سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تل رفعت العقدة التي تختزل الصراع الفكري والسياسي السوري

تحقيق/ صلاح إيبو –

لا يقتصر الصراع الموجود على بلدة تل رفعت أو أرفاد “الاسم القديم لها” على صراع سياسي أو عسكري فقط، بل يتعده لصراع فكري إيديولوجي، يختزل في ثناياها الأزمة السورية الممتدة منذ سنوات، وتحمل في جعبتها الحل الأمثل لمشاكل الشمال السوري. النظام الاجتماعي الذي ينتهجه مُهجرو عفرين في أرفاد يمثل جوهر المشروع الديمقراطي وهدفهم الأوحد هو تحرير عفرين الذي يمثل نقطة البداية لإنهاء الاحتلال التركي وتحرير الشمال السوري والحد من التدخلات الخارجية في الملف السوري، إذاً هنا نقطة التوازن الحرج. لكن؛ كيف يحافظ أبناء عفرين على هذا التوازن ويمضون بالسعي لتحرير عفرين؟.
لم يكن يتوقع العم قازقلي سليمان الذي ترك قريته الجبلية في ناحية شيه “شيخ الحديد” بعفرين، قبل نحو سنة ونيف أنه سيمضي حياته في حالة مأساوية يفقد فيها كل ما هو عزيز على قلبه، كان لقائنا بهذا الكهل في العقد السابع من عمره في غرفة من غرف مجلس عفرين بمدينة تل رفعت، مؤلماً ومفعماً بالأمل في الوقت ذاته، قازقلي الذي كان يحمل في يده كيسٍ أسود ممتلئ بعلب الدواء الفارغة، جاء قاصداً المساعدة من المجلس المعني بالاهتمام بمهجري عفرين؛ لعدم قدرته على شراء الدواء الذي يتعدى تكلفته السبعة آلاف ليرة سورية فقط.
هذا المشهد ها هنا يختزل أحوال الآلاف من أبناء عفرين المهجرين في الشهباء؛ نتيجة ضيق الحالة المادية وضآلة فرص العمل. لكن؛ رغم ذلك يبقى ذاك الكهل متفائلاً بالعودة لقريته وتحرير عفرين ويقول: “لن أنسى ذاك اليوم الذي خرجت فيه من قريتي وتركت كل شيء خلفي في عفرين، واليوم رغم أنني أعاني مرض القلب، إلا أنني لن أتوانى عن تقديم المساعدة اللازمة في سبيل تحرير عفرين”.
الشعب يقول “لا” للاحتلال التركي
كانت زيارتنا لمدينة تل رفعت 35 كم شمال مدينة حلب، بعد أيام من تعرض البلدة التي يقطنها حالياً نحو 30 ألف نسمة منهم 24 ألف نسمة من مهجري عفرين لقصف عنيف من قبل جيش الاحتلال التركي والفصائل الموالية لها، هنا شاهدنا الأبنية المدمرة بفعل القصف، وانتشار حواجز لقوات الجيش السوري في أرجاء المدينة، واستطلعنا آراء بعض الأهالي عن موقفهم من الهجمات التركية الأخيرة على المدينة التي ما لبث الجانب التركي يسعى للترويج الممنهج باحتلالها على غرار عفرين التي احتلها في 18 آذار عام 2018.
كانت الكلمات التي قالها الأهالي واحدة سواء أكانوا من مهجري عفرين أو عائلات تل رفعت الأصلية: “لا نريد الاحتلال التركي، وتل رفعت لن تكون إلا محررة، بل سننطلق منها لتحرير الشمال السوري من الاحتلال التركي”.
الحياة كانت طبيعية، ولوحظ وجود ازدحام وحركة في ساعات الصباح، جميع المحلات افتتحت، والمجالس والكومينات بدأت في استقبال الأهالي لحل مشكلاتهم إن وجدت وتقديم يد العون وفق الإمكانيات، فالحرب النفسية التي انتهجها الإعلام التركي والعربي الموالي له، لم تنل من عزيمة أبناء “أرفاد” تل رفعت بكردهم وعربهم، وللتعرف على طبيعة الحياة الاجتماعية وتمازجها مع السياسة والتوزان الحرج هنا في هذه النقطة الاستراتيجية في الشمال السوري، توجهنا إلى مجلس عفرين في تل رفعت، هذا المجلس الذي تشكل بعد مكوث ما يربو عن 30 ألف من مهجري عفرين في هذه البلدة وإعادة الحياة إليها. ولكن؛ اليوم بقي ما يقدر بـ 24 ألف نسمة من أهالي عفرين هنا في حين عاد إليها حوالي 500 عائلة؛ أي ما يتجاوز 8 آلاف من أبنائها الأصليين واليوم يعيش أهالي عفرين وتل رفعت معنا في ظل إدارة مدنية ممثلة بمجلسين “مجلس عفرين مُعنى بشؤون نازحي عفرين” ومجلس الشهباء “مُعنى بشؤون السكان المقيمين الأصليين”.
الرهان التركي سقط على تلة أرفاد
تل رفعت التي تقع على خط مواجهة بين جيش الاحتلال التركي وجيش النظام، يستحوذ على موقع عسكري وجغرافي هام، وتحاول دولة الاحتلال التركي السيطرة عليها بالتنسيق مع روسيا؛ تمهيداً منها للضغط على حلب وتهديد بلدتي نبل والزهراء وبالتالي المنافسة مع إيران والنظام في هذه المنطقة. لكن؛ سفينة أرفاد التي يديرها أهالي عفرين اجتماعياً لم تسير وفق الرياح التركية، وبقيت هذه المدينة بواقعها الحالي اليوم، كشوكة في عنق المشروع التركي، إذ فشلت التشاورات الروسية التركية الأخيرة فيما يخص إدلب والتصعيد الأخير في ريف حماة، وبناء عليه وبضغط شعبي من أبناء عفرين الذي قاموا بتظاهرات عدة للمقرات الروسية في بلدة كشتعار والوحشية بريف حلب في وقت سابق، وبتنافر المصالح التركية الإيرانية، عادت القوات الروسية مجدداً في مطلع الأسبوع الماضي لإنشاء ثلاث مقرات عسكرية لقواتها في تل رفعت، وقالت مصادر أن واحدة منها بمثابة مقر للعمليات العسكرية، وهنا يبدو أنه ثمة إشارة إلى وجود نوايا جدية لفتح جبهات قتال ضد مرتزقة الاحتلال التركي في ريف حلب.
“لنْ نخرج من تل رفعت إلا نحو عفرين”
هذا التوازن الحرج، ومدى قدرة أهالي عفرين الصمود في هذه البلدة، يُرجعه الرئيس المشترك لمجلس عفرين في تل رفعت محمد حنان إلى التنظيم الجماعي للأهالي لأنفسهم في الشهباء عامة وتل رفعت خاصة. إذ؛ تعمل المجلس والكومينات الستة عشر التي قسم إليها الأحياء المأهولة بالسكان على زيارة الأهالي بشكلٍ دوري وشبه يومي، والهدف الأوحد هنا هو التعرف على مشاكل الأهالي أولاً وحثهم على البقاء في تل رفعت على اعتبار أن تحرير عفرين هو الهدف الأسمى لهذا الشعب، ويضيف حنان: “في بادئ الأمر ونتيجة الصدمة التي تلقاها الأهالي بعد تهجيرهم من عفرين، كان الوضع صعباً جداً. لكن؛ نتيجة التنظيم الجيد لهم وتنظيم توزيع المعونات والعمل على حل المشاكل الاجتماعية وفي بعض الأحيان المشاكل المادية، جعل هذا الشعب يقدر قيمة نضاله ومدى تأثير هذا النضال على مسيرة العودة التي هي هدف كل عفريني”.
وتفاجئ محمد حنان ورفاقه في المجلس من المعنويات العالية للأهالي والتي التمسناها نحن أيضاً لدى تجولنا بينهم بالقول: “بعد القصف الأخير بساعات قمنا بجولات على الأهالي لطمأنتهم على استقرار الوضع وحثهم على المقاومة وتثمين جهودهم، لكن المفاجئة كانت قول الشعب: نحن لن نخرج من هنا إلا نحو عفرين، وقالوا إنهم يدركون جيداً بعد سنة وثلاثة أشهر من احتلال عفرين أن بقاءهم هنا بالقرب من مدينتهم هو الدافع الأكبر لهم للعودة”. وتعرضت البلدة في ساعات صباح يوم 18 أيار هذا العام لقصف عنيف وعشوائي من قبل الفصائل الموالية للاحتلال التركي، والجيش التركي استهدف منازل المدنيين وتسبب بفقدان مدني لحياته وجرح ستة أشخاص.
صراع فكري يجسد واقعاً للحرب السورية
في هذه البلدة التي يعود تاريخها لسنوات 883-859 ق.م، ومر عليها حقب تاريخية متعددة، يظهر جلياً في تلتها المتربعة بجهتها الشمالية المطلة على مارع وإعزاز وتبعد مسافة 18 كم فقط من الحدود السورية التركية، في أرفاد هذه البلدة المورغة في التاريخ تعود الحياة الكومينالية إليها مجدداً بفضل أبناء عفرين الذين تعلموا كيفية إدارة ذواتهم بمقدراتهم ومنتوجات أيدهم وأفكار فريدة في الحرب السورية الحاضرة اليوم في الشمال السوري، الصراع ليس عسكرياً وسياساً فقط، بل يتعدى ذلك إلى صراع إيديولوجي فكري.
على بُعد بضعة مئات الأمتار (إعزاز وعفرين…)، هناك نظام عنصري يعتمد على السرقة وانتهاج التعصب القومي والديني بتوجيه مباشر من حركة الإخوان المسلمين التي تدعمها حكومة تركيا، وكانت هذه الحركة نشطة في عهد الفصائل المسلحة هنا في تل رفعت أيضاً. لكن؛ اليوم يسود جو آخر في هذه المدينة، وربما تتجلى الصورة المثلى في هذا الصراع الفكري عبر تشكيل مجالس خاصة لأهالي تل رفعت الأصليين تحت مسمى مجالس الشهباء، يعبر فيها العرب والكرد عن آرائهم ويحصل الجميع على الحقوق ذاتها. ولدى جلوسنا في مركز مجلس عفرين، تقدم أحد أبناء منطقة السفيرة الواقعة شرقي حلب، وكان نازحاً في عفرين لأربع سنوات وهاجر مع أبناء عفرين إلى تل رفعت، جاء مصطفى ليطلب بطاقة الحصول على الوقود من المجلس، هذا الشاب من المكون العربي يعمل في مهنة الحدادة بتل رفعت ويمكث مع ذويه في قرية قريبة من هنا، يقول: “بعد خروجي من عفرين، قررت التوجه إلى حلب لكن تفاجأت بإغلاق الطرق في وجهي كأبناء عفرين، وقررت البقاء مع هذا الشعب الذي لم أشعر قط بالغربة بينهم”، يقول الرئيس المشترك للمجلس محمد حنان بهذا الصدد: “نحن هنا لا نفرق بين العرب والكرد؛ لأن مشروعنا الديمقراطي يهدف لإحياء ثقافة التعايش المشترك، وهذا تماماً يعكس مدى تمسكنا بوحدة سوريا ودعوتنا للتعايش مع الآخرين”، هذا المشهد يعكس مدى التنافر بين الفكر الذي يناضل لأجله أبناء عفرين، وبين ذاك الفكر الذي يحتل عفرين اليوم، ويعمل على طمس الهوية الكردية، لدرجة أن يخرج المستوطنين في تظاهرات تطالب بسلب المخترة التي لم يبقى لها قيمة من أيدي أبناء عفرين الأصلين (الكرد) الباقون هناك، حيث الاحتلال التركي شرع القتل والنهب لمرتزقته؛ بهدف تغيير ديمغرافية المنطقة التي يستمر في بناء جدار إسمنتي بهدف تقسيمها عن سوريا.
رغم القصص المؤلمة… الأمل هو سيد الموقف
القصص في هذه البلدة كثيرة، وجميعها تصب في الخانة ذاتها، لعل الدموع التي ذرفها العم قازقلي سليمان أثناء خروجه عنوة من عفرين وهو يدفع الكرسي المتحرك لزوجته المشلولة لمسافة تزيد عن 10 كيلومترات؛ هرباً من الموت القادم على الدبابات التركية، تلك الدموع التي يزفها اليوم أباً لشهيدين في تلك البلدة “أرفاد” التي لا شيء له فيها. لكنه؛ يتحرق للقاء قبور أولاده في عفرين، ذاك الأب مازال على قيد الحياة فقط لكي “لا يموت في أرض غريبة”، والقاسم المشترك بين آلاف القصص المبعثرة في رقعة جغرافية ضيقة، هو الأمل بتحرير عفرين والعودة لبناء غد أفضل وتطبيق مشروعهم الذي بات اليوم حلاً لا غنى عنه في سوريا أجمع.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle