سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الموسم الثالث للزيتون في ظلِّ الاحتلال… “حاميها حراميها”

تقرير/ صلاح إيبو –

الشجرة المباركة التي توسمت بالخير على مرِّ التاريخ في عفرين الكردية، باتت اليوم تعاني من اللصوصية وفقدان قدسيتها التي تغنت بها الكتب السماوية، فتحت اسم الدين والغنيمة يُسرق موسمها أمام أعين أصحابها الذين بات لا حول لهم ولا قوة، العام الثالث من الاحتلال التركي لعفرين لا يختلف عن ما سبقه، النهب والسرقة وانتهاج أساليب جديدة للتحايل على الملّاكين الأصليين ربما هي الجديدة هذا العام، ووصل الحال بالمرتزقة للتهديد بدفن أصحاب الأرض تحت شجرة الزيتون المباركة إن لم يتخلوا عنها، فأي الشرائع السماوية تشرع هذا الفعل؟!
“نُخرِج رزقنا من فم الذئب” هذا المثل الشعبي الدارج في منطقة عفرين، بات يتردد اليوم كثيراً كناية عن صراع دائر بين أهالي عفرين الباقين هناك والمُحتلين من الفصائل والمستوطنين، سلوى ذات ال 53 عاماً المنحدرة من ناحية شيراوا تقول “أننا نضطر لجني محصولنا قبل نضجه عسى أن نحصل على جزء منه سواء كان الزيتون الأخضر أو الزيت” لكن رغم هذا يتعرض العفريني للسرقة والنهب.
هذا هو الموسم الثالث للزيتون يمر على أهالي عفرين المحتلة، ولا تختلف ممارسات الفصائل المرتزقة عن السنوات السابقة، سرقة المحصول ليلاً ونهاراً عبر قطاعان من المستوطنين، فرض الإتاوات، الضرائب ومصادرة المحصول، مازالت هي سيدة الموقف في غالبية قرى وبلدات المقاطعة التي لم ينعم أهلها بالأمان منذ 18 آذار 2018 يوم احتلالها من قبل تركيا.
“حاميها حراميها”!!
كانت المجالس المحلية التابعة لسلطات الاحتلال التركي أصدرت العام المنصرم أوامر تمنع بموجبها أصحاب كروم الزيتون والأراضي الزراعية من استثمارها إلا بعد جلب الموافقة من المجلس وإثبات ملكية الأرض أو الحصول على وكالة من صاحبها الأساسي.
وهذا العام يستمر الأمر بالمنوال ذاته، لكن رغم دفع غالبية العفرينيين مبالغ لما يسمى بمكتب الاقتصاد للحصول على رخصة جني المحصول، لا تعترف الفصائل المرتزقة لتركيا بتلك القوانين الصادرة عن مجالس الاحتلال، وفرضت تلك الفصائل مبالغ مالية تراوحت بين 45 سنت أمريكي- 4 دولار (1000 – 4500 ليرة سورية) عن كل شجرة زيتون للسماح لصاحب الرزق بجني محصوله.
 “محمد” اسم مستعار لفلاح في ناحية راجو يبدي استيائه من هذه الانتهاكات غير القانونية “لا يوجد أمان، السرقات والخطف هي الأساس هنا، يفرضون علينا دفع المال فقط للسماح لنا بجني محصولنا وبحجة توفير الأمان” ويتابع محمد مستهزئاً “لكن في حالتنا نحن؛ حاميها حرميها”.
ويشير محمد إلى أن الفصائل المرتزقة تتصرف بشكلٍ كيفي في كل منطقة، ويورد مثال اختلاف فرض الإتاوات بين قريتهم التابعة لراجو والتي تفوق أضعاف عن إتاوات مماثلة فرضها فصيل أخر في قرية تابعة لناحية شيراوا أو شرا، ويرجع محمد السبب إلى سياسة تركية تهدف لنشر الفقر بين الأهالي وسلب ما يمكن سلبه.
قطعان من اللصوص تنهب المحصول ليلاً
لم تكتفِ الفصائل المرتزقة بفرض الإتاوات فحسب، بل تعمد في بعض المناطق على سرقة المحصول، إذ وثق النشطاء والمنظمات الحقوقية، قيام مجموعة مسلحة تابعة لفصيل السلطان مراد التابع للاحتلال التركي التي يتزعمها المدعو “أبو علي” بجني محصول الزيتون للمواطنين الكرد المهجرين قسراً في قرية دير صوان التابعة لناحية شرا بحجة ان أصحاب بساتين الزيتون كانوا يتعاملون مع الإدارة الذاتية، ويتم الجني من قبل مجموعات كبيرة حيث يصل أعدادهم للـ200 شخص من المستوطنين، والسرقات من هذا النوع تحدث ليلاً في غالب الأحيان.
“محمد سيدو” يتواجد اليوم في إحدى مشافي تركيا نتيجة إصابته بنزيف في الدماغ، والسبب توجيه مرتزقة من فصيل النخبة كلمات نابية له، بعد اعتراضه واستفساره عن سبب جني مرتزقة النخبة لمحصوله من الزيتون، والضرب المبرح الذي تعرّض له إذ أقدم مرتزقة النخبة على سرقة محصول الزيتون العائد للمدنيين الذين تم تهجيرهم إضافة لأشجار محمد سيدو المنحدر من قرية شيخوتكا.
وبحسب الأرقام الموثقة للسرقات، تجاوز الكروم التي تعرضت للسرقة المباشر من قبل الفصائل الـ350 كرم ولا يمكن تحديد عدد الأشجار أو كمية المحصول المنهوب لصعوبة الحصول على المعلومات الموثوقة، إذ تم توثيق أسماء أصحاب بعض الكروم والذين تجاوز عدد أشجارهم الألف شجرة.
“العمشات” لها قوانينها الخاصة
وأكثر الفصائل الموغلة في السرقة هم العمشات التي فرضت ضرائب تجاوزت الـ8000 ليرة سورية لكل شجرة زيتون، إضافة إلى 15% من إنتاج الزيتون هذا بالنسبة لأشجار المهجّرين أما للمقيمين فعليهم دفع 15% من إنتاج الزيتون مقابل جنيه.
وتأتي في المرتبة الثانية مرتزقة السلطان مراد والحمزات، الذين يسيطرون على القرى والبلدات القريبة من عفرين وفي جندريسه أيضاً وبلبلة، في حين تأخذ بعض الفصائل مبالغ رمزية فقط ومن ضمنها أحرار الشام التي تعتمد على خطف المواطنين أكثر من السرقة وربما يعود ذلك لخلفيات دينية، إذ يعتبر فصيل أحرار الشام وفيلق الشام من الفصائل المتشددة القريبة من فكر النصرة، ويغلب الطابع اللصوصي على غالبية الفصائل المرتزقة الباقية.
التهديد بالقتل تحت شجرة الزيتون
وفي حادثة أخرى نقل موقع عفرين بوست أن مرتزقة “السلطان مراد” أقدموا على طرد امرأة مسنة عربية من عشيرة العميرات من حقل الزيتون الذي تملكه في قرية تلف بريف جنديرس، ومنعوها من جني موسم الزيتون، رغم أنها أحضرت معها وثيقة رسمية تثبت ملكيتها لحقل الزيتون.
ويُشير الموقع إلى اعترض ثلاثة مسلحين من ميليشيا السلطان مراد طريق المُسنة “أم محمود غزال ٧٠ عاماً” فيما كانت تتفقد حقل الزيتون الذي تملكه، ودفعها أحد المسلحين وأوقعها على الأرض، وهددوها: “إذا بترجعي لهون مرة تانية رح ندفنك هون، وأنتِ رح تختاري الشجرة يلي رح ندفنك تحتها”. وفي نبرة تهديد أشد قالوا للمسنة “إذا أولادك زلم خلي هنن يجو”.
“الضمان الإجباري” نوع من التحايل على الشرائع الدينية
ويتفنن المرتزقة في ابتداع أشكال أخرى للسرقة، فالضمان الإجباري هو نوع أخر من السرقات الموصوفة للمرتزقة، إذ تفرض على صاحب الأرض ضمان محصوله مقابل مبلغ مالي زهيد، وسبق أن فرض مرتزقة السلطان مراد وفيلق الشام هذا الأسلوب على الأهالي تحت طائلة الاتهام بالعلاقة مع الإدارة الذاتية، مقابل مبالغ لا تغطي مصاريف الخدمة من فلاحة وكساحة.
وتلجأ بعض الفصائل لهذا الشكل من السرقة، بحجة أن الضمان يدخل ضمن عمليات الاستثمار التي يأخذ المالك مالاً مقابل رزقه، ولكنه يحدث بالإكراه ناهيك عن الحكم الشرعي الذي يحرم الضمان على اعتباره أحد أشكال الربا.
عملياً فإن نسبة ما يحصل عليه الفلاح مالك الأرض، من موسم الزيتون، لا تتجاوز 40%، وهي لا تغطي نفقات الموسم، أما نسبة الضياع فهي موزعة كما يلي (سرقة ثمار الزيتون، أتاوى المجالس المحلية والمليشيات والحواجز المسلحة، مصادرات الزيتون والزيت، استيلاء على حقول الزيتون، الهدر).
السرقة تتم وفق توجيهات تركيّة بحتة
وكشف أحد المسؤولين الأتراك عام 2018 عن نيتهم في الاستيلاء على مواسم الزيتون في عفرين والاستفادة منها في تمويل الجيش الوطني والأفرع الأمنية التي شكلتها سلطة الاحتلال في عفرين، وتم توثيق كلام المسؤول التركي عبر شبكات إعلام وصحف عالمية، كما وصل الزيت العفريني إلى إسبانيا وبعض الدول الأوربية، وقُدِّر إجمالي قيمة السرقات من موسم الزيتون في 2018 بحوالي 108 مليون دولار أمريكي.
وتأتي المرحلة اللاحقة للسرقة، في التحكم بأسعار الشراء والبيع من قبل تجار مرتبطين بالفصائل المسلحة والاحتلال التركي، إذ لا يتجاوز سعر صفيحة الزيت اليوم الـ20 دولار وهو سعر زهيد مقابل الأسعار العالمية للزيت، ويُمنع تصديره من قبل الفلاح ذاته أيضاً.
8500 شجرة اُقتُلِعت بعد سرقة محصولها
مع قرب فصل الشتاء، يعاود المرتزقة على قطع أشجار الزيتون، تم توثيق اقتلاع أكثر من 8500 شجرة زيتون في أماكن متفرقة من عفرين خلال شهري أيلول وتشرين الأول، وتعود ملكية غالبية الأشجار المقتلعة للمهجرين الكرد المتواجدين في الشهباء.
كما أقدم جيش الاحتلال التركي على اقتلاع قرابة 800 شجرة في قرية كاخرة، بهدف توسيع قاعدتها العسكرية هناك، كما يُمنع الأهالي من حراثة أرضهم ورعايتها في محيد القاعدة العسكرية.
وفي قرية مروانية تحتاني التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد، أقدم فصيل لواء سعد بن أبي وقاص على اقتلاع (2800) شجرة زيتون، وتكرر الأمر ذاته في راجو وشرا، والعدد الأكبر من الاشجار المقتلعة بهدف الاستفادة من حطبها كان في موقع مزار “تكنه” في ناحية بلبلة من قبل مرتزقة السلطان مراد إذ اقدموا على اقتلاع قرابة 4000 شجرة، ولدى تقديم الأهالي شكوى للجانب التركي، قاموا بطردهم وتهديدهم أن قاموا برفع أي شكوى مرة أخرى.
تدهور القطاع الزراعي يُنذر بزيادة نسبة التغيّر الديمغرافي
ومع بداية الاحتلال التركي لعفرين، بات القطاع الزراعي الذي كان يشكل ركيزة أساسية في اقتصاد المنطقة هشاً اليوم، نتيجة سياسات اقتصادية مزرية للغالية تنتهجها سلطة الاحتلال، ابتداءً من ترك السوق للاستغلال والاحتكار من قبل التجار المرتبطين بالمرتزقة فيما يخص مستلزمات الإنتاج وغلاء المحروقات والتي تعتبر المادة الأساسية لأعمال الفلاحة والري، ناهيك عن تكاليف الشحن الباهظة.
ويُشير “سعيد” اسم مستعار لأحد تجار سوق الهال إلى أن الأسعار الحالية للمحاصيل الزراعية عامة سواء كان الزيتون الأخضر أو الرمان أو المانغا التي يصادف موسم إنتاجها الآن، لا تلبي تطلعات الفلاحين، إذ ما قُورن السعر بتكاليف الإنتاج، فالأسعار لا تغطي التكاليف.
ويبدي سعيد مخاوفه من تدهور القطاع الزراعي في الأعوام القادمة في حال بقاء الأسعار بهذا الشكل، ويقول “السنة على عكس السنوات السابقة باتت بعض المنتجات غير متوفرة في السوق أو قل إنتاجها نتيجة عزوف المزارعين عن زراعتها ومن ضمنها الخضار الصيفية والشتوية”، ويربط سعيد سبب عزوف المزارعين العفرينيين عنها بالسرقات التي تحدث في الأراضي، لذا يفضل المزارع التركيز على زراعة الحبوب التي يتم حصادها في وقت واحد.
فأعمال السرقة العامة التي يقوم بها المستوطنين والمرتزقة المسلحين بشكلٍ مبرمج لم تؤثر على موسم الزيتون فقط، بل تعدتها إلى القطاع الزراعي عامةٍ وكل المواسم وهو ما يؤثر عكساً على المواطن الكردي والعربي من سكان عفرين الأصليين ويدفعه للفقر وبالتالي الهجرة عن موطنه وترسيخ سياسة التغير الديمغرافي بشكلٍ أكبر في عفرين التي باتت نسبة الكرد فيها أقل من 25% بعدما كانت 90% قبل الاحتلال التركي.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle