الأزمة السورية لا تزال تدور في حلقة مفرغة

روناهي/ الدرباسية ـ

بات السوريون على دراية تامة بالسياسة التي تتبعها حكومة دمشق ضد الإدارة الذاتية، وتهربها من الحوار مع الإدارة الذاتية خير دليل على ذلك، وهذا ما أكده مواطنو الدرباسية..

لا يزال الحديث عن حل الأزمة السورية حديثا فقط، أي أنه حتى الآن لم يتم التقدم بأي خطوة باتجاه أي حل، ولا سيما ما بات يُعرف بالحل السياسي للأزمة السورية، هذا الحل الذي توقف منذ سنوات عند عتبة معينة، ولم يستطع إكمال طريقه حتى اللحظة، تمثل الحل السياسي السوري بالمفاوضات، التي جرت على عدة جولات في العاصمة السويسرية جنيف، بين النظام السوري وما سميت بالمعارضة، تلك المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.

 إلا إن هذه المفاوضات لا تزال تدور في حلقة مفرغة، مركزها اللجنة المعدة لصياغة دستور جديد لسوريا، والتي لم تؤتِ أُكلها حتى هذه اللحظة، بسبب تعنت تلك الأطراف المفاوضة، ولكن من جهة أخرى نسمع بين الفينة والأخرى عن عقد جولات جديدة من المباحثات بين حكومة دمشق من جهة، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من جهة أخرى، ولكن هذه المباحثات أيضا لم تُثمر حتى اللحظة أي نتائج حقيقية، فما السبب؟

الإدارة الذاتية جادة في الحوار مع حكومة دمشق

للحديث أكثر عن سبب فشل أي مفاوضات تجري بين حكومة دمشق، والإدارة الذاتية الديمقراطية، التقت صحيفتنا مع الإداري في مجلس ناحية سيكر، ياسين خليف: “تطالب الإدارة الذاتية الديمقراطية دائما ببدء مفاوضات جدية مع حكومة دمشق، إلا أن الأخيرة تستمر بوضع عراقيل أمام هذه المفاوضات، وذلك للتهرب منها، حيث إنها تدعي قبولها بالتفاوض، إلا إن سلكوها العملي يشي غير ذلك، ولا سيما خطابها الإعلامي، حيث أن الوسائل الإعلامية التابعة لحكومة دمشق، لا تكف عن وصف الإدارة الذاتية الديمقراطية بالانفصاليين والخونة، وهذا الخطاب لا يصدر ألا عمن يُريد وضع العصي بالعجلات، وعرقلة الحل، ومع الأسف هذا ما يحدث حتى الآن، حيث إن تعطيل الحل كما يُريد النظام هو الساري حتى هذه اللحظة”.

وتابع خليف حديثه: “النظام يضع شروطا تعجيزية للتفاوض على مبدأ، إن كنت لا تُريد أن تُقاتل فكبر حجم الحجر الذي تحمله، حيث يُريد النظام إعادة الوضع إلى ما قبل 2011، أي ضرب كل المكتسبات التي حققتها الإدارة الذاتية، خلال العشر سنوات الماضية، وهذا لا يمكن القبول به، لأن هذه المكتسبات تحققت بفضل دماء آلاف الشهداء، والتنازل عنها يُعدّ خيانة لدماء هؤلاء الشهداء”.

ثوابت لا تنازل عنها

ومن جانبه تحدث لصحيفتنا عضو مجلس عوائل الشهداء في الدرباسية أحمد محمود: “إن الإدارة الذاتية الديمقراطية كانت حاضرة على الدوام للتفاوض مع حكومة دمشق، مع احتفاظها بمبادئها الوطنية التي لا يمكن التنازل عنها، وأولها الحفاظ على خصوصية قوات سوريا الديمقراطية، حيث إن هذه القوات، وعلى مدى عقد كامل قدمت آلاف الشهداء، لذلك من غير المنطقي حل هذه القوات بجرة قلم، كما إن الإدارة الذاتية الديمقراطية ومن خلال مؤسساتها المدنية أثبتت للجميع، أنها مثالٌ لإرادة الشعوب، ويمكن الاحتذاء به، وهذا ما تتخوف منه حكومة دمشق، ذلك أن الهاجس الأكبر فيما يتعلق بحكومة دمشق هو توسع تجربة الإدارة الذاتية، بحيث تشمل مناطق سورية أخرى، فإذا ما تم هذا الأمر؛ فإن نهاية العقلية الشوفينية التي يتمتع بها هذا النظام منذ عقود طويلة قد بدأت، لذلك نراه دائما يتهرب من أي مفاوضات جدية مع الإدارة الذاتية”.

أخوة الشعوب أساس أي حل قادم

وبدوره تحدث مدرس مادة التاريخ في مدرسة سليمان درويش، أحمد الآغا: “نهج الأمة الديمقراطية القائم على أساس أخوة الشعوب، هو الحل الأمثل للأزمة السورية، وإن مشروع الإدارة الذاتية قائم على أساس الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، لذلك فإن هذا المشروع يُعدّ هو الحل الأمثل لسوريا المستقبل، حيث إن الشعب السوري بحاجة إلى التآخي، الذي فقده بسبب سياسات النظام الشوفينية”.

واختتم ياسين خليف حديثه بالقول: “أي حل في سوريا يجب أن يأخذ مبدأ الأمة الديمقراطية بعين الاعتبار، للتخلص من شكل الدولة القومية السائد منذ عصور في الشرق الأوسط، فلا يمكن للإدارة الذاتية أن تتخلى عن هذا المبدأ، لأن مبدأ الأمة الديمقراطية هو العمود الفقري لمشروع الإدارة الذاتية”.