No Result
View All Result
المشاهدات 1
يتحقق السلام في الشرق الأوسط بالإفراج عن القائد عبد الله أوجلان الذي دعا إلى حلّ مشكلات وقضايا الشرق الأوسط عبر الحوار والفكر الديمقراطي الحرّ، ونبذ الخلافات الطائفية، والعرقية، وهذا ما أكده الكاتب والصحفي المصري فتحي محمود الذي دعا إلى حملة دولية للإفراج عن القائد عبد الله أجلان..
أثارت المقالة التي نشرها الكاتب الصحفي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية فتحي محمود، في جريدة الأهرام المصرية بعنوان “نحو حملة دولية للإفراج عن أوجلان” اهتمامًا كبيرًا في الأوساط العربية والكردية، حيث تطرق الكاتب في مقالته إلى أهمية القضية الكردية وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط.
وحول ذلك أجرت وكالة هاوار حواراً مع الكاتب الصحفي والخبير بالشؤون العربية في صحيفة الأهرام فتحي محمود، وكان الحوار على الشكل التالي:
ـ ما الهدف من طرح فكرة مثل هذه الحملة؟
هناك عدة أهداف لإطلاق حملة دولية للإفراج عن المفكر عبد الله أوجلان، منها أنها تعد عملية إعادة تعريف للرأي العام العالمي بأهمية القضية الكردية؛ لأنه في السنوات الأخيرة كان هناك قضايا كثيرة مطروحة عالميًا قد تكون توارت خلفها القضية الكردية، وبالتالي فنحن بحاجة إلى إعادة تعريف الرأي العام العالمي بأهمية القضية الكردية والدور الذي يمكن أن تؤديه في عملية إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
أما الهدف الثاني من طرح فكرة الحملة هو التعريف بالتحول الذي طرأ على المسار الفكري لعبد الله أوجلان من التمسك بحل الدولة المستقلة إلى طرح فكرة السلام مع الأمة الديموقراطية في إطار الدولة القومية، وهي فكرة متقدمة جدًّا يمكن أن تكون سبيلًا لإحلال السلام في كل المناطق التي يوجد بها الكرد وكل ما يتعلق بالقضية الكردية، وبالتالي تعريف الرأي العام العالمي بهذا التطور الهام الذي حدث في النسق الفكري لأوجلان، وهو أمر مهم للغاية لتصحيح الصورة التي ربما تكون موجودة عنه لدى الرأي العام من أنه مجرد قائد لحزب.
عبد الله أوجلان يقود حركة تحرر وطني لا تقل أهمية عن أي حركة تحرر وطني قامت من قبل في جميع بقاع العالم، وليس مجرد حزب يقوم بعملية الدفاع عن أرضه وحقوقه في دولته، وفي الوقت نفسه، أحد هذه الأهداف هو السعي إلى الإفراج عن هذا القائد التاريخي بعد 21 عامًا من السجن، قضى معظمها في ظروف بالغة القسوة، ومن المهم الآن أن يخرج من السجن ليقود شعبه في إطار فكرة إحلال السلام من خلال الأمة الديمقراطية، ليعم السلام في هذه المنطقة من العالم، ولن يعم السلام إلا بعد الإفراج عن هذا القائد التاريخي.
ـ هل هناك خطوات عملية تمت في هذا المجال؟
بحسب معلوماتي، هناك لجنة قانونية دولية تقوم باستمرار باتخاذ إجراءات قانونية على مستوى أوروبا والعالم، وعلى المستوى التركي أيضًا من أجل قضية المفكر عبد الله أوجلان والسعي إلى الإفراج عنه. ولكن؛ في النهاية يتعاملون مع قضيته على أنها مسألة قانونية، ونحن نريد التعامل معها على أنها مسالة إنسانية أكبر من الجزء القانوني بكثير، وتهم الرأي العام العالمي من أجل إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
ـ ما هي أهمية الإفراج عن القائد عبد الله أوجلان؟
بالتأكيد الإفراج عن هذا القائد التاريخي للشعب الكردي سيؤدي إلى انفراج كبير في حل القضية الكردية، وبالتالي إحلال السلام في المناطق التي يقطن بها الشعب الكردي، وهذا الأمر سيؤدي إلى إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط بأكملها؛ لأن القضية الكردية كانت ولا زالت من أهم المعضلات التي لم يتم التوصل إلى حل لها على مدى عقود طويلة نتيجة أسباب كثيرة. أعتقد أن الإفراج عن أوجلان بداية الطريق الصحيح نحو حل القضية الكردية، وسيؤدي إلى نتائج إيجابية كثيرة ويمنع بحور دم أكثر.
ـ هل تواصلتم مع أحد في هذا السياق؟
لا لم أتواصل مع أي شخص له صلة بهذا الموضوع، وفكرت كثيرًا في الكتابة عن هذه القضية، وتوصلت إلى فكرة الحملة الدولية كمدخل لهذا الأمر، وكنت متأثرًا في معالجة الفكرة بمسيرة الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا الذي ظل في السجن حوالي 28 عامًا في ظروف مماثلة، وخرج منه زعيمًا لجنوب إفريقيا.
لم يحدث أي تواصل مع أي أحد قبل الكتابة. ولكن؛ بعد نشر المقال وانتشاره في العالم وفي الشرق الأوسط وترجمته إلى عدة لغات منها اللغة الكردية والتركية وغيرها، تواصل معي بعض الأصدقاء من الكرد، وبعض من لهم علاقة بهذه القضية للتشاور حول فكرة كيفية ترجمة هذه الفكرة إلى واقع عملي وما زالت المشاورات مستمرة.
ـ ما دور العرب في إظهار حقيقة النضال الكرد وحقوقهم المشروعة؟
الحقيقة؛ إن العرب لهم دور كبير جدًّا في التعريف بالقصية الكردية، وهم على تماس مباشر مع هذه القضية، وهم يعانون الآن مثلما عانى الكرد من جرائم النظام التركي. ولذلك؛ فإن العرب يجب أن يكون لهم دور كبير جدًّا في التعريف بالقضية الكردية وإظهار حقيقة نضال الشعب الكردي وحقوقه المشروعة، والقصة الحقيقية لهذا الشعب الذي يعد أكبر شعب في العالم يعيش على أرضه التاريخية بدون دولة.
الدور العربي كبير هنا، ولا يجب أن ننسى أنه كان هناك تواصل كبير بين الكرد والعرب على مدار التاريخ، وأن الكرد خرج منهم صلاح الدين الأيوبي محرر القدس، وقيادات كثيرة، وكان هناك الكثير من التعاون بين العرب والكرد الذي وصل إلى حد الاختلاط التام، ليس فقط في التاريخ القريب ولكن منذ عصور الفراعنة، ولا ننسى أن نفرتيتي التي كانت إحدى حكام الفراعنة هي من أصل كردي، ولذلك فإن العلاقات العربية – الكردية مهمة جدًّا في هذا الإطار.
ـ ما هي الأمور الخاطئة التي تلقاها العرب حول الشعب الكردي وكيف يجب تصحيح النظرة الخاطئة؟
الحقيقة؛ إن وجود الدولة العثمانية لفترة طويلة جدًّا وسيطرتها على الكثير من الشعوب العربية؛ أدى إلى انتشار الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى بعض العرب عن الكرد ونضالهم المشروع، بل عن طبيعتهم، ولا توجد نظرة أو رؤية واضحة لدى كثير من العرب عن القضية الكردية، ولا نظرة واضحة عن الأزمة التي يعاني منها الشعب الكردي، ولا نظرة واضحة توضح أن الشعب الكردي هو شعب مسلم صديق للعرب والوقوق إلى جانبه هو وقوف إلى جانب العرب أنفسهم، وهنا لا بد من جهد كبير من الطرفين العربي والكردي لتصحيح أي مفاهيم خاطئة منتشرة عن الشعب الكردي.
ومن أهم المفاهيم التي يجب تصحيحها هي أن الكرد ليسوا حركة انفصالية، ولكنهم شعب يعيش على أرضه التاريخية وهي ملك له، ومن حقه أن يحصل على حقوقه كاملة في حكم مستقل، أو على الأقل بطريقة إدارة ديمقراطية لشؤونه، وأن يسمح له بالاستمتاع بثرواته، وأن يعيش حياة طبيعية مثل أي شعب آخر، مع التأكيد على أن هذا الأمر لا ينتقص من الشعوب العربية شيئًا، بل على الأقل هو يدعم الشعوب العربية والتاريخ العربي الكردي المشترك الذي يجب التركيز عليه وإبرازه.
الكثير من العرب لا يعلمون أن هناك تاريخاً مهمًّا جدًّا بين الكرد والعرب، وأن القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي الذي يفخر به كل العرب هو قائد كردي ومؤسس الدولة الأيوبية، وهو من قاد عملية تحرير القدس، ومن المهم التركيز على هذا الجزء التاريخي لتصحيح المفاهيم وتصحيح صورة الكرد وقضيتهم لدى الوجدان العربي.
ـ هل من الممكن تشكيل تحالف عربي – كردي لمواجهة الأطماع التركية في المنطقة؟
نعم بالطبع يمكن تشكيل تحالف عربي كردي لمواجهة الأطماع التركية في المنطقة، بل يجب تشكيل تحالف عربي كردي لمواجهة أطماع أردوغان، مع التأكيد على أن هذا التحالف هو الأقدر على مواجهة هذه الأطماع بكل أشكالها؛ لأن تركيا ليس لديها أطماع في الأراضي الكردية فقط، ولا في القضاء على القضية الكردية ووصمها بالإرهاب وكل الصفات السيئة، ولكن أطماع أردوغان أصبحت واضحة في الأراضي العربية مثل سوريا والعراق وليبيا وغيرها من الأراضي العربية، واستخدامها للجماعات المتطرفة مثل داعش وأمثالها لمحاولة إعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية مرة أخرى، وأعتقد أنها أوهام لن تحدث في يوم من الأيام ولكن طالما أردوغان يصر عليها؛ فإن التحالف العربي الكردي أساسي لمواجهة هذه الأطماع، ولكن قبل تشكيل تحالف عربي كردي لا بد من توثيق العلاقات بين الكرد والرأي العام العربي، ليس على مستوى الحكومات فقط، ولكن على مستوى الشعوب وهذا هو الأهم.
كما يجب تعريف الرأي العام العربي بالكثير من المفاهيم التي لا يعلمها عن القضية الكردية والشعب الكردي، وأعتقد أن هناك محاولات جادة الآن نحو ذلك، حيث انتشرت عدد من الأبحاث الكردية في بعض الدول العربية مثل مصر على سبيل المثال.
كما أصبح النشاط الكردي متاحًا في دول عربية كثيرة، والمطبوعات كثيرة، بالإضافة إلى المواقع الالكترونية، ولكن ما زلنا بحاجة إلى المزيد من المعلومات عن الكرد باللغة العربية، وتطور معلومات قضيتهم ليتعرف عليها الرأي العام العربي بشكل محدد.
No Result
View All Result