No Result
View All Result
المشاهدات 1
اغتيلت رهام يعقوب يوم 19 آب الجاري، بعمر الثلاثين، برصاص مسلح ملثم أطلق النار عليها من على دراجة نارية، عندما كانت داخل سيارتها في مدينة البصرة.
سمعت الإعلامية العراقية، نور العرادي، بخبر اغتيال صديقتها مدربة اللياقة البدنية، رهام يعقوب، من خلال مجموعة إخبارية على “واتس آب”، وصدمت بهذا الخبر مثلها مثل كثير من العراقيين، حيث لم تتوقع خبراً كهذا، فرهام كانت قد قررت التوقف عن المشاركة في المظاهرات منذ أن تلقت تهديدات عام 2018، وتفرغت تماماً لدراستها الأكاديمية وعملها وتخصصها في الرياضة.
تقول صديقتها نور العرادي لبي بي سي: “نصحها كثيرون أن تترك البصرة.. لكنها كانت تقول: أنا بنت البصرة أعيش وأموت فيها”.
وجاء اغتيالها بعد أيام من قتل ابن مدينتها، الناشط المدني تحسين أسامة الشحماني، الذي اغتيل يوم 14 آب.
من هي رهام يعقوب؟
على صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، تعرّف رهام عن نفسها بأنها طالبة دكتوراه في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، ومحاضرة في جامعة البصرة، صاحبة نادي رياضي، ومختصة بتدريب اللياقة، وباحثة في علم التغذية، ومعدة ومقدمة برنامج على راديو الرشيدFM.
وكانت قد بدأت مؤخراً دروس تدريب رياضة عبر الإنترنت، محققة واحداً من أحلامها، كما كتبت.
تعرفت نور على رهام عام 2016، وكانت نور قد تخرجت من كلية الإعلام في البصرة، في حين كانت رهام تدرس الماجستير. استضافتها مرة في أحد برامجها، ثم توطدت صداقتهما بسبب ارتياد نور للنادي الرياضي الذي كانت تعمل فيه رهام.
“كان ناديها أشبه بالتجمع النسوي”
تقول نور: “كانت رهام عنصراً مهماً في مجتمعنا. هي امرأة تحتسب لنساء البصرة. كانت مميزة، وصاحبة اختصاص، كان ناديها أشبه بالتجمع النسوي؛ فبعد كل تمرين كان تشجع الفتيات والنساء على الدراسة، والاهتمام بالشكل والجمال. وكانت تقول من الطبيعي أن تكون المرأة عاملة ومتعلمة وأم.. ليس الهدف فقط الزواج من رجل يصرف علينا”.
وتقول إنها كانت “ملتزمة” وحريصة على سمعة النادي الذي تمكنت مؤخراً فقط من تأسيسه، لذا ركبت كاميرات مراقبة كي تتشجع النساء على الاستمرار بارتياد النادي، وكانت أسعارها بسيطة لتشجع نساء أكثر على لعب الرياضة.
تضيف نور: “حتى بعد ابتعادها عن المظاهرات، بقيت اسمها بارزاً لأنها نشيطة، ومؤثرة.. زرعت في عقول الفتيات أن المرأة عنصر مهم في المجتمع، وطبعاً ينتقل هذا التفكير للبيوت، أي الوعي، فوعي المرأة هو ما أخافهم من رهام”.
في مقابلة أجرتها قبل شهرين مع “منصة فيض الإعلامية”، تقول رهام إنها بدأت العمل كمدربة لياقة بدنية عام 2013، وفي العام ذاته عملت مع مجلس محافظة البصرة. وتقول إنها كانت تهدف لتغير العادات السلوكية الخاطئة في مجال التغذية والصحة، ودفع النساء لممارسة الرياضة والحركة.
وتتذكر كيف حثّت النساء على المشي الحر في شوارع المدينة عام 2015، وعلى عدم الخوف من المجهول ومن ردة فعل المجتمع بسبب محاولتهن ممارسة رياضة المشي.
ترى نور أن أكثر ما أثر على رهام هو أنها شجعت النساء على التظاهر قبل سنوات في مدينة البصرة، التي يغلب عليها الطابع العشائري، فصار ينظر إليها على أنها ضد العادات والتقاليد، وفقاً لنور التي تابعت بالقول: “هذا التفكير لم يكن موجوداً قبل الحرب التي حصلت في العراق عام 2003.. البصرة كانت مدينة جميلة”.
“غالباً ما يلومون العائلة”
تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات قديمة تظهر فيها رهام تقود مظاهرات في البصرة وتهتف وسط الحشود.
وفي أحد الفيديوهات التي يقال إنها تعود لعام 2018، تظهر وهي تطالب بحقوق أهل البصرة الأساسية في الكهرباء وماء الشرب النظيف، تقول فيها: “لو نحنا شباب ونسوان البصرة ما وقفنا لنفسنا والله نروح بالحضيض.. يقولون مشاغبين؟ تعمدت أسوي بث مباشر لأظهر أن المتظاهرين ما دمروا شيء.. نحنا طلعنا باحترام”.
وبعد اغتيال رهام، تداول عراقيون تقريراً قديماً لوكالة مهر الإيرانية يعود تاريخه لأيلول 2018، تظهر فيه صور عدة ناشطات وناشطين عراقيين، من بينهم رهام، إلى جانب صورة القنصل الأمريكي، مع عنوان: “دور القنصلية الأمريكية في البصرة في تحريك الشارع العراقي”، بحسب وكالات.
اليوم، تخشى الإعلامية العراقية، نور العرادي على عائلة رهام يعقوب من الناس، وتقول: “الذين غالباً ما يلومون العائلة وينسون حالة العزاء. يحاسبون الأهل لأنهم سمحوا لابنتهم أن تعيش حياة طبيعية.. تقود سيارة اشترتها بالتقسيط، وتفتتح نادياً رياضياً لم تهنأ به بعد، وتشارك في مظاهرات بسبب انعدام فرص العمل للشباب والشابات في مدينتها”.
No Result
View All Result