بيّنت الرئيسة المشتركة لحزب النضال الديمقراطي خناف ملا بأن الحل السوري يكمن في خطوتين اثنتين أولهما طرد المحتل التركي من المدن المحتلة في شمال وشرق سوريا، وثانيهما جلوس السوريين للحوار مع بعضهم البعض، وأشارت أن دولة الاحتلال التركي تسعى إلى تطبيق الميثاق الملي، والمتمثل بالسيطرة على معظم الأراضي السورية، وأوضحت أن القوات التي هزمت الإرهاب قد حمت العالم أجمع من رجسهم، ورأت أن التفاهمات التي جرت بين الأحزاب الكردية هي بُشرى سارّة للشعب الكردي، ومفتاح للحل السوري.
جاء ذلك من خلال الحوار الذي أجرته صحيفتنا معها حول حل الأزمة السورية، ووحدة الصف الكردي واللقاءات التي تجري بخصوصها، وهجمات دولة الاحتلال التركي على المنطقة، فكان الحوار التالي:
ـ الأزمة السورية التي بدأت منذ العام 2011 لم يُكتب لها الحل إلى الآن؛ وفق قراءتك للأحداث، والتطورات السياسية، والميدانية التي رافقت سنوات الأزمة؛ كيف يجب أن يكون شكل الحل في سوريا؟
منذ عقد من الزمان مرّت الكثير من المآسي على رؤوس الشعوب السورية، ولم تستثنِ تداعيات الأزمة أي شعب من شعوبها، فصفحات السنوات السابقة حُبلى بالقتل، والتدمير، والتهجير، والتشريد، والنزوح، والاحتلال، والتدخلات الخارجية، والتغيير الديمغرافي، ولأنه لا توجد إرادة لحل الأزمة من قبل الحكومة السورية، ولا من قِبل ما تسمي نفسها المعارضة وأقصد هنا المعارضة المرتبطة بدولة الاحتلال التركي. وكذلك هناك سيطرة العديد من القوى الإقليمية والدولية على جزء من التراب السوري، فالحل مع وجود هذه المسببات سيكون بعيد المنال. لذلك؛ إن أراد السوريون طي صفحة السنوات السابقة جانباً عليهم أن يقوموا بعدة خطوات، وأولها طرد المحتل التركي من جميع المناطق التي احتلتها، ومن ثم القيام بحوار جدي بين كافة الشعوب السورية، وتحت إشراف الأمم المتحدة، فبالحوار وحدة حول طاولة مستديرة يكمن الحل، وهذا الطرح هو ما يتبناه مجلس سوريا الديمقراطية على الدوام، فكلما كان الحوار بين السوريين سيُكتب له النجاح، ونحن في حزب النضال الديمقراطي مع هذا الطرح، ونتمنى من كل الشعوب السورية أن يلتفوا حول الهم السوري ويضعوا خلافاتهم جانباً لبناء؛ وطن تتحقق فيه مطالب الجميع.
ـ كيف يقرأ حزب النضال الديمقراطي سياسة دولة الاحتلال التركي، وتدخّلها في الشأن السوري منذ الأيام الأولى للأزمة وإلى الآن؟
دولة الاحتلال التركي منذ أيام العثمانيين تعتبر كياناً احتلالياً لأراضي الآخرين، فالعثمانيون أجداد أردوغان احتلوا معظم دول المنطقة وعاثوا فيها فسادا لمدة أربعة قرون، فالأرض التي يمر منها الأتراك وجيوشه المحتلة تتحول إلى أرض جرداء لا حياة فيها، فالعقلية التركية بعيداً عن التعميم هي عقلية احتلالية، وهذا ما لاحظناه منذ الأيام الأولى للأزمة السورية فرأس النظام التركي أردوغان قالها أكثر من مرة أنه سيصلي في الجامع الأموي في دمشق، وادعى أنه مع الشعب السوري وطموحاته. لكن؛ حقيقته ظهرت عندما قدم الدعم والمساندة لمرتزقة داعش والنصرة، ووجههم لقتال الشعب الكردي، وشعوب المنطقة، وتوضحت نواياه أكثر عندما دخل جرابلس السورية دون قتال مع داعش، وتحت حجة حماية الأمن القومي التركي احتل معظم مدن الشمال السوري، فتركيا هدفها هو احتلال الأراضي السورية وتحقيق أهداف الميثاق الملي، وأردوغان يسعى لإعادة تثبيت أسس السلطنة العثمانية السيئة الصيت مرة أخرى على حساب السوريين.
ـ ما تقييمك للمنجزات العسكرية التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية ضد الإرهاب، ولا سيما بعد الإعلان عن حملة جديدة ضد فلول مرتزقة داعش، وخلاياه النائمة؟
لقد أثبتت قوات سوريا الديمقراطية أنها قوات وطنية بامتياز وبإمكانها أن تكون النواة الأساسية لجيش سوريا المستقبل، فقد استطاعت هذه القوات المكونة من أبناء شعوب شمال وشرق سوريا أن تهزم الإرهاب العالمي المتمثل بمرتزقة داعش، وحررت الشعوب من رجسهم، بل حمت العالم أجمع من إرهابهم، وهذه القوات هي صمام الأمان لكل السوريين، فهي قوات بناء وتحرير، ولا تشبه أي فصيل عسكري سوري على الجغرافية السورية.
ـ منذ أيام توصلت أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، والمجلس الوطني الكردي إلى تفاهم حول رؤية سياسية مشتركة، واعتبر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية بأن المرحلة الأولى من الحوار قد انتهت، ونحن بصدد الدخول في المرحلة الثانية للحوار؛ كيف تنظرين إلى هذه الخطوة؟
إن ما توصلت إليه الأحزاب الكردية من تفاهمات هو خطوة في الاتجاه الصحيح، فالشعب الكردي يكفيه انقساماً وشتاتاً فتلك التفاهمات تقوي من وحدة مواقف الأحزاب الكردية، ومن وحدة المصير المشترك وبخاصة في هذه الظروف الحساسة، كما أنها مفتاح لتأسيس سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، ونستطيع القول بأن هذه الخطوة هي بمثابة بشرى سارّة للشعب الكردي، الذي طالما حلم بوحدة الصف الكردي، وهي في الوقت ذاته رد على المحتل التركي وللمرتزقة المرتبطين به؛ فدعاة التشتت، والتشرذم يؤلمهم وتقضي مضاجعهم المساعي الوحدوية للشعب الكردي.
