حلب/ رامان آزاد ـ
جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال التركي وهي نقله للمواطنين السوريين إلى أراضيه ومحاكمتهم هناك وفق قوانينه الجائرة بحق المعتقلين؛ والسؤال الذي يثير الانتباه؛ في أي قانون دولي وتحت أي بند يحق لدولة احتلال محاكمة مواطنين من دولة جارة..؟!
عملية نقل المواطنين السوريين إلى الأراضي التركيّة هي اختطافٌ غير قانونيّ لهم، وأنقرة لا تكتفي بذلك، بل تحاكمهم بتهم مفبركة وفق قوانينها، منتهكةً بذلك القوانين الدوليّة، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وبخاصة المادة 49، التي تنصُّ على “حظر النقل الجبريّ الجماعيّ أو الفردي والترحيل للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال… أيّاً كانت دواعيه”. وينطبق الحظر بغضّ النظر عما إذا كان الأشخاص الخاضعون للنقل القسري أو الترحيل من المدنيين أو المحاربين.
تقرير هيومن رايتس ووتش يدين محاكمة السوريين
في 3/2/2021 أصدرت منظمة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) تقريراً مطوّلاً حول نقل المواطنين السوريين المعتقلين في منطقة سري كانيه التي هاجمتها دولة الاحتلال التركي والمرتزقة السوريون الموالون لها في 9/10/2019، وتحدث عن سوء المعاملة والتهم المفبركة، وقالت “هيومن رايتس ووتش”: إنَّ التقريرَ استند إلى 4700 صفحة من الوثائق شمل حالات لـ 63 مواطناً سورياً اُعتقلوا في منطقة سري كانيه، التي بدأ الجيش عملية عسكرية فيها 9/10/2019.
جيجك كوباني أسيرة حرب
جيجك كوباني (دوزكين تمو) كانت عاملةً بالقطاعِ الصحيّ ضمن قوات سوريا الديمقراطية، وقد أسرها مرتزقة “المجد”، بعد إصابتها في 21/10/2019، خلال الهجمات التي شنّتها تركيا على سري كانية وكري سبي/ تل أبيض في 9/10/2019، وسُلّمت للسلطات التركيّة، التي نقلتها إلى أراضيها. وفي 23/3/2021 أصدرت محكمة الجزاء الخامسة بمدينة رها قراراً بالسجن المؤبد بحقها بتهمة “التهديد بتقسيم الأراضي التركيّة ووحدة أراضيها”.
يُذكر أن أولى جلسات محاكمة المقاتلة جيجك كوباني جرت في 2/6/2020. وشهدت الجلسة سجالاً، وسعت خلالها الاستخبارات التركيّة لاستصدار حكم بالسجنِ المؤبد عليها، فيما أكّد محامو الدفاع عدم توفر أدلةٍ تثبتُ اعتداءَ موكلته على الأمن القوميّ التركيّ لتستحقَّ هذه العقوبة. وبالنتيجة تم تأجيل المحاكمة إلى 28/7/2020. وبالواقع لا يتضمن ملفُ جيجك أيّ معلوماتٍ حول إصابتها أو الجهة التي أسرتها، كما ولا يُذكر فيها اسم الجهة التي اعتقلتها.
قانونيّاً تعتبر جيجك أسيرةَ حرب ولا يجوز محاكمتها وفق قوانين دولةٍ معاديةٍ، وتوصفُ حالتها بالاعتقال غير قانونيّ، ولو صحّ أنّ قامت بعملٍ غير قانونيّ فإنّها يجب أن تُحاكم على الأراضي السورية وفقاً لمبدأ “الاختصاص المكانيّ” المتعارف عليه دوليّاً.
وكانت جيجك كوباني (دوزكين تمو) قد أُسرت في 21/10/2019 وكانت مصابة بطلق ناري في رجلها، خلال معاركَ بقرية مشرافة بريفِ ناحيةِ عين عيسى. وفي26/10/2019 نقل موقع RT أنَّ الإعلامَ التركيّ نشر صورة جديدةً لجيجك كوباني معلناً أنّها تتلقى العلاج في مشفى تركيّ، دون ذكر اسمه.