول: “إنّ الشعبَ السوريّ أمانة أجدادنا في أعناقنا”.
وفي 27/4/2012 أعلن أحمد داوود أوغلو في خطابٍ أمام البرلمان عن الهدف المركزيّ لتركيا: “سنقودُ كتركيا موجة التغييرِ بالشرقِ الأوسط، وتركيا صاحبة فكرٍ جديدٍ يحددُ مستقبلَ الشرقِ الأوسط. وستكون طليعةَ هذا النظام ورائدته والناطقةُ باسمه. إنّ ما نريده لتركيا من طموحاتٍ هو ما نريده للشرقِ الأوسط”.
كانت المرة الأولى التي يشير فيها الرئيس التركي إلى “الميثاق المليّ” في مؤتمر القانون الدوليّ المنعقد بإسطنبول في 22/10/2016، عندما استبعدت تركيا من المشاركة في حملة قادتها الولايات المتحدة الأمريكية لتحرير مدينة الموصل شمال العراق من أيدي مرتزقة (داعش). ردَّ أردوغان: “في الموصل التاريخ يكذب علينا.. وإذا رغب السادة الأفاضل (يقصد الحكومة العراقية) في التحقق من ذلك فعليهم بقراءة “الميثاق المليّ” ليفهموا معنى الموصل بالنسبة لنا”، مؤكّداً على أنَّ الجيشَ التركيّ سيشارك بعملياتِ تحرير المدينةِ.
وفي 11/1/2018، وبالتزامن مع التحضيرِ للعدوان على عفرين في عملية “غصن الزيتون”، صرّح أردوغان، في اجتماعٍ بالمجمع الرئاسيّ بأنقرة، بأنّ “شمال سوريا كانت ضمن “حدود الميثاق الملّي”، ولن نسمح بقيامِ كيانٍ إرهابيّ هناك”. وفي تصريح آخر له، في 24/1/2018، قال: “لا تنسَوا حساسيتنا تجاه حدود “الميثاق الملّي”. حدود الميثاق هي حيث يوجدُ الآن الإرهاب في شمال سوريا وشمال العراق”.
وفي 16/9/2018، أي قبل يوم من اتفاق سوتشي، قال أردوغان: “نحن لا نعترفُ بالنظامِ السوريّ، ولا نعترفُ بالدولةِ السوريّة. إذا كانت بعض القوى تقولُ إنّها في سوريا بناءً على دعوةِ النظامِ، فنحن هناك بناءً على دعوةِ الشعبِ السوريّ. في إدلب لا يحملُ الناسُ الأعلامَ الروسيّةَ ولا الأمريكيّة، بلِ الأعلامَ التركيّة”.
وقال أردوغان أيضاً: “إذ نعيشُ الأحداثَ في سوريا والعراق، فإنَّ الجيلَ الجديدَ يجبُ أن يعرفَ جيّداً شيئاً؛ عجباً ما هو “الميثاق الملّي”، يجبُ أن نعرفَ هذا جيداً. إذا درسنا “الميثاق الملّي” وإذا فهمناه فإنّنا نفهمُ جيّداً مسؤوليتنا في سوريا والعراق، وإذا كنّا نقول علينا مسؤوليّة في الموصل، فمن أجل ذلك علينا أن نكونَ على الطاولة وفي الميدانِ، ولهذا هناك سببٌ. للأسف لم نستطع أن نحميَ ميثاقنا الملّي على حدودنا الغربيّة أو الجنوبيّة، هم أرادوا أن يحبسونا داخل قشرةٍ، وهذا المفهوم نحن نرفضه، هم يريدون منذ عام 1923 أن يحبسونا في هذا المفهوم من أجل أن يجعلونا ننسى ماضينا السلجوقيّ والعثمانيّ”.
وفي مناسبة أخرى قال: “لم نستطع أن نحميَ ميثاقنا الملّي، إذا تأملنا جيداً في التطورات في سوريا والعراق هناك شيء أريد أن أقوله، نحن يتحتم علينا أن نكون من جديد أصحاب الميثاق الملّي”.
وإمعاناً في المقاربةِ العثمانيّةِ جعل الاحتلالُ التركيّ موعد بدء الهجوم على جرابلس والباب وإعزاز في 24 آب 2016 وهو تاريخٌ موقعة مرج دابق بين السلطان سليم الأول ومماليك الشام، ودخل العثمانيون خلالها إلى المشرق العربيّ وشمال أفريقيا ومصر. إذ بعد احتلال جرابلس بدأ تداولُ مصطلحٍ جديد خارج “العثمانيّة الجديدة” هو “الميثاق الملّي”.
الميثاق المليّ والأمن التركيّ
وقال الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، في 25/12/2019: “إنَّ الذي يعرفُ تاريخ تركيا الحديثَ جيداً يدركُ بوضوحٍ وبدقةٍ أنَّ أمنَ تركيا يبدأ من خلفِ حدودِ “الميثاقِ الملّي”. ونحن يتحتم علينا أن نرسمَ خطّاً أكثر اتساعاً لحزامنا الأمنيّ؛ لذلك نحن نهتم بليبيا”. وقال أيضاً: “في عصر العولمة يبدأ الأمن القوميّ التركيّ من وراء حدود “الميثاق الملّي”. قد تبدو ليبيا بعيدة؛ والقول إن أي شأن في ليبيا يعكس نظرة ضيّقة للغير”.
وعبر هذه التصريحات، كان مسؤولو حزب العدالة والتنمية يمررون رسائل ومصطلحات تاريخيّة مثل “الميثاق الملّي”.
نشرت جريدة يني شفق التركية المقرّبة من النظام التركيّ الحاكم عبر موقعها الإلكترونيّ في 20/7/2018 أنّ تركيا ستتمكنُ من (إدارة) شمال سوريا وعاصمته حلب بموجبِ اتفاقٍ موقع بين الولايات المتحدة، روسيا، إيران، تركيا يقضي بإنهاءِ الحرب الأهليّة بتقسيمِ سوريا إلى ثلاث مناطق.
ولعل هذا ما تقوم بها تركيا بالضبط تجاه بعض الدول العربية في يومنا هذا، فمزاعم أردوغان بأن بلاده لا تنوي الاحتفاظ بأراض سورية، وأنها حريصة على وحدة الأراضي السورية، تدحضها المعطيات والحقائق والوقائع والإجراءات التي تقوم بها السلطات التركية يوماً بعد آخر في المنطقة الممتدة بين إدلب وجرابلس وصولا إلى سري كانيه في الشمال السوري، فاستراتيجية خطوة خطوة التي تتبعها هذه السلطات تحولت إلى احتلال مباشر، بات يحفر مجراه عميقاً على الأرض السورية، هوية ووجوداً ومصيراً.
في 27/8/2020 نشر النائبُ عن حزب العدالة والتنمية، ميتين غلونك، المقرب من أردوغان، خارطة لما أسماها “تركيا الكبرى” تضم شمالي اليونان وجزر بحر إيجة الشرقيّة، إضافة لقبرص وأرمينيا ونصف مساحة بلغاريا ومناطق واسعة من جورجيا وسوريا والعراق. وقال موقع “غريك سيتي تايمز” في تقرير نشره عن القصة، إنَّ غلونك أشاد في سلسلة من التغريدات، بانتصار السلاجقة على الإمبراطورية البيزنطيّة في ملاذ كرد عام 1071، ما سمح للأتراك الآسيويين بدخول الأناضول للمرة الأولى بالتاريخ.
وأضاف “دخلت تركيا القرن الحادي والعشرين بتحركات كبيرة بروح 1071، وهي تتقدم من خلال اتخاذ خطوات كبيرة. واليوم، فإن السبب في أن العالم الغربي يأتي إلينا مرة أخرى هو صحوة أمة كانت نائمة بعد عام 1938 في 15 يوليو، والانفتاح على سوريا والبحر الأبيض المتوسط وإفريقيا بروح 1071”.
وسبق لرئيس البرلمان التركيّ مصطفى شنطوب، أن قال: إنَّ “الميثاق المليّ” هو هدفنا الوطن وملزمون بالدفاعِ عن حدوده والدفاع وما زلنا مخلصين لهدف وروح القسم الوطنيّ الذي أعلن قبل 101 سنة.
وتعهد زعيم حزب الحركة القوميّة دولت بهتشلي حليف أردوغان بضمِّ الموصل وكركوك لتركيا بـ”الميثاق المليّ”، وقال “عندما يحين الوقت، وعندما لم يعد التاريخ مناسباً للجغرافيا التركيّة الحالية سيستيقظ “الميثاق المليّ” وستكون كركوك هي المحافظة 82 والموصل بعد محافظة دوزجه وهي المحافظة 81 في تركيا”.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle