ابتسام عبد القادر: بناء سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية غايتنا

منبج/ آزاد كردي –

قالت رئيسة مجلس حزب سوريا المستقبل، في مقاطعة منبج، ابتسام عبد القادر، إن حزب سوريا المستقبل يسعى لتعزيز الهوية السورية، المتعددة الثقافات والتحول الديمقراطي، وتوسيع قاعدته الجماهيرية، مشيرةً إلى “أن المرأة أساس أي قرار وأي خطط مستقبلية نقوم بها”، مضيفة، أن الحزب قدم حلولاً للأزمة السورية، انطلاقاً من مبدأ الحرص على إنهاء الأزمة، وإيجاد الحلول النهائية لها، مؤكدةً بأنهم في حزب سوريا المستقبل، لديهم رؤية للأحداث، التي تمر بها المنطقة والشرق الأوسط والعالم.

أُسِّس حزب سوريا المستقبل في السابع والعشرين من آذار من العام 2018، وخلال ستة أعوام مضت على تأسيسه، استطاع الحزب أن يضع خطوطاً عريضة لرؤيته الإيديولوجية في مختلف الأصعدة، وأن يرفع شعار المرحلة الراهنة في التغيير الديمقراطي، وتوسيع القاعدة الجماهيرية، التي تعد الأساس لهذا التغيير، ومعبراً كذلك عن رؤيته في ذلك بدور المرأة الاستراتيجي في قيادة المرحلة، ليكون صوت السوريين في حل الأزمة السورية، التي تجاوزت ثلاثة عشر عاماً، في خضم ما يجري في المنطقة والشرق الأوسط، والعالم من صراعات وحروب”.

تعزيز الهوية الوطنية السورية

في هذا السياق، التقت صحيفتنا رئيسة مجلس حزب سوريا المستقبل، في مقاطعة منبج، ابتسام عبد القادر، التي حدثتنا عن أهداف الحزب، وسعيه لتوسيع قاعدته الجماهيرية، والمشاركة الكبيرة للمرأة فيه، ورؤيته لحل الأزمة السورية، وكذلك للأحداث السياسية والعسكرية في سوريا والمنطقة. وفي البداية، تحدثت ابتسام: إن “حزب سوريا المستقبل يسعى لتعزيز الهوية الوطنية السورية، المتعددة الثقافات، والتحول الديمقراطي، وحل القضايا القومية، وفقاً للمواثيق الدولية، وبناء سوريا المستقبل، وفق شعار (سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية)”.

وتابعت: “الحزب يعدُّ سوريا شعباً واحداً متعدد اللغات والأديان والأعراق، ويسعى لبناء دولة ديمقراطية تعددية تحترم الحريات، وتضمن حقوق الجميع، وفقاً لمعايير الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وبناء الدولة القائمة على سيادة القانون، وترسيخ أسس السلم الاجتماعي، يمكّن المهجرين من العودة الآمنة إلى ديارهم، وضمان حقوق المواطنة، ودعم دور المرأة والشباب، وتحقيق توزيع عادل للثروات الوطنية”.

توسيع القاعدة الجماهيرية للحزب

 وأوضحت: “حزبنا استطاع خلال ست سنوات الماضية، أن يخطو خطوات كبيرة، وأن تكون له قاعدة جماهيرية، ونحاول قدر الإمكان الاستمرارية في عملنا، والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، وتقوية القاعدة الجماهيرية لحزب سوريا المستقبل، ومن أهدافنا الأساسية تغيير نظام الحكم المركزي، الذي يؤدي إلى الاستبدادية والشمولية، والذي يقمع الإرادة الحرة للأفراد، وتحويلها إلى نظام ديمقراطي يضمن حرية أبناء الشعب السوري، حيث يمكنهم التعبير عن هويتهم، وإرادتهم بحرية من خلال أفكار وأهداف الحزب”.

وشددت ابتسام: “نركز دائماً على القاعدة الجماهيرية أساساً لتحقيق التغيير الديمقراطي، وتحويل الثقافة السائدة من الاستبداد والإقصاء إلى ثقافة تشريعية وتنفيذية ورقابية، تعبر عن إرادة المواطن، وتحويل الحراك المجتمعي إلى وعي سياسي، وإرادة جماهيرية تعبر عن طموحات الشعب السوري بشكل عام”.

للمرأة الدور الريادي في الحزب

وحول دور المرأة في حزب سوريا المستقبل، قالت ابتسام: “تتمتع المرأة بدور قيادي وفعال، حيث أُسِّس مجلس خاص للمرأة في الحزب، ما شجعها لتناضل في المجال السياسي، جنباً إلى جنب مع الرجل، لا سيما أن الحزب يمنح المرأة الفرصة لتأخذ دورها في صنع القرار، وقيادة هذه المرحلة، فالمرأة لعبت دوراً قيادياً في حزب سوريا المستقبل، حيث تشغل منصب الأمين العام، وتدير مجلس المرأة في الحزب، كما أنها تشارك بنشاط في العمل العام، سواء كان ذلك في رئاسة مكتب تنظيم أو نائبة، وتقوم بإدارة الأمور بروح عالية من المسؤولية”.

واستشهدت على ذلك: “الشهيدة هفرين خلف، كانت من مؤسسي حزب سوريا المستقبل، وأصبحت نموذجاً للنساء السوريات، ورمزاً عالمياً للنساء العاملات في السياسة، بعد أن استشهدت في طريق النضال حيث طالتها آلة الغدر التركية ومرتزقتها”.

رؤية الحزب لحل الأزمة

وأشارت ابتسام: قدمنا الحلول للأزمة السورية الحالية، انطلاقاً من وحدة الأراضي والشعب السوري، وتغيير نظام الحكم الأحادي القائم على القومية والدين، واللغة الواحدة، لأنها الجوهر الحقيقي للأزمة السورية، ورفعنا شعار التعددية الثقافية، والفكرية والسياسية بدلاً من احتكار السلطة والدولة المركزية، نقود اليوم مرحلة سياسية تاريخية، ونحاول حل الأزمات العالقة، والتأكيد على التعددية في سوريا، لتحقيق الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية لجميع أبناء الشعب السوري، لقد واجهنا تحديات كبيرة، في ظل التغيرات السياسية، التي حدثت، للتحول من الحكم الشمولي الاستبدادي إلى النظام الديمقراطي، لأنه ملتزم بخط المقاومة والاستمرار في طرح أفكار جادة تحمل مسؤولية تجاه الشعب السوري”.

وبينت: “نحن في حزب سوريا المستقبل، نمتلك رؤية للأحداث الحالية في الشرق الأوسط وسوريا، بما في ذلك الربيع العربي، والحروب بين القوى العالمية الكبرى، والتي أثرت على الحراك الشعبي ضد النظم الحاكمة، خاصة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والصراع بين حماس وإسرائيل، والزلزال الذي أدى إلى تقارب عربي مع حكومة دمشق، كلها أحداث تشير إلى أن العالم سيتغير بشكل كبير”.

وأكدت ابتسام: “نحن ننظر للسياسات العدوانية، التي تحكمها قوة عالمية واحدة حيث أنها لا تؤدي إلى الاستقرار السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، وأن التغيير الجذري قد يستغرق وقتاً طويلاً، لكن الأزمات السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط والعالم بأسره، تشير إلى أن هناك تغييراً ملموساً قادماً في العلاقات الدولية؛ ما قد يؤدي إلى رسم خارطة جديدة للمنطقة”.

واختتمت رئيسة مجلس حزب سوريا المستقبل، في مقاطعة منبج، ابتسام عبد القادر حديثها: “الصراعات الحالية في العالم والشرق الأوسط تشكل نقطة تحول تاريخية، بظهور متزايد لأقطاب جديدة، والسعي للهيمنة على الساحة الدولية يؤدي إلى توترات وحروب عالمية، ناهيك عن الأزمات البيئية والسياسية والتغيرات المناخية الكبيرة، هذه التغيرات سيكون لها تأثير كبير على المنطقة والشرق الأوسط، وتعكس الصعوبات، التي تواجه سوريا في ظل هذه النزاعات والأزمات”.

وتجدر الإشارة، إلى أن حزب سوريا المستقبل، يعقد مؤتمره الرابع في الرقة في السابع والعشرين من شهر آذار الجاري، بعد ستة أعوام من تأسيسه، بمشاركة ما يقرب من 1000 مندوب ومندوبة عن مجالسه، ومن المقرر أن تطرأ تعديلات على النظام الداخلي للحزب، ويتحول فيه شكل ونظام رئاسة الحزب لنظام رئاسة مشتركة، إلى جانب إعادة انتخاب مجلس عام للحزب، ورسم خريطة طريق الحزب وفق المتغيرات السياسية والعسكرية، التي تشهدها البلاد.