روناهي/ تل حميس ـ تعيش منطقة جنوبي مدينة تل حميس أزمة اقتصادية خانقة نتيجة الجفاف المستمر، ما أدى إلى رحيل وهجرة العديد من السكان بحثًا عن فرص عمل أفضل، حيث تعتمد هذه المنطقة بشكل رئيسي على الزراعة وتربية الحيوانات.
ومع استمرار الجفاف، تدهورت الأوضاع المعيشية لسكان الريف الجنوبي لمدينة تل حميس بشكل ملحوظ، حيث اضطر الكثيرون منهم إلى الهجرة بحثًا عن لقمة العيش، فهذه الظاهرة تهدد النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة، ما يستدعي التدخل العاجل من الجهات المعنية لتوفير مشاريع تنموية تسهم في تحسين واقعهم، وبقائهم في مناطقهم.
واقع الريف الجنوبي لمدينة تل حميس
وفي الصدد، التقت صحيفتنا “روناهي” أهالي الريف الجنوبي لمدينة تل حميس، المواطن “حسين اليوسف” والذي يقطن في قرية “المليحية” حيث حدثنا عن واقع الريف الجنوبي في مدينة تل حميس بعد الجفاف: “أثر الجفاف وقلة الأمطار على قرى جنوبي مدينة تل حميس بشكل كبير، حيث فقدت أراضيهم خصوبتها، ما أدى إلى تراجع الإنتاج الزراعي بشكل حاد”.
وتابع: “فلم يعد بالإمكان الاعتماد على المحاصيل الزراعية لتأمين احتياجات الأسر اليومية، كما أصبحت الثروة الحيوانية تعاني من تدني الأسعار، بسبب انتشار الأمراض وارتفاع أسعار الأعلاف، ما زاد حدة الفقر والمعاناة”.
وأضاف: “لذلك يشعر السكان بالإحباط ويفقدون الأمل في مستقبل زراعي مستدام، ما يدفعهم للهجرة نحو المدن بحثاَ عن فرص عمل أفضل”.
وزاد اليوسف: ” مدينة قامشلو وديرك ودرعا من الوجهات الرئيسية للمهاجرين، حيث توفر هذه المدن فرص عمل في قطاعات مختلفة كالتجارة والخدمات والصناعة، ما يجذب العديد من العائلات والشباب”.
أبرز التحديات التي تعيق هجرة السكان
وهناك تحديات عديدة تعيق هجرة سكان الريف إلى المدن، وأبرزها الكثافة السكانية التي تؤدي إلى ضغط على الخدمات الأساسية مثل “السكن، والماء، والكهرباء، والتكاليف المالية”، حيث أن تكاليف الانتقال والعيش في المدينة مرتفعة يفوق قدرة العوائل، ما يزيد الضغوطات المالية على الأسر المهاجرة، إضافةً إلى الضغوطات النفسية نتيجة للتغيرات السريعة في نمط الحياة، وفقدان الروابط الاجتماعية.
ويرى أهالي قرية “المليحية”، أن الحل يكمن في إنشاء مشاريع تنموية تدعم الاقتصاد المحلي، فمثل هذه المشاريع، سواء كانت زراعية أو صناعية، يمكن أن تساهم في توفير فرص عمل للسكان، وبالتالي تمنعهم من التفكير في الرحيل أو الهجرة.
كما إن غياب الدعم اللازم من الجهات المعنية، ساهم في تفاقم الأزمة، فيجب أن تكون هناك خطط واضحة لإنشاء معامل لتشغيل الشباب، وتوفير الدعم الزراعي الذي يعيد للمنطقة حيويتها، فإن استثمار الموارد المتاحة بشكل صحيح يمكن أن يحدث تغييرًا جذريًا في حياة السكان.
وفي الختام أكد المواطن “حسين اليوسف”، على أن الريف الجنوبي لمدينة تل حميس بحاجة ماسة إلى مشاريع تنموية فعالة تكون بمثابة مصادر دخل ثابتة لأهلها: “يجب أن نعمل جميعًا على توفير الدعم اللازم لبناء مستقبل أفضل، يضمن لأهل المنطقة العيش الكريم ويمنعهم من الهجرة الداخلية والخارجية”، مضيفاً: “فإننا نعيش في زمن يتطلب منا التحرك السريع والجاد لضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ولنعيد لمنطقتنا حيويتها، لجعلها مكاناً يستحق العيش فيه”.
