أكاديمية عكيد جيلو.. إحدى أعمدة اللغة الكردية

تقرير/ عادل عزيز –

روناهي/ قامشلو- تعتبر أكاديمية الشهيد عكيد جيلو للاختصاصات الكردية في مدينة قامشلو مركزاً لتأهيل وإعداد الكوادر التعليمية وتدريبهم على طرائق التدريس ومضمون مناهج الإدارة الذاتية بهدف تنمية قدرات المعلمين حول أساليب التعليم الحديثة

تقدم هذه الأكاديمية فرص تدريب عالية الجودة للعشرات من كوادر العملية التعليمية شهرياً، بهدف تعزيز مهاراتهم الحالية ودفعهم نحو الحِرَفية في شتى الاختصاصات، وتعد الأكاديمية برنامجاً تدريبياً متكاملاً على مدار السنة، يوفر مضامين تدريبية حديثة، تعكس مواكبتها لتسارع وتيرة العملية التربوية وتطوير محتواه.

كوادر تدريسية مختصة

وبهذا الخصوص كان لنا لقاء مع الإدارية في أكاديمية الشهيد عكيد جيلو للاختصاصات الكردية “شيلان محمد” حيث أوضحت في بداية حديثها بأن أكاديمية عيد جيلو افتتحت في السابع نيسان من عام 2019، بهدف رفع المستوى التقني والتعليمي للمعلمين والمعلمات في الاختصاصات الأدبية والعلمية باللغة الكردية، نظراً لحاجة مدارس الإدارة الذاتية لتهيئة كوادر تدريسية مختصة.

وعن آلية تنظيم البرامج في هذه الأكاديمية تقول الإدارية شيلان محمد أن الاكاديمية تعتمد على نظام الدورات التدريبية المكثفة نظراً لضيق الوقت، كون غالبية الدورات تفتتح في فصل الصيف بعد انتهاء الدوام المدرسي، وخلال فصل الصيف، خضع عشرات معلمي المراحل الابتدائية والإعدادية لدورات تخصصية في أكاديمية الشهيد عكيد جيلو.

وتُشير شيلان إلى أن النظام المتبع في الدورات التخصصية بالقول “البداية كانت بتشكيل خمس مجموعات للقسم الابتدائي والإعدادي، وتدريبهم على آلية إعطاء المناهج كلّ في اختصاصه”، وتعتمد الأكاديمية على فصل الاختصاصات بهدف زيادة معرفة المعلم بالمناهج المقررة في مدارس الإدارة الذاتية بهدف رفع المستوى التعليمي في كافة المدارس على حد سواء”.

ويبدأ يوم المعلمين الخاضعين للتدريب المغلق والمستمر لشهرٍ كامل، بدروس صباحية من الساعة الثامنة إلى الواحدة ظهراً، يليها فترة مسائية تختص بتعليم طرق التدريس وكيفية التقيد بالدروس وهنا أيضاً يقسم المعلمين بحسب الفئة العمرية التي يدرّسونها (ابتدائي – إعدادي).

ويستكمل هذا التدريب المغلق، باجتماع عام لأستاذة اللغة الكردية من كافة المناطق، مرة واحدة كل شهر في الأكاديمية بهدف التدريب، والتعرف على مشاكلهم وإطلاع المدرسين على مستجدات الوضع التعليمي.

تعليم الطرق وأساليب الإعطاء

وتختم الدورة التدريبية المغلقة، بتقديم كل متدرب مشروعاً عن موضوع معين يقوم باختياره هو، ويعتبر هذا بمثابة مشروع تخرج له، وتنوه شيلان إلى دور المدرسين المشرفين على الدورة التدريبية في تعريف المتدربين على طريقة البحث وأساليب إتمام المشروع قبل يومين من بدء المتدربين باختيار مشاريعهم، وتتابع القول “كما يجب عليهم التجهيز للمشروع قبل قضاء الدورة بأسبوع وتسليمه إلى الإدارة العلمية للأكاديمية، ويتم مناقشة النواقص والمشكلات والإيجابيات لكل مشروع”.

يعتبر مشروع التخرج هذا مهماً بالنسبة لإداريي الأكاديمية، وتُشير شيلان إلى المستوى المرموق الذي تحظى بهد هذه الأكاديمية في المجال التعليمي، وبالتالي يتوجب على المتخرج منه أن يكون لديه كم هائل من المعلومات وثقافة عامة.

الإخضاع للتدريب بشكل أوسع

الغالبية العظمى من الهيئة التدريسية لهذه الأكاديمية من ذوي الخبرات والشهادات الأكاديمية، لذا تركز الإدارة العلمية أن يكون المتدربون أيضاً قادرين للوصل إلى مراحل متطورة في هذا المجال، وإلى هذا الأمر تُشير شيلان أن الهيئة التدريسية للأكاديمية مختصين وفق الأقسام التي تحتويها الأكاديمية.

وهنا تؤكد شيلان على ضرورة التحاق كافة العاملين في سلك التدريس والتعليم ضمن الإدارة الذاتية بهذه الأكاديمية لأن نسبة 60 إلى 65% من المعلومات التي تعطى في الأكاديمية جديدة على المتدربين، وتتضمن دروس الأكاديمية الاختصاصات التالية: “رياضيات، علوم، فيزياء، كيمياء، الأدب، اللغة، والتاريخ”.

افتتاح قسم جديد

مؤخراً افتتحت الأكاديمية قسماً خاصاً باستراتيجيات التدريب والبحث العلمي ويشرف عليها مجموعة مؤلفة من 20 إلى 25 أكاديمياً مختصاً، ومن صلب مهامها الإشراف على البحث واستراتيجية التدريب بهدف دفع العملية التعليمية نحو المزيد من التقدم في المدارس وانعكاسها على المجتمع.

كما يعمل هذا القسم على تحليل مشاكل ونواقص العملية التعليمية الحالية والبحث عن البدائل، إضافة لمعرفة نقاط الضعف في النظام التدريبي للأكاديمية وكذلك النظام التعليمي في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، وستعمل اللجنة على إصدار الحلول والعمل بها وفق ما أفادت به شيلان.

نظام الأون اللاين

في الوقت الراهن حيث بات انتشار فيروس كورونا واسعاً في شمال وشرق سوريا، وتعليق دوام المدارس والجامعات، اعتمدت الأكاديمية نظام التعليم عن بعد “أون لاين” للطلبة بكافة المستويات.

وتطرقت الإدارية شيلان محمد إلى نشاطهم الذي بدأ قبل شهرين بالقول “قمنا بعملية تصوير دروس لكافة المستويات بدأً من الصف الأول وصولاً للثالث الثانوي لنشره عبر نظام الـ “أون لاين” على قناة اليوتيوب الخاصة بالأكاديمية، إضافة لإمكانية نشر المحاضرات على القنوات التلفزيونية، منها قناة “روناهي” بعد الانتهاء من التصوير، وذلك لعدم انقطاع الأطفال عن العملية التدريسية.

وبدء هذا العمل قبل شهرين من الآن وفق تأكيدات شيلان “يأتي كل معلم ومعلمة لإعطاء الدرس في غرفة مخصصة له، ويتم تصوير ومونتاج كافة الدروس بعد الانتهاء من الدرس ليتم نشرها بعد انتهاء تصوير دروس المنهاج كاملاً”.

دعت الإدارية لأكاديمية الشهيد عكيد جيلو للاختصاصات الكردية “شيلان محمد” في ختام حديثها كافة الأساتذة لعدم الابتعاد عن التدريب، فالمعلم له دور عظيم في بناء المجتمعات وهو صانع الأجيال.