تقرير: هايستان أحمد- هيلين علي –
مرّت أيام وسنوات طوال ومازال الفنان «محمد شيخو» حيُّ في قلوبنا جميعاً، فهو ترك بصمة قوية خاصة به لا يمحوها الزمان أبداً، وفي التاسع من آذار كل عام نستذكر رحيله عنا جسداً، وإقامته بيننا وخلوده روحاً وفناً، وهو المتواجد بالفعل بما تركه من إرث فني عظيم.
وكمثل كل عام زارت جموع من أهالي قامشلو وباقي مدن ومناطق الجزيرة مقبرة الهلالية في مدينة قامشلو صباحاً، ونثروا الورد على ضريح الفنان الخالد، على وقع صوت أغانيه الجميلة، وفي ذات اليوم مساءاً أُقيم احتفال كبير لأحياء ذكراه برعاية هيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة واتحاد فناني الجزيرة، وبحضور المئات من أهالي قامشلو ومُحبي الفنان الكردي «محمد شيخو» في الذكرى السنوية الثلاثين لرحيله، وذلك في مركز الثقافة والفن الذي يحمل اسمه بمدينة قامشلو.
المركز الثقافي ازدحم بمحبيه
لحضور الاستذكار:
وازدحمت صالة المسرح بالكثير من محبي محمد شيخو للمشاركة في إحياء ذكرى رحيله، كما وحضر الاحتفال ذوي محمد شيخو، وممثلين عن المؤسسات الثقافية والفنية في إقليم الجزيرة، وبدأ الحفل بكلمة لنائب الرئاسة المشتركة لهيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة» أحمد جتلي» حيث قال:» نرحب بكل الحضور لمشاركتنا باستذكار هذا اليوم التاريخي، لقد مرت ثلاثين سنة وهذا وقت طويل ولكنه في قلوب الجميع صغاراً وكباراً، وهو يعيش في قلوبنا كل يوم وأمثال محمد شيخو زيّنوا تاريخنا وحاضرنا، وسمي المركز الثقافي باسمه لأنه من خلال هؤلاء الفنانين وصلنا اليوم إلى مستوانا هذا من ناحية روحية ومعنوية هو وأمثاله من فتح الطريق للأجيال القادمة، وواجه كل الصعوبات حيث كان يقول إن الشعب الكردي سيأخذ حريته بلا شك، وأخيراً أعزي عائلته والشعب الكردي أجمع».
تنوع الأغاني بين المُهداة لروح الفنان محمد شيخو وبين أغانيه:
ومن ثم كان عرض سينفزيون عن حياة الراحل محمد شيخو، وعرض رسالة مصورة لأخيه الفنان» بهاء شيخو» المتواجد في أوروبا حالياً شكر فيها الحضور وهيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة على الحفلة واعتذر على عدم حضوره الاستذكار، وقال: «كنت أتمنى لو أنني بينكم في هذا اليوم ولكن واجهتني بعض الظروف ولم تسنح لي الفرصة للقدوم»، ومن ثم تحدث باسم عائلة محمد شيخو شقيقه «حجي حميد شيخو» في كلمة قال فيها
(ننحني احتراماً وتقديراً لأمهات وأهالي الشهداء وأرحب بكم جميعاً، لا نستطيع إيجاز سيرة حياة محمد شيخو لأنها طويلة جداً، ولم يكن ملكاً لأهله وعائلته بل ملك للشعب وعمل كثيراً لأجلهم، وكان يتصف بثلاث صفات وهي: الأمانة والصدق وذو مبدأ قوي، وهو زرع الحب في قلوبنا من خلال كلماته الرائعة وأغانيه وفنه الثوري).
ومن ثم قدمت فرقة مركز محمد شيخو للثقافة والفن عدة مقاطع غنائية من أغاني الراحل محمد شيخو، وأهدى الرئيس المشترك للاتحاد العام لفناني الجزيرة صورة للفنان الخالد إلى المركز، وفي النهاية قدمت فرقتي زيلان ونوبلدا والفنانين آدم دوغان وصفقان أوركيش عدة أغاني تراثية وعدة أغاني من أغاني محمد شيخو.
أهالي ديريك…محمد شيخو خالد بيننا بفنه العريق:
وفي ديريك شهد مسرح مركز دجلة للثقافة والفن مساء السبت، حضوراً من محبي الفنان الخالد محمد شيخو وفنه الكردي الأصيل، وبحضور ومجموعة من فناني المنطقة.
بدأت الأمسية الغنائية والشعرية, بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء, ثم ألقيت كلمة المركز التي باركت مقاومة ونضال الرفيقة ليلى كوفن وناصر ياغيز وجميع رفاقهم، كما حيت الانتصارات في ساحات النضال وانتصارات قوات سوريا الديمقراطية في الباغوز ودحر الإرهاب.
كما ألقى عضو اتحاد المثقفين في ديريك كاميران أحمد كلمة قدم فيها لمحة عن حياة الفنان الكبير محمد شيخو, وقدم الفنان خليل ميراني أحد أجمل أغاني الفنان الكبير بمصاحبة فرقة موسيقية قادها الفنان مسعود نسو, وكأن الحضور والفنانين يبحثون عن الراحل الغائب عن الأعين الحاضر في القلوب, كما شارك في الأمسية كل من الفنانين حازم حاجي, وميلاد عمر، محمد إبراهيم، وكاجين رشيد، هايستان أحمد، وبنكين نسو، وتفاعل الحضور مع كل مقطع من الأغاني ولم يكن الحضور أقل حماساً من الفنانين أنفسهم الذين تنقلوا بين أغاني محمد شيخو، الذي بقي في وجدان الوطن.
