إلهامي المليجي: ماضون بالوسائل المتاحة لتحرير القائد عبد الله أوجلان

منبج/ آزاد كردي –

تصر دولة الاحتلال التركي بالتغافل عن الرد عن النداءات أو الدعاوى أو الضغوط بشأن الإفراج عن القائد عبد الله أوجلان، بل تواصل سياساتها بتشديد العزلة المفروضة عليه منذ 25 آذار 2021، واستمرار اعتقاله منذ عام 1999، ومن أجل الوقوف في وجه العزلة وفكها، قام مثقفون وإعلاميون وكتّاب بمبادرات شعبية، من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.

ومن بين هذه المبادرات (المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان) التطوعية، التي أطلقها كتاب وصحفيون وإعلاميون وأكاديميون مصريون وعرب، والتي تهدف إلى تحقيق الحرية الجسدية للمفكر عبد الله أوجلان، وفضح انتهاكات وممارسات سلطات الاحتلال التركي تجاهه، كما تهدف إلى التعريف برؤى ونضال القائد عبد الله أوجلان، من خلال القراءة المعمقة لفكره وفلسفته.

تأكيد عمق العلاقات الكردية العربية

حول ذلك، تحدث عضو المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان، والمحلل السياسي المصري، إلهامي المليجي، لصحيفتنا: “المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان، أُسِّست بمبادرة عدد من الكتاب والصحفيين والإعلاميين، والأكاديميين المصريين والعرب، وانطلقت من مصر، وانضم إليها فيما بعد كتاب وإعلاميون وسياسيون من بلدان عربية، ما جعل منها أساسا عملياً يعبر عن عمق العلاقات العربية الكردية، التي تمتد عبر التاريخ”.

وأشار المليجي: “المبادرة العربية لحرية المفكر والقائد عبد الله أوجلان، جهدٌ تطوعي يشارك فيه عددٌ من المثقفين والإعلاميين المصريين والعرب، المؤمنين بحقوق الإنسان والحرية، كقيمة إنسانية تتجاوز حدود العرق والدين واللغة والمعتقد، والمبادرة على مدى ثلاث سنوات الماضية حققت حضوراً فاعلاً في الأوساط الثقافية بتنويعاتها السياسية والنقابية، والقانونية والإعلامية، وتجلى ذلك بوضوح من خلال تواجدها الإعلامي المستمر”.

دعم حرية القائد عبد الله أوجلان

وعن الدوافع لتأسيس المبادرة، قال المليجي: “المبادرة تعمل على كل ما يسهم في تحقيق الحرية الجسدية للمفكر والمناضل عبد الله أوجلان، من خلال إصدار بيانات، ومناشدات وإقامة ندوات واعتصامات، يتم من خلالها فضح الممارسات التعسفية للسلطات التركية، تجاه المفكر والفيلسوف والمناضل عبد الله أوجلان”.

وأضاف: “التعريف برؤى ونضال المفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان، يكون من خلال القراءة المتعمقة لرؤاه الفكرية والفلسفية، والتي تمثل وبحق إضافة نوعية للفكر الإنساني، ونحن نرى في إبداعه الفكري وخاصة مانفيستو الأمة الديمقراطية بأجزائه الخمسة، إبداعاً عبقرياً ناتجاً عن قراءة معمقة، وعملية للصراعات القائمة بين شعوب المنطقة، والتي تتكون من عديد الإثنيات والأعراق والديانات والطوائف، والتي حدثت بينها صراعات على مدى القرون المنصرمة، وجاءت رؤية الأمة الديمقراطية لتمثل بداية النهاية لتلك الصراعات، التي أعاقت تطور وتنمية منطقتنا وبلداننا”.

وحول أهم الأعمال التي قامت بها المبادرة من أجل القائد عبد الله أوجلان، تحدث المليجي: “المبادرة عملت في محاور عدة من أجل تحقيق الأهداف، التي وضعناها نصب أعيننا منذ اليوم الأول، وفي هذا الإطار سعينا جاهدين لتوسيع المبادرة والعمل على ضم شخصيات نوعية من الإعلاميين والقانونيين، وخاصة ممن يساندون الكرد في نضالاتهم، وينحازون إلى الدعوات المطالبة بحرية المناضل عبد الله أوجلان”.

وأوضح: “وضعنا ضمن أولوياتنا القيام بالفعاليات والأنشطة، التي تدعم هدفنا الأسمى والمتمثل في فك العزلة عن المناضل عبد الله أوجلان؛ تمهيداً لتحريره الجسدي من الأسر، الذي امتد إلى ما يزيد على ربع قرن، ونعمل على ذلك ضمن قناعتنا وإيماننا، بأن ذلك يمثل دعوة للنضال من أجل حرية الشعوب كلها”.

عملنا في المستويين الإقليمي والعالمي

وتابع: “عملنا في نشاطاتنا المختلفة على ضرورة تحويل قضية حرية القائد عبد الله أوجلان، من قضية شعب إلى قضية تهم الشعوب التواقة للعدل والحرية، وفي هذا الإطار دعونا إلى تشكيل حلف ديمقراطي من الأحرار الديمقراطيين والحقوقيين على مستوى منطقة الشرق الأوسط، من أجل الدفاع عن القائد عبد الله أوجلان، والنضال من أجل حريته، والعمل على المستويين الإقليمي والعالمي؛ لنقل القضية إلى الأحرار الديمقراطيين في منطقتنا والعالم”.

وأردف: “منذ تأسيس المبادرة، ونحن لم نتوقف عن القيام بالعديد من الأنشطة، التي تخدم قضية الحرية الجسدية للمفكر عبد الله أوجلان، بدءاً من مشاركة أغلب أعضاء المبادرة في البرامج، التي تصب في خدمة القضية، وكذلك إجراء الحوارات الصحفية، فضلاً عن التنظيم والمشاركة في العديد من الندوات واللقاءات الحوارية، التي تتناول عبد الله أوجلان القائد، والإنسان والمناضل، والمفكر والفيلسوف”.

واستطرد: “وفي هذا الإطار تمت مناقشات معمقة للعديد من إبداعاته الفكرية والفلسفية وخاصة مانفيستو الحضارة الديمقراطية بأجزائه الخمسة، الذي يطرح رؤى يمكن أن تسهم بشكل كبير في إنهاء الصراعات، التي تعاني منها منطقتنا منذ قرون، عبر دمقرطة المنطقة ونشر مناخ الحرية؛ حيث يسمح للشعوب الإثنية والعرقية والدينية بالعيش جنباً إلى جنب في مودة ومحبة، وإخاء ومساواة، في ظل مناخ ديمقراطي يسمح لجميع الشعوب بممارسة طقوسها والاحتفاء بموروثها الثقافي والاجتماعي”.

وبيّن المليجي: “نحن في المبادرة أجرينا العديد من الاجتماعات عبر تطبيق (زووم)، جرى خلالها متابعة نشاطات اللجنة والبحث في المزيد من الخطوات، التي تخدم قضيتنا المتمثلة في العمل على فك العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، والسماح له بمقابلة أهله وذويه ومحاميه، أيضاً شارك بعض من أعضاء اللجنة في المؤتمرات، التي أقيمت في العديد من العواصم، والتي كانت تتناول مسيرة وأفكار الفيلسوف عبد الله أوجلان”.

ونوه: “حرصنا في المبادرة على إصدار العديد من البيانات إحياءً للمناسبات، التي لها علاقة باختطاف القائد عبد الله أوجلان، واعتقاله في سجن في جزيرة إيمرالي، منذ أكثر من ربع قرن، ولدينا العديد من الأفكار والنشاطات، التي من شأنها أن تسهم في كشف خرق السلطات التركية للقواعد الإنسانية والقانونية لحقوق الإنسان، وقيامها باختطاف واعتقال المفكر عبد الله أوجلان، ما يعدُّ هذا خرقا فاضحاً للقوانين والأعراف الدولية كافة”.

تواصلُنا الدائم مع المنظمات المعنية

وشدد المليجي: “هناك المزيد من التواصل مع المنظمات الدولية والحقوقية المعنية بالحريات وحقوق الإنسان، وشمل تواصلنا المثقفين والأكاديميين، والإعلاميين، ورجال الفكر والسياسة والقانون، وغيرهم، لمساندة المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان، وفي تطلعاتها وأهدافها، ولحشد التأييد للمطلب العادل بإطلاق سراحه، بعد مرور ربع قرن من الزمن على اختطافه، حيث التجريد والعزلة والمعاناة والمرض والانتهاكات، في زنزانة انفرادية بمعتقلٍ ناءٍ، وهو محروم من أبسط حقوقه في الحياة، والتواصل مع أبناء وطنه وشعبه”.

 وبخصوص خطط المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان، المستقبلية عبر المليجي: “لدينا خطط كثيرة تتجدد مع كل منعطف، نحن بصدد إصدار كتاب خلال الأيام القليلة القادمة عن المناضل والمفكر عبد الله أوجلان في ذكرى ميلاده، شارك في كتابته عدد من الزملاء في المبادرة (أحمد بهاء الدين شعبان، وإلهامي المليجي، وخليل القاضي، وفريناز عطية، وعلي أبو الخير، وطه علي أحمد)، وسنقوم بإقامة حفل توقيع للكتاب، وندوة حول مضامين الكتاب في إحدى المكتبات الكبرى”.

وبين المليجي: “الكتاب يتضمن موجزاً عن سيرة القائد عبد الله أوجلان الذاتية والنضالية والسياسية، وإبداعه الفكري والفلسفي، ويسلط الكتاب في أحد أبوابه على حزب العمال، وبرنامجه، الذي يحمل طموحات وأماني الشعب الكردي، ويضمن الكتاب طرحاً لفكرة جبهة عربية ـ كردستانية، معادية للشوفونية القومية والهيمنة الأمريكية، والاستبداد والاحتلال الاستيطاني”.

وأكد: “الكتاب يتساءل عن غياب دور المنظمات الإقليمية والدولية والدينية، في ظل الانتهاكات للقوانين والأعراف، وتوقف الكتاب في أحد أبوابه عند المرأة في فكر المناضل عبد الله أوجلان، وكذلك المنظور الاقتصادي للأمة الديمقراطية، وتناول الكتاب في أحد أبوابه أيضاً المؤامرة الدولية لاعتقال القائد عبد الله أوجلان، وكذلك الحوار الذي أجراه بعض أعضاء المبادرة مع جميل بايك، الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، وأحد رفاق القائد عبد الله أوجلان، وتضمنت ملاحق الكتاب التقرير السنوي لعام 2022 حول الانتهاكات للحقوق، والظروف الحالية في سجن جزيرة إيمرالي، وتقرير التقييم لعام 2023”.

واختتم عضو المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان، والمحلل السياسي المصري، إلهامي المليجي حديثه: “نحن ماضون في مسيرتنا للدفع باتجاه تحقيق الحرية الجسدية للمفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان، بكل الوسائل المتاحة، وكذلك لن نتوقف عن كشف الممارسات الفاشية والعنصرية للسلطات التركية، وسنستمر في التعريف بإبداعات القائد عبد الله أوجلان الفكرية والفلسفية”.