No Result
View All Result
المشاهدات 0
نسرين آكري –
ربما هو القدر الأحمق الذي يطارد أهل روج آفا والشمال السوري، فمنذ بداية الأزمة السورية نصارع العدو تلو العدو، وهدفنا هو العيش بسلام وأمان ونُحارب من أجلهما، ومنذ البداية واجهنا جبهة النصرة وأخواتها ثمَّ داعش المدعومين من الدولة التركية الإرهابية. وبعدها قامت تركيا باحتلال سري كانيه وكري سبي وقبلها عفرين وشردت الآلاف من سكان هذه المناطق، وأطلقت العنان لمرتزقتها من السوريين الخونة لقتل وسرقة ونهب أموال وأملاك سكان تلك المدن ويقوم المرتزقة كل يوم بارتكاب أبشع الجرائم بحق الأهالي.
واليوم بدأنا بمحاربة عدو مختلف تماماً عدو لا نراه، يتغلغل في المجتمع بكل سهولة، ويقتل المئات يخترق صفوفنا يخترق أجسامنا ويدمرها ويقضي عليها، إنه فيروس كورونا الذي جاء في وقتٍ غير مناسب في وقت يتربص الأعداء بنا من كل جهة، يحاولون هدم كل ما قمنا ببنائه وما زاد في الطين بلّة عقوبات قيصر التي أنهكت الشعب السوري.
إن وباء كورونا الذي يهدد بالموت خلال فترةٍ قصيرة انتشر خلال ثلاثة أشهر في جميع دول العالم، فبدأت الحكومات في توسيع نطاق استجابتها في مجال الصحة العامة واتخذت كافة التدابير الشديدة واللازمة لمنع انتشار المرض، إلا أن المرض كان ينتشر كالنار في الهشيم بسبب قلة معرفة الأطباء والحكومات والشعوب في التعامل مع هذا العدو الشرس في البداية، واستطاعت بعض الدول الحد من انتشاره نتيجة قيامها بحملات إعلامية لضمان إدراك الناس لخطر فيروس كورونا والإجراءات اللازمة لتجنب العدوى.
وبالمقابل هناك دول لم تأخذ الموضوع بجدية فنالت نصيبها الأوفر منه وأودى بحياة الآلاف من مواطنيها، وقد كشف كورونا حقيقة كانت مخفية عنّا، حقيقة الدول الرأسمالية والتي كانت تدّعي الديمقراطية وحرصها على مواطنيها، فقد تبين بعد الجائحة أنها لم تكن تعير اهتماماً واسعاً بمجال الصحة فأنظمة الصحة العامة كانت تعاني من قصور في الكثير من المواد والأجهزة لمواجهة كورونا، فقد كانت تفضّل صناعة الأسلحة لبيعها للشعوب الفقيرة التي كانت تقوم بخلق الأزمات في بلادها، لتطلب منها فيما بعد السلاح وتتصارع فيما بينها إلى أجل غير مسمّى.
أما النظام السوري فلم يبد اهتماماً جدياً بالجائحة، وكأنّه كان يتعمّد تفشيه في البلد فلم يقم بتجهيز مستشفيات لمرضى كورونا وحتى التي ادّعى أنه جهزها لم تكن تشبه المشافي بشيء، بل بدت وكأنّها سجون للمرضى حيث تفتقر إلى أبسط مواصفات المشافي ولم يقم بفرض حظر جدي وحازم إلى أن انتشر الفيروس.
أما الآن وبعد عقوبات قيصر ومع الوضع الاقتصادي البائس للمواطن السوري، صار من المستحيل بقاء المواطن في البيت خوفاً من كورونا فهو مجبر للخروج والعمل لساعات طويلة لتأمين لقمة العيش لأسرته، بل ويقوم كل شخص بعملين ليستطيع تلبية مستلزمات أسرته المعيشية، ولم يقم النظام بوقف رحلات الطيران من دمشق إلى قامشلو عمداً لينشر المرض في هذه المنطقة أيضاً، حيث كانت خالية منه قبل ذلك، فقد قام المسؤولون في مطار قامشلو بتهريب بعض المسافرين القادمين من دمشق، والذين كان من بينهم مرضى كورونا وإخفائهم عن الإدارة الذاتية، التي كانت تضع المسافرين في حجرٍ صحي لمدة 14 يوماً لمنع انتشار المرض، وبذلك كان النظام والمسؤولين عن المطار هم المسؤولون على انتشاره في مناطقنا، ومما ساعد أيضاً على انتشار هذه الجائحة هو استهتار بعض المواطنين وعدم أخذهم الموضوع على محمل الجد. وها نحن اليوم نجني ثمار استهتارنا ولا مبالاتنا فأعراض المرض وطرق الوقاية منه أصبحت معروفة لدى الجميع، فمن أحس بتلك الأعراض حتى ولو كانت خفيفة عليه التزام البيت وعزل نفسه لمدة 14يوماً، ومراقبة أعراضه واتباع إرشادات العزل والحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل بينه وبين الآخرين، في أي مكان وتجنب لمس الأسطح بيديه، وبذلك يحمي عائلته وأهله من المرض.
وإذا كان المريض لا يخاف على نفسه فليخشى على أسرته وأهله، وبخاصة كبار السن والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والرئة أو السكري أو السرطان، لأن هذا الوباء قد يودي بحياتهم، لذلك كان من الواجب الالتزام بالحظر وارتداء الكمامات والتقيد بالتباعد الاجتماعي، وإلغاء الرحلات والاحتفالات بكل أنواعها ومجالس العزاء، والاهتمام بالنظافة الشخصية والمواظبة على غسل اليدين بالماء والصابون أو تنظيفها بمطهر كحولي، وهناك أشخاص مصابين بالعدوى قد لا تظهر عليهم الأعراض في الفترة الأولى، أو لديهم أعراض خفيفة لذلك يجب الحفاظ على مسافة متباعدة وعدم لمس الأسطح وممارسة المشي لنصف ساعة كل يوم، إن التقيد والالتزام بالقواعد الصحية دليل على حبك لأسرتك، لأهلك ولأصدقائك دليل حبك لوطنك.
No Result
View All Result