اتحاد المعلمين في الإدارة الذاتية.. جهة للارتقاء بالتعليم وحماية حقوق المعلمين

الحسكة/ آية محمد ـ

أكد الإداري باتحاد المعلمين “إبراهيم عثمان”، أن الاتحاد عبارة عن كومينٍ يُنظم عمل أعضائه، حيث يقوم بتوجيههم نحو الأفضل، ويفرض عليهم واجبات ويحفظ لهم حقوقهم.

بتوجيه من فيلسوف الأمة الديمقراطية القائد “عبد الله أوجلان”، الّذي دعا بشكل واضح إلى تنظيم المجتمع حين قال: “اجعلوا من كل شيء في حياتكم كوميناً”.

وتطبيقاً لتوجيهاته الداعية إلى حماية المجتمع من التّفكك من خلال التنظيم، بدأت الثورة التنظيمية انطلاقاً من الأسرة فالشّارع ثم الحيّ ثم النّاحية وصولاً إلى المجتمع.

الغاية من تأسيس الاتحاد

وقد أُسِّست المراكز النّاظمة للمجتمع من النّواحي الأمنيّة والخدمية والاجتماعية والصحية والثقافية كافة، ولضمان نجاح عمل هذه المؤسسات كان لابدّ من فتح اتحادات لكل فئة عاملة فيها، لتنظيم أمور هؤلاء العاملين والمحافظة على حقوقهم.

 ولمعرفة الاتحادات وعملها والغاية من إنشائها، قامت صحيفتنا “روناهي” بزيارة إلى اتحاد المعلمين بمدينة الحسكة في إقليم الجزيرة لأخذ بعض التوضيحات حول عمل الاتحاد ومهامه ومشاريعه المستقبلية من أحد القائمين على إدارته.

وفي الصدد التقينا الإداري في اتحاد المعلمين في الحسكة “إبراهيم عثمان”، والذي أكد في مستهل حديثه: “يعد اتحاد المعلمين، والذي أُسِّس عام 2013 تنظيماً اجتماعياً مدنياً بين المعلمين في إقليم شمال وشرق سوريا، وهو يعمل من أجل حماية وتطوير ورفع سوية الحياة المادية والمعنوية للمعلمين، والعاملين في المؤسسات التعليمية وحماية حقوقهم، ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، ويعمل ضمن إطار وفلسفة الأمة الديمقراطية، ويتخذ من مفهوم المجتمع الديمقراطي، والبيئي وحرية المرأة وبناء المجتمع الأخلاقي السياسي أساساً له”.

وأضاف: “ويعدُّ التعليم من أهم النواحي الاجتماعية، فهو حجر الأساس الذي يقوم عليه المجتمع الصحي المتطور، ولأن التعليم يبدأ من المعلم، أُسِّس اتحاد المعلمين، الذي يهتم بأمور المعلمين وحل مشاكلهم وحماية حقوقهم، بالإضافة إلى العمل على تطوير عملهم والتقدم به إلى الأمام”.

ونوه عثمان، أن الانتساب للاتحاد يكون طوعياً وليس إجبارياً، ويمنح اتحاد المعلمين بطاقات عضوية لكل معلم، أو عامل ضمن المؤسسات التعليمية لمن يقوم بالانتساب للاتحاد، مضيفاً: “حيث يدفع المعلم المنتسب مبلغاً مالياً (رمزياً) مقداره خمسة آلاف ليرة سورية فقط كاشتراك شهري، ويتم تجميع الاشتراكات في صندوق، ويُصرف المبلغ المجُمع لمساعدة المعلمين المحتاجين، ويصرف أيضا في حالات الطوارئ كالأمراض الخطيرة، أو العمليات الجراحية المُكلفة، أو تغطية مصاريف العزاء في حالة وفاة شخص من أهل المنتسب”.

الخدمات التي يقدمها الاتحاد للمعلمين

وعن الخدمات، التي يقدمها الاتحاد للمعلمين بين عثمان: “قمنا بمنح دفاتر للخدمات الصّحيّة للمعلمين كافة، بعد أن أبرمنا عقداً مع بعض الأطباء، وهي قابلة للتجديد سنوياً، حيث تكون قيمة المعاينة المرضية في العيادات الخاصة لحامل هذه البطاقة مخفضة بنسبة خمسين بالمائة، والتحاليل المخبرية والأشعة، والعمليات الجراحية في المشافي أيضاً عليها نسبة خصم مقدارها خمسة عشر بالمائة”، مشيراً إلى أن الدفتر يشمل (الأب، والأم، والزوج، والزوجة، والأبناء).

ونوه، بأن الاتحاد يقدم مساعدات مالية صحية لأعضاء الاتحاد وعائلاتهم عن طريق صندوق يسمى (صندوق التكافل الاجتماعي) يشمل العضو، والعضوة، والزوج، والزوجة، والأبناء بعد إجراء عمل جراحي لأحدهم، ويكون التعويض كالآتي: خمساً وثلاثين بالمائة، لعضو الاتحاد، وخمسا وعشرين بالمائة لأفراد عائلته (الزوج، والزوجة، والأبناء)، من مجموع قيمة العمل الجراحي.

وزاد: “كما يقدم الاتحاد مساعدات مادية للأعضاء الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان وأمراض الكلية والقلب، وغيرها من الأمراض المزمنة بدون أي اشتراك، شريطة تقديم أوراق ثبوتية وتقارير طبية تثبت إصابتهم بأحد الأمراض المذكورة آنفاً”.

ويقدم الاتحاد مساعدات مادية في حال تعرض العضو لحادث سير أدى إلى ضرر، أو إعاقة جسدية، كما يقدم مساعدة مالية في حال تعرض منزل العضو للحريق، بالإضافة لتقديم مبلغ مالي لذوي العضو (تعزية) بعد وفاته.

الاتحاد مسؤول عن الأمور التّربوية

وإضافة إلى حماية حقوق المعلمين يعد تطوير عمل المعلمين من مهام الاتحاد أيضاً، حيث يقوم بتطويرهم وزيادة مكتسباتهم المعرفية والصحية والاجتماعية عن طريق التدريب والندوات والمحاضرات، حيث يتابع الاتحاد كل ما يتعلق بالأمور التربوية من التعليم، والصحة، والتعامل والأسلوب والإرشاد إلى المعاملة الحسنة.

مهام الاتحاد للارتقاء بعمل المعلمين

وعن الجانب التوجيهي والتدريبي قال عثمان: “نقوم بعقد اجتماعات دورية للمعلمين، حيث نصدر التوجيهات الجديدة ونلقي محاضرات توعوية، كما نستمع إلى مشاكل المعلمين ونتعاون لإيجاد الحلول المناسبة لهذه المشاكل، ونستمع إلى اقتراحات المعلمين لتطوير العملية التربوية وإيجاد السبل، التي تدفع المعلّم إلى الارتقاء بعمله والوصول إلى الإبداع”.

المشاريع والخدمات المستقبلية

وعن “المشاريع” المستقبلية للاتحاد أكد عثمان، أن الاتحاد يدرس مشروع جمعية مالية للمعلمين لمساعدتهم في الأمور المعيشية، وهناك مشاريع أخرى قيد الدراسة إذا ما أنجزت ستعود بالفائدة على المعلمين، ومنها إنشاء (صناديق ادخار، وجمعيات تعاونية، ونواد رياضية وثقافية وفنية، وصناديق سكنية، ومستشفيات مصغرة، وصيدليات، ودور حضانة) عن طريق الاستثمار تكون خاصة بأعضاء اتحاد المعلمين.

وعن “الخدمات” التي يطمح لها الاتحاد في الفترة المقبلة خارج سلك هيئة التربية (تأمين سلف مالية للأعضاء وشراء أدوات منزلية لهم بالتقسيط)، ويتم ذلك بعد تقديم الأعضاء طلباً بهذا الخصوص، ثم يُجري الاتحاد دراسة لطلب العضو ولوضعه المادي وتُقدم المساعدة للأكثر حاجة.

واختتم الإداري باتحاد المعلمين إبراهيم عثمان: “يعمل الاتحاد من أجل تطوير وحماية ثقافات ولغات شعوب المنطقة، والتي تمثل مبدأً أساسياً لنظام التربية والتعليم في الأمة الديمقراطية ويقوم بخلق روح الوحدة والمساواة، والحياة الجماعية بين المعلمين والمجتمع، ولتحقيق ذلك يناضل بطاقاته كلها، ويرى في ذلك غنىً وطريقاً للوصول إلى الحياة الديمقراطية الحرة الكومونالية”.

والجدير بالذكر، يقام سنوياً في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر يوم المعلم العالمي، وهو يوم دولي أُسِّس عام 1994، للاحتفال بتوقيع عام 1966 على توصية اليونسكو/ منظمة العمل الدولية بشأن المعلمين والتوصية كانت أداة لوضع معايير تتناول وضع وحالات المعلمين في جميع أنحاء العالم، وتحدد هذه التوصية المعايير المتعلقة بسياسة عاملي التعليم والتوظيف والتدريب بالإضافة إلى التعليم المستمر للمعلمين وتوظيفهم وظروف عملهم.

ويهدف يوم المعلم العالمي إلى التركيز على “تقدير وتقييم وتحسين المعلمين في العالم” وإتاحة الفرصة للنظر في القضايا المتعلقة بالمعلمين والتدريس”.