الطبقة/ عبد المجيد بدر ـ أوضح الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية “محمود المسلط”، أن نجاح العملية السياسية في سوريا، يكمن في الحوار السوري – السوري، ملبياً تطلعات الشعب، بعيداً عن التدخلات الخارجية، مؤكداً لا سلام في المنطقة والمجازر مستمرة.
في ظل السعي لبناء سوريا جديدة، بعيدة عن الديكتاتورية السابقة، تسير العملية السياسة ببطء شديد، مقارنة مع السرعة المطلوبة لإعمار سوريا، وتعافيها من مأساتها على مدار أكثر من عقد، وتشكل التدخلات الخارجية والإقليمية على حد سواء عاملاً أساسياً تعيق الخطوات والإجراءات لإصلاح سوريا، وتعد دولة الاحتلال التركي أبرز الدول الإقليمية التي تتدخل في شؤونها وتتريك المناطق التي احتلتها، فتستمر بفرض وجودها في شؤون البلد، إلى جانب كل ذلك؛ فإن السياسة الممارسة اليوم من سلطة دمشق، تعد ثاني عامل يعرقل مسار الحل في سوريا، حيث المجازر المرتكبة بحق العلويين في الساحل والدروز، ناهيك عن السياسة الممارسة بحق المرأة السورية.
في حين جاءت الاتفاقية التي وقعت بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ورئيس سلطة دمشق، فسحة أمل لدى الشعوب السورية، في ضمان حقوقهم، والبدء بحوار سياسي شامل، والتأكيد على أن الحوار السوري ـ السوري يضمن بناء سوريا ديمقراطية لا مركزية، إلا أن دولة الاحتلال التركي، لم يرق لها ما يحصل من تقاربات بين السوريين، فزادت تدخلاتها لعرقلة هذا المسار، ومحاولة إخفاقه.
رفض التدخلات الخارجية وأهمية الحوار الوطني
ضمن سياق المحاور التي ذكرناها آنفاً تحدث الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية “محمود المسلط” لصحيفتنا “روناهي”، موضحاً أسباب عرقلة العملية السياسية، وأشار إلى الحلول الرامية إلى تداوي الجراح السورية، وتعافيها.
وفي بداية حديثه لفت الانتباه إلى رؤية مجلس سوريا الديمقراطية، للحل في سوريا: “نحن في مجلس سوريا الديمقراطية نؤمن أن السوريين هم من يجب أن يقرروا مصيرهم. والحلول السياسية يجب أن تنبع من الداخل السوري وتتناسب مع تطلعات الشعب السوري، بعيدًا عن أي ضغوط خارجية”.
المسلط شدد على رفض مجلس سوريا الديمقراطية أي محاولات من القوى الإقليمية لفرض حلول لا تعكس واقع الشعب السوري، وأضاف: “الحوار هو الطريق الوحيد لتحقيق التسوية السياسية. نحن لا نريد حلولًا مفروضة من الخارج. الحلول السياسية يجب أن تتوافق مع تطلعات الشعب السوري، وأن تتم بتفاهمات حقيقية بين الأطراف كافة”.
المجازر في الساحل السوري عائق أمام الحل السياسي
تستمر المجموعات المسلحة التابعة لسلطة دمشق، باتباع سياسة الإقصاء والتطهير العرقي في سوريا، ما يزيد صعوبة التوصل إلى تسوية سياسة شاملة، وتزيد من التعقيدات في التفاهمات بين السوريين، وعلق المسلط على ذلك: “ما يجري في الساحل السوري، من مجازر واعتداءات، يعرقل فرص أي تقدم نحو حل سياسي. كيف يمكن للسلام أن يتحقق إذا كانت هناك مجموعات مسلحة ما زالت ترتكب مجازر بحق المدنيين، ومن غير الممكن تجاهل تلك الممارسات”.
التدخلات التركية وتأثيرها على العملية السياسية
لازالت دولة الاحتلال التركي، داعماً أساسياً للمجموعات المسلحة والمرتزقة في المنطقة هادفة بذلك إلى إبقاء سوريا دون استقرار أمني، عدا مساعيها للضغط على سلطة دمشق والتحكم بمسار إدارتها للمنطقة بما يتعارض مع جهود السلام، ما يزيد التوترات الداخلية، وبالتالي صعوبة الوصول إلى الحل، وفي ذلك يؤكد الرئيس المشترك لمسد: “تركيا مستمرة في دعم هذه المجموعات لزعزعة الاستقرار في سوريا؛ ما يعطل أي جهود سياسية حقيقية”.
التزام السوريين بالحوار هو مفتاح الحل السياسي
وفي ختام تصريحاته، أكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية “محمود المسلط” على ضرورة العمل من الداخل السوري لتحقيق التوافقات التي تضمن وحدة سوريا واستقرارها: “العملية السياسية في سوريا لن تكون ناجحة إلا إذا التزم الجميع بمبادئ الحوار والاحترام المتبادل، والسوريون هم الذين وحدهم يجب أن يقرروا مصيرهم دون تدخلات خارجية”.