No Result
View All Result
المشاهدات 0
الكاتب/ عبد الكريم ساروخان-
في هذه المرحلة الحساسة التي وصلنا إليها ونحن نحمل على كاهلنا مشروعاً مقدساً يتكاتف فيه الجميع لعبور المرحلة, لم نكن نتوقع من قيادة حزب الديمقراطي الكردستاني سوى الدعوة إلى تمتين اللحمة الوطنية والحوار بين الأشقاء والإسراع في عقد مؤتمر وطني كردستاني، وإبعاد شبح الاقتتال الأخوي بين الشعب الكردستاني، ولكن للأسف يبدو من التصريحات الأخيرة للبرزاني بأنه يبرر للاقتتال الكردي – الكردي، وتنفيذ ما لم يستطع الجيش التركي تنفيذه عبر هجمات عسكرية على حفتانين وكاري ومتينا، بالإضافة لفشل مخططاتهم على روج آفا، سيقوم بتنفيذهِ الأشقاء من الحزب الديمقراطي الكردستاني وبحجج واهية.
تروج تركيا دوماً بأن تواجد وحدات حماية الشعب الـ ypg في روج آفا يهدد الأمن القومي التركي، واليوم يدّعي البرزاني بأن تواجد الكريلا وحزب العمال الكردستاني يهددان أمن إقليم كردستان, ولكسب عطف أهالي القرى قام بالترويج لإعادة إعمار القرى المدمرة لشرعنة الهجوم ولتأليب الشعب على العمال الكردستاني وكأن لتركيا الحق في ضرب قرى إقليم كردستان ومحاربة تركيا لهم هو حق مشروع.
النقطة الأخرى, فإن تواجد القواعد العسكرية التركية في الإقليم هو (شرعي) في نظر قيادة الإقليم، ولكن تواجد الأخ الشقيق الذي لبى نداء برزاني لحماية الإقليم (غير شرعي)!!!.
يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، سبق وأن استنجدت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بقوات صدام حسين لمقاتلة الاتحاد الوطني الكردستاني ولإخراجهم من مدينة هولير، وها هو اليوم يستنجد بالجيش التركي ضد العمال الكردستاني الذي دافع عن الإقليم ويدعو دوماً إلى الحوار ويرفض الاقتتال.
إننا هنا في روج آفا, نتقرب من الطرفين بنفس المسافة ولكننا ضد اقتتال الإخوة، فهم أشقاؤنا، والضحية سيقدمها أبناء شعبنا، سواءً من الكريلا أو من البيشمركة، وبالنتيجة شعبنا هو من يدفع الثمن، والبرزاني الدور الأساسي في إنهاء هذا المخطط وله دور أساسي في إيقاف فتيل هذه الحرب التي لن تجلب الفائدة للإقليم وستكون السبب في تدهور الوضع الكردي العام.
كان الأحرى بالبرزاني أن يكون خطابه أكثر ايجابيةً، وكان يجب أن يندد بالتدخل التركي ويدعو إلى التآخي والوحدة الكردية والمؤتمر الوطني، فحماية الإقليم لا تمر عبر الاقتتال مع حزب العمال الكردستاني، بل عبر التنديد بالاحتلال التركي والدعوة لمواجهة النظام التركي وكل التيارات المتطرفة التي تدعم الاحتلال داخل الإقليم.
ما زلنا نتأمل دوراً أكثر إيجابية من البرزاني، في إنهاء الأزمة، وهو بإمكانه لعب ذلك الدور، الذي سيخدم الشعب الكردي عامةً، فأي اقتتال بين الإخوة تعيدنا جميعاً إلى الوراء، وتشكل ضرراً لكل المنجزات والمكتسبات التي تحققت بفضل دماء الآلاف من الشهداء في الإقليم وروج آفا وكل أجزاء كردستان الأخرى.
No Result
View All Result