المرأة في روج آفا وشمال سوريا هي الضمانة نحو مجتمع ديمقراطي حر

تقرير/ دلال جان ـ آلدارآمد –

روناهي – الحسكة: لقد كان للمرأة الدور الأكبر في تطور المجتمعات البدائية بعد الثورة الزراعية التي أبدعتها المرأة في حوض ميزوبوتاميا حيث كانت لها إنجازات كبيرة في الطب والثقافة، المرأة التي كانت لها الإدارة في الاقتصاد والسياسة والأسرة جابهت السلطة والدولة على مدى قرون وكان نضالها من أجل الحرية شاقاً وطويلاً وخاصة المرأة الكردية التي عانت الأمرّين سلطة الرجل من جهة وسلطة الدولة من جهة أخرى وبالرغم من كل ذلك إلا إنها استطاعت الحفاظ على دورها في المجتمع الكردي، بفضل المرأة حافظ الشعب الكردي على لغته وتراثه وثقافته في الوقت الذي تم إبادة شعوب وأقوام من قبل الأنظمة الحاكمة في المنطقة، كما أن روح المقاومة لديها لم يثبط فكانت السبّاقة إلى النضال العسكري والمشاركة في ميادين القتال من أجل حريتها وحرية مجتمعها. وكانت لصحيفة روناهي لقاء مع عدد من المثقفات من النساء اللواتي أبدينَ آرائهن حول دور المرأة المثقفة في ثورة روج آفا وشمال شرق سوريا .
مساهمات المرأة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والعسكرية
مدرسة التاريخ مها خلف تحدثت عن دور المرأة قائلة : «تلعب المرأة دوراً حيوياً وفعالاً في بناء المجتمع، حيث إنها تشكل الركيزة الأساسية لتطور أي مجتمع، فهي تبني الأجيال القادمة، والمرأة المثقفة لها القدرة على الانخراط في مجالات الحياة، ولابد أن نشير إلى دور المرأة في روج آفا وشمال شرق سوريا، حيث ساهمت في جميع الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وكان لها دورها الأبرز في ساحات القتال حيث شاركت مع الرجل في الدفاع عن مجتمعها من جهة، وعن نفسها من جهة أخرى، حيث كانت التنظيمات العسكرية الخاصة بها، والتي واجهت أعتى عدو لها عبر التاريخ، وتمكنت من تحقيق انتصارات عظيمة يشهد التاريخ لها، وأصبحت المرأة السورية عامة والكردية خاصة قدوة ومنارة للجميع تهتدي بها نساء العالم أجمع، كما أن المرأة في روج آفا تساهم بشكل جيد في جميع مجالات التقدم، فهي تعمل كمعلمة، وطبيبة، ومهندسة، وإدارية ، كما زدات أعداد النساء العاملات في التنمية الاقتصادية، أن المرأة المثقفة في روج آفا يقع على عاتقها بناء جيل واعٍ مبدع قادر على إدارة المجتمع وحل قضاياه المختلفة.

حققت الانتصارات على
من أراد لها الموت
المرأة العظيمة عادت لتحتل دورها الريادي وتقوم بما يحقق ذاتها، هكذا ترى المعلمة أفين أمين المرأة وتضيف: «لقد كانت ثورة روج آفا مصدراً أساسياً لتفجير طاقات المرأة، التي كانت كامنة لديها على مدى قرون، جرّاء الظلم والاستعباد والممارسات التي ارتكبت بحقها من قبل السلطة والدولة من جهة، والعادات والتقاليد والأديان من جهة أخرى، حيث كانت مقيدة وأسيرة لهذه العادات والتقاليد، ومع انطلاقة الفكر الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط الذي أبدعه القائد أوجلان، وخاصة من ناحية المرأة، التي وجدت فيها انتفاضة خاصة بها ضد الظلم والحرمان والوصول إلى الحرية عبرها، فثارت المرأة الكردية وبخاصة المثقفة وانطلقت نحو بناء ذاتها أولاً، والمجتمع ثانياً، حيث استطاعت أن تلعب دورها الريادي في ثورة روج آفا، فكانت تأسيس المؤسسات والمنظمات الخاصة بها من أولوياتها، وساهمت في بناء المراكز الثقافية والتراثية وإعادة إحيائها, ولعل الجانب الأكثر تميزاً كان المشاركة الواسعة لها في حماية المجتمع من خلال التنظيمات العسكرية، فكانت وحدات حماية المرأة الجناح العسكري الخاص بها والذي حقق انتصارات عظيمة وصلت بالمرأة إلى مرحلة القداسة وكانت مثار إعجاب واندهاش العالم بأجمعه وذلك بعد الانتصار العظيم على من أراد لها الموت فكانت صانعة الحياة, والمرأة في روج آفا حققت ما لم تستطيع نساء العالم أجمع تحقيقه وهو خلق إرادة الحياة الحرة، فالمرأة هي الضمانة الأساسية لخلق مجتمع ديمقراطي حر، والمرأة في روج آفا هي حقيقة ذلك».

المرأة تساهم في بناء المجتمع بالبندقية والقَلم
أما المعلمة نورا شهاب فتتحدث عن نضال المرأة على كافة الصعد بالقول: «لقد قرأنا الكثير في صفحات التاريخ عن ثورات اندلعت قديماً وحديثاً في الكثير من المجتمعات, لكننا لم نقرأ يوماً بثورة تنطلق باسم المرأة, فقد كانت دور المرأة فيها شكلياً فقط وبعد الانتهاء من الثورة كانت المرأة تضطهد وتسلب منها حقوقها, إلا أن ثورة روج آفا حملت بين طياتها قضية تحرير المرأة, فعندما تنطلق ثورة باسم المرأة فيجب أن ندرك ماذا يعني هذا, علينا أن نفهم مدى الأهمية التي أعطيت لمكانتها في هذه الحياة, وهكذا كانت نقطة الانطلاق بالنسبة للمرأة التي وجدت الأرضية المناسبة لتنهض وتكسر كل القيود التي فرضت عليها لعقود من الزمن والتي كادت أن تبقيها طي النسيان, استطاعت المرأة في روج آفا من أن تقرأ الواقع بكل ما فيه لتلعب دوراً أساسيا في الثورة وتتحرك في كافة مجالات الحياة العسكرية والسياسية والاقتصادية والإدارية والتي خطت فيه خطوات كبيرة واستطاعت أن تثبت نفسها فيه بكل قوة وجدارة, وأصبحت تحارب على جبهتين, جبهة المقاومة والنضال إلى جانب الرجل والمشاركة في كافة الميادين ومجالات الثورة, وجبهة القلم لتكتب وتُسطّر أروع المكتسبات التي قامت بها الثورة فكانت لهن أروع الأصداء في كل مكان حتى أصبحنا قبلة لكل أنظار العالم يتساءلون فيه عن دور المرأة الناجح في أحداث الثورة والمنجزات التي قامت بها, وهذا بفضل فكر وفلسفة القائد الأممي عبد الله أوجلان الذي نادى بفكره إلى حرية المرأة وضرورة خلاصها من براثن العبودية والاضطهاد, وهذا ما جعل من المرأة في بداية ثورة روج آفا بتأسيس البنية التحتية من التنظيمات والجمعيات النسائية التي تضمن لها الحفاظ على مكتسباتها وتضمن لها حقوقها, فالمرأة في روج آفا مثالاً تحتذي به النساء في كل مكان, ومثالاً للمرأة الثورية الحرة التي ناضلت من أجل بناء مجتمع ديمقراطي حر تسوده العدالة والمساواة بين جميع فئات المجتمع .