سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أثمان حرب الاستنزاف السورية الطويلة

رستم محمود –

 لأول مرة منذ قرابة عشر سنوات، لم تتغير خرائط مناطق سيطرة القوى العسكرية السورية طوال الشهور الستة الماضية، حيث لم تشهد الوقائع السورية خلال هذه الفترة أية مواجهات عسكرية كبرى، وحافظ كل من النظام وتنظيمات المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية على مناطق هيمنتها، لكن طوال الفترة ذاتها، لم يحدث العكس أيضاً، انتهت حروب تغيير الخرائط السورية، وبقي كل شيء آخر على حاله، عالقاً ومتوتراً ومنذراً بأنه لا أفق لشيء.
أي أن المعادلة السورية صارت قائمة على أنه لا حروب موسعة في المستقبل المنظور، لكن مساعي جميع الأطراف لإنهاك الأنداد ستستمر بضراوة منقطعة النظير، وبذلك ليس من حلول سياسية أو ميدانية لأية تفاصيل عالقة، مهما كانت حلولاً نسبية وجزئية، فالحروب الكبرى بين السوريين ممتنعة لأن التوازن بين القوى الإقليمية والدولية لم يعد يتقبل ذلك، وليس لأن قوى الحرب السورية قد استُنزفت، أو أصبحت النخب الفاعلة مؤمنة بالحلول السلمية.
حرب الاستنزاف السورية هذه لن تكون مجرد محطة سالبة في الدوامة السورية، بل تنذر وتؤشر ملامحها الأولى بأن أمامنا مرحلة طويلة وقاسية، لا تقل ضراوة وعنفاً عن مرحلة الحرب المفتوحة التي عاشها السوريون طوال العقد الماضي، كانت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لرأس النظام آخر الآمال بأن تكون مرحلة السلام تالية لعقد الحرب، لكن مجموع التصريحات الروسية أثناء وبعد الزيارة، دلت على أن ذلك بعيد المنال، وأن السوريين سيدخلون مرحلة استنزاف طويلة الأمد.
مع هذه المرحلة الاستنزافية، سيتخلى ملايين السوريين المنفيين والمهجرين عن أية آمال بإعادة تصحيح دورة حياتهم عما قريب، فالحروب السورية التي كانت تبشر بنهايتها القريبة، كانت بالنسبة لهؤلاء مؤشراً لإمكانية مغادرتهم لأنماط حيواتهم القلقة، كأناس ومجتمعات كانوا عالقين في مرحلة استثنائية، دون أوطان، ملايين السوريين اليائسين هؤلاء مجبرون اليوم على القَبول بكامل طيف شروط البقاء المديد في بلدان الاستضافة، بالذات في دول الجوار، التي تطبق عليهم أكثر القوانين جوراً، وتتعامل الأغلبية المطلقة من مجتمعاتها مع هؤلاء السوريين بفوقية ونبذ واضحين، بينما تتحطم كل أشكال التنمية التعليمية والاقتصادية والمدنية بالنسبة لأجيال متلاحقة من هؤلاء السوريين الذين يشكلون ثلث السوريين.
نفس هذه المرحلة، ستدفع أمراء الحرب في مختلف مناطق السيطرة السورية لأن يوسعوا أعمالهم ويشرعنوا أفعالهم، وبالتالي ممارسة المزيد من العنف والسطوة بحق المجتمعات المحلية حيث يسيطرون، عبر الهيمنة على الحياة العامة ونهب المزيد من الخيرات وممارسة الأفعال دون أي قيد، فأمراء الحرب كانت تردعهم مخاوفهم بأن تكون آليات المساءلة والمحاسبة قريبة العهد، بُعيد مرحلة نهاية الحروب تماماً. لكن الوقائع على الأرض توحي بأنه لا شيء من ذلك، وأن حالات الثراء والصعود الاجتماعي التي شكلها قادة المحاور هؤلاء، ستترسخ وتتحول إلى حقائق دائمة على الأرض، وأن هؤلاء القادة العسكريين المنحدرين من أكثر الأوساط السورية بؤساً وتخلفاً ومحافظة وحرماناً، سيكونون القوة “النخبوية” الأكثر تأثيراً على مستقبل سوريا.
حكم أمراء الحرب المديد هذا، سيحطم كامل الطبقة الوسطى والأكثر تمدناً وتعليماً في كامل المناطق السورية، في نفس الوقت الذي ستسمح سطوتهم بتبدلات جذرية في سلم القيم الاجتماعية السورية، من خلال منح المزيد من الطاقة والسطوة والمركزية لدور العنف وفاعلية الهويات الأهلية وصعود الذكورة والمحافظة الحياتية.
حرب الاستنزاف السورية ستعني بأن قوى الهيمنة في هذه البقعة السورية أو تلك ستسعى لتحويل معتقداتها ونزعاتها السياسية إلى أشكال من “الدين السياسي”، ببساطة لأن غياب أي أفق للمصالحة في إطار دولة سورية مستقبلية، سيرفع عنهم حرج القبول بأشكال من التواطؤ التي كان يُمكن أن تُفرض عليهم عبر آليات المصالحة، بحيث يتطلب من كل قوة أن تتخلى نسبياً عن معقدها السياسي لخلق مساحة وسطى بين المتخاصمين، وبالتالي إعادة تأسيس السلطة العامة في البلاد عبر هذه المصالحة.
فالإسلاميون الراديكاليون في مناطق سيطرة ما تسمى المعارضة السورية، سيزيدون من فاعلية سلطات ومؤسسات الحُكم الثيوقراطية، وستزيد الأسدية من نزعتها لتكريس حكم العصابة المحيطة بها، وعبر القوة العارية، التي أوصلت راهننا لمستوى منع السوريين من دخول بلادهم ما لم يدفعوا خوة مباشرة لهذه السلطة، في ظل هذا كله، سينمو جيل من السوريين، هؤلاء الذين سيظنون أن الأحوال السورية الراهنة ليست استثناء قط، بل “هكذا هي الحياة”، التي لم يروا ويعيشوا غيرها، هذا الجيل الذي سيكون جاهزاً لقبول واستمراء كل شيء، لأنه سيكون الأكثر جهلاً وبعداً عن حقوقه “الطبيعية”، حتى تلك البسيطة التي تحفظ كرامته الآدمية.
أخيراً، ستتوافق وتتعامل القوى الإقليمية والدولية مع المسألة السورية حسب شرطها الراهن، ستعتبر أن مجموع المناوشات والصراعات الجزئية وغياب العدالة الاجتماعية وتهشم سلطة القانون وحكم المليشيات وهشاشة الحياة هي بمجموعها الصورة العادية والطبيعية والحقيقية لسوريا، بل ربما تعتبرها ملعباً مناسباً لتمرير الكثير من حاجاتها وآليات توازنها، كما فعلوا طويلاً بلبنان بعد حرب عام 1982، وحدهم دراويش سوريا دفعوا ويدفعون وسيدفعون كل الأثمان، في زمن الاستبداد وفي زمن الثورة والحرب، ووصولاً إلى الآن، زمن اللا شيء.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle