بدماء شهداء الثاني عشر من آذار ننتصر ونُفشِل المؤامرات

تقرير/ جوان محمد – 

روناهي/ قامشلو ـ لن ينسى أبناء الشعب الكردي دماء شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو واستغلال النظام السوري لكل مفاصل الحياة في البلاد وتسخيرها لسياسته العدوانية تجاه الشعب الكردي، والذي حاول بمباراة بين نادي الفتوة من دير الزور والجهاد من قامشلو في العام 2004 بزرع الفتن بين الشعبين الكردي والعربي وكسر شوكة الكُرد وعدم التفكير بأنه لديهم حقوق شرعيّة يجب الحصول عليها وفق القوانين العالمية والدولية، وخاصةً بعد سقوط نظام البعث في العراق.

النظام السوري ولمدة عقود مارس الطغيان على أبناء الشعب الكردي وحرم حوالي 300 ألف من الجنسية السورية وكان يمنعهم بالتحدث بلغتهم الأم، ويستغل كافة جوانب الحياة في البلاد خدمةً لسياساته، ومنها الرياضة والتي كانت تدار عبر أفرع حزب البعث العربي في المدن والمناطق المختلفة، وحتى الآن لا يتم تعيين أي إدارة لأي نادي بدون موافقة حزب البعث أيضاً.

وبعد سقوط نظام البعث في العراق أصبح الشعب الكردي يدير نفسه هناك فتخوف النظام أن تنتقل الحالة لسوريا، لذلك فكر بحياكة مؤامرة ويقوم بذلك بكبح جماح الشعب الكردي وبنفس الوقت القيام بزرع فتنة طائفية بين الشعبين الكردي والعربي، عبر جلب مرتزقة بعثيين من دير الزور والحسكة وإدخالهم للملعب البلدي بقامشلو والذي هو الآن ملعب شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو، وقد تسلح البعثيين القادمين من الحسكة ودير الزور بالعصي والحجارة والأسلحة البيضاء وقاموا قبل المباراة بجولة بسياراتهم والسرافيس التي كانت تقلهم بمدينة قامشلو وسط هتافات تمجّد النظام العراقي الساقط والطاغية صدام حسين وسب وشتم رموز الشعب الكردي.

وفي الملعب استمر الاستفزاز وقاموا بالهجوم على الجماهير الداخلة للملعب والتي منعت من إدخال حتى قداحاتهم لإشعال السجائر، وكان واضحاً بأنه هناك شيء مبيت من قبل النظام السوري بحيث صرّح لنا أحد العاملين ضمن دوائر النظام وقتها ولديه من الأقارب متطوع في السلك الأمني للنظام، فقد ذكر “م.س” بأن ذلك الشخص الذي يقربه أخبره بأن لا يذهب للملعب لأنه سوف تحدث مشاكل، وهذا دليل واضح بأنه بالفعل كانت هناك مؤامرة كما ذكرنا في بداية التقرير وكانت القيادات العسكرية والأمنية مطلعة على الخطة المرسومة والمؤامرة التي أحكيت في دمشق ونفذت في قامشلو.

 قمع وقتل وترهيب حال النظام البعثي

وبعد الهجوم على جماهير الجهاد من قبل جماهير الفتوة وذلك قبل بداية المباراة في الثاني عشر من آذار بقامشلو من العام 2004، وأدت بالمحصلة لجرح العديد من الجماهير وتم نقلهم للمشفى ولكن الخبر الذي دفع أبناء المدينة بالتوجه إلى الملعب والذي كان مفاده بأنه تم دهس ستة أطفال وقتلوا في حادث تدافع من الجماهير وذلك عبر الردايو لإحدى إذاعات النظام البعثي وكان وقتها يذاع كل يوم جمعة وقت انطلاق المباريات في الدوري السوري لكرة القدم البرنامج الشهير الرياضي ملاعبنا الخضراء، ليتهافت أبناء قامشلو بالتوافد إلى أمام الملعب للاطمئنان على أبنائهم ومعرفة ما يحصل ولكنهم كانوا يتعرضون للضرب بالحجارة، وليقوموا بالرد على الحجارة التي كانت ترميها جماهير الفتوة من مرتزقة البعث عليهم وقبل حلول المساء قدم محافظ الحسكة وقتها المدعو سليم كبول وقام بإعطاء الأوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتجمهرين وليستشهد ستة من أبناء قامشلو برصاص الأمن السوري ورصاص المحافظ أيضاَ.

وليخرج في اليوم الثاني في تشييع الشهداء أبناء مدينة قامشلو والتي انتفضت عن بكرة أبيها ومع قيام النظام بقمع الجماهير التي كانت تُشيّع الشهداء ولدت انتفاضة من قامشلو ولتنطلق التظاهرات في كامل المدن الكردية وحتى الداخل السوري والمدن الكردستانية في الأجزاء الأربعة من كردستان والعديد من الدول الأوروبية والعالمية.

وليستشهدا أكثر من ثلاثين مواطناً واعتقل النظام أكثر من 6000 شخص ولكن اللافت في الموضوع لم تقام أي حرب طائفية كما كان يظن النظام البعثي بين الشعبين العربي والكردي ولا حتى الكرد خافوا النظام على العكس خرجوا في كل مكان ونادوا بحريتهم ولو قامت وقتها الشعوب السورية ومدوا يد العون للشعب الكردي لحصلت تغيرات كثيرة، ولكن هذه الشعوب لم تقوم بمساعدة الشعب الكردي، ولعلَ نقطة هامة يجب ذكرها أيضاً وهي لم تساند أغلب العشائر العربية النظام البعثي، والشعب الكردي لم يقم بالانتقام من أي عربي في المناطق ذات الغالبية الكردية.

أحد اللاعبين ممن يلعبون ضمن أندية إقليم الجزيرة ولاعب سابق في نادي الجهاد وكان ممن حضر وشارك في انتفاضة قامشلو (س.ب)، تحدث لنا وقال: “ذلك اليوم لن ننساه فقد تم إدخال جماهير الفتوة بدون أي تفتيش عكس جماهير الجهاد الذين لم يتم السماح بدخول أي شيء معهم، وبعدها تم مهاجمتنا من قبل جماهير الفتوة وقاموا برمي الحجارة علينا وإطلاق صياحات من السب والشتم للشعب الكردي والرموز الكردية ولم يَرد جمهور الجهاد لأنهم كانوا خاويي الأيدي إلا في حال وجدوا حجارة ممن رميت عليهم، وبعد ذلك تجمهر المواطنين في شوارع المدينة لمعرفة هل حصل شيء لأبنائهم، قام النظام بإطلاق الرصاص علينا، وأسفر ذلك عن شهداء ولتنتفض الجماهير في اليوم التالي والذين جوبهوا بالقمع والقتل أيضاً”.

واختتم حديثه بالقول: “إن النظام كان يحاول استغلال الرياضة دائماً لتنفيذ أجنداته وحاول عبر مباراة الجهاد والفتوة أيضاً فعل ذلك، ولكنه فشل لأنه شاهد كيف كانت ردة فعل أبناء قامشلو وروج آفا وقتها”، وكلنا ندرك بإن حالة الرياضة في سوريا في المناطق التي يديرها النظام مستفحلة بالفساد والطائفية والاستغلال السياسي، والنظام حاول دائماً إبعاد نادي الجهاد عن الدوري السوري وإنزاله للدرجات الأدنى وحتى فكر بعد انتفاضة قامشلو بشطب النادي، ولا ننسى بأن ظلمه على نادي الجهاد مستمر حتى الآن، ولا يقدم الدعم المطلوب للنادي”.

واستغلال النظام للرياضة وتحريك من كان يواليه أمر ليس خفي على أحد وقائم حتى الآن وبالتحديد ضد الأندية من مناطق الجزيرة وخاصةً نادي الجهاد الذي لا يلعب على أرضه منذ قيام الثورة السورية في العام 2011 والذي يتعرض للظلم التحكيمي دائماً، ولا يمنح الدعم المطلوب من الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم.

عكس النظام البعثي فالإدارة الذاتية وعبر هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي تمد بحسب الإمكانيات الدعم اللازم لنادي الجهاد والإدارة الذاتية التي لمت شمل الشعوب في كافة الجوانب والقطاعات المختلفة، وحتى في الرياضة في شمال وشرق سوريا تعتبر فسيفساء جميلة وصورة خلابة لتآخي الشعوب مع بعضها البعض في الرياضة، وهذا دليل واضح لفشل المؤامرات للبعث ضد شعوب المنطقة، والتي لا بدّ أن تحصل على الاعتراف السياسي من خلال إداراتها الذاتية في شمال وشرق سوريا، والتي تعتبر النواة الأساسية لسوريا حرة وديمقراطية.