البيت الإيزيدي يُرجح وجود مختطفات من شنكال في دول عربية

تقرير/ محمد محمود-

أوضح إداريون من البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، أنهم توصلوا لمعلومات تفيد بوجود بعض المختطفات الإيزيدات في بعض الدول العربية نتيجة عمليات البيع التي اتبعها مرتزقة داعش، ولم يكشف الإداري عن تفاصيل أكثر أو أسماء هذه الدول مكتفياً بالقول “عملية تقفي أثر الإيزيدات ما زال مستمراً وبالتعاون مع أكثر من جهة”.

الرئيس المشترك للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة فاروق توزو تطرق خلال لقاء مع صحيفتنا إلى ما عانه المجتمع الإيزيدي من مأساة في شنكال، وأوضح أن التطهير العرقي الذي قام به مرتزقة داعش لم ينتهِ بعد، وتابع “الإبادة لم تتوقف عند القتل الجماعي ودفع الأطفال الصغار لتبني فكره المتطرف وسبي النساء بل وصل لمرحلة بيعهن في أسواق النخاسة التي انتعشت في عصر النت والاتصالات، وعبر هذه الأسواق ثمة اعتقاد بأن بعض النساء تم بيعهن لأشخاص خارج الجغرافية السورية، أو تم أخذهن عبر عوائل المتطرفين نحو تركيا ودول أخرى”.

رغم متابعة اللجنة المكلفة بتقصي وضع المختطفات الإيزيديات عملها في سوريا والعراق، إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى معلومات مؤكدة لتقفي أثر كافة المختطفات إلى اليوم، ووجود المختطفات ضمن الجغرافية السورية وخارجها أمر مؤكد بحسب توزو، نتيجة الحرب المستمرة، ومضي تجار الحروب وأصحاب الفكر المتطرف للنيل من المجتمع الإيزيدي عبر زرع جرح الفراق في جميع عوائل شنكال، وترويج فكرة أن أطفال الإيزيدين المختطفين وكذلك النساء غير مرحب بهم في المجتمع الإيزيدي مجدداً، والذي وصفه بمحاولة “تدمير البيت الإيزيدي”.

أكثر من 320 امرأة وطفل حُرروا

وتطرق توزو في نفس السياق قائلاً “بعد تحرير الباغوز، المعقل الأخير لداعش الإرهابي بدأ عمل لجنة البحث عن المخطوفين في البيت الإيزيدي بشكل أكبر نتيجة ظهور معلومات مؤكدة عن أعداد من النساء والأطفال، حيث تلقينا المساعدة من قوات سوريا الديمقراطية، التي وفرت علينا جهداً في البحث عن المخطوفين من خلال تسهيل المرور وإعطاء المعلومات الكفيلة بتحقيق الهدف وهو تحرير المخطوفات وأطفالهن”.

فاق عدد الإيزديين المحررين من مناطق المعارك، بعد إعلان القضاء على مرتزقة داعش، مئة امرأة وطفل، وتم استلامهم على شكل مجموعات أحياناً وأحياناً فرادى، وتشرف لجنة متابعة شؤون المختطفين على تسليم المحررين لعوائلهم بعد تقصي أماكن تواجدهم بالتعاون مع البيت الإيزيدي والمجلس المدني في شنكال.

وكان لإدخال عوائل مرتزقة داعش إلى مخيم الهول أثر جيد لتقفي أثر باقي المختطفات، حيث توصلت اللجنة إلى معلومات بوجود بعض النساء مع أطفالهن ضمن المخيم، ذلك بالتعاون مع القوى الأمنية العاملة ضمن المخيم، لتتمكن اللجنة من تحرير واستلام أكثر من 290 امرأة وطفل من المخيم، وتسليمهم إلى ذويهم بالطرق القانونية وضمان حياتهم ايضاً.

وأضاف فاروق إلى حديثه “خلال الأشهر الأخيرة من هذه السنة تمكنا بالتعاون مع قوات الأسايش، وأسايش المرأة من استلام أربع نساء، ثلاثة من مخيم الهول، وواحدة من مجلس الرقة المدني، الذي بذل جهداً كبيراً في الوصول إليها وكذلك إيصالها إلى البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة”.

الهول يخفى أثرهن

وأكد توزو وجود معلومات لديهم عن وجود نساء إيزيديات في مخيم الهول برفقة أطفالهم، وقال “لا نستطيع حصر أعدادهن” وتابع “هؤلاء النساء تعرضن للتضليل الإعلامي لزرع الخوف في نفوسهن، بشتى الوسائل لقطع تواصلهن عن مجتمعهن”.

وقال تورز أن ما تمارسه زوجات مرتزقة داعش في مخيم الهول للإبقاء على الفكر المتطرف لدى القاطنين في المخيم يؤثر على النساء المختطفات الباقيات هناك ووصفهن بالضحية لما تفعله زوجات المرتزقة من زرع الخوف في نفوسهن من الانتقام أو سلبهن أطفالهن بالإكراه في حال الرغبة بالخروج والكشف عن هويتهن لإدارة المخيم.

وأوضح فاروق توزو أن جميع المختطفات على قناعة بأنهن مرفوضات من مجتمعهن، وقد يتعرضن للقتل نتيجة الفكر الذي زرعته متطرفات داعش في نفوسهن، وتابع “إلا أننا تمكنا من إيصال فكرة مغايرة للنساء الإيزيديات، ليتأكدن من كذب الدعاية الداعشية وأنهن مرحبات بهن في مجتمعهم معززات مكرمات على عكس ما روج، بأن المجتمع الإيزيدي يرفض المرأة التي أجبرت على الزواج من المجرمين”.

ووفق البيت الإيزيدي لم يسجل إلى اليوم، حادثة رفض استقبال العائلات لبناتهم المحررات، أو حدوث حالات تُشير إلى العنف أو الرفض للنساء المحررات أو الأطفال.

في نهاية الحديث شدد فاروق توزو على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بتقديم يد العون لهم للوصول إلى كل المخطوفات داخل الجغرافية السورية وخارجها وعلى وجه الخصوص داخل الأراضي التركية كونها الداعم الرئيسي للتطرف في العالم.

ويذكر أن مرتزقة داعش شنوا في الثالث من آب 2014 حرب إبادة على شنكال التي يتبنى قاطنوها الكرد الديانة الإيزيدية، وتعرض الأهالي هناك لشتى الانتهاكات من خطف وقتل وسبي النساء على أولئك المرتزقة.