لكل نوع في عالم الكائنات الحية نظام دفاعي خاص به وما من كائن حي واحد فقط يخلو من آلية الدفاع. بل وبالمقدور اعتبار المناعة التي يبديها كل عنصر أو جسم في الكون للحفاظ على وجوده دفاعاً ذاتياً. إذ من الواضح أن المناعة التي يبديها إزاء أي عطل أو الخروج من الكينونة والمناعة لا يمكن إيضاحها إلا بمصطلح الدفاع الذاتي. وفي حال فقدان تلك المناعة فإن ذاك العنصر أو الجسم يفسد ويخرج من كينونته ويتحول إلى عنصر آخر مغاير. أما في عالم الكائنات الحية فبمجرد تحطم جدار حصن الدفاع الذاتي، فإن ذلك الكائن الحي يصبح فريسة سهلة أو يموت في حال الدفاع الذاتي المنيع والدفاع لدى البشر مجتمعي بقدر ما هو بيولوجي. يعمل الدفاع البيولوجي من طرف غرائز الحماية والدفاع الموجودة في كل كائن حي. أما في الدفاع المجتمعي فجميع أفراد الجماعة والمجتمع يلوذون عن نفسهم بشكل مشترك بل ويطرأ التغيَر باستمرار على تعداد المجموعة وشكل تنظيمها وفق ما توفره فرص الدفاع عن الذات. وعليه فالدفاع وظيفة أصيلة في المجموعة. ومحال الاستمرار بالحياة من دونه وكما هو معلوم فلوظيفتان الأصليتان الأخريتان في عالم الاحياء هما تأمين المأكل والتوالد وكيفما يستحيل على الكائنات الحية مواصلة حيويتها من مأكل أو توالد فمحال عليها الاستمرار بالحياة فحال غياب الدفاع الذاتي لعالم الأحياء هو أن هذا الدفاع يهدف ( فقط_ وفقط) إلى حماية الوجود. فالتزموا منازلكم وحافظوا على حمايتكم الذاتية المجتمعية، بالحماية الذاتية نقضي على كل خطر وبمناعتنا نحمي مجتمعنا.
