سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

كوني أنتِ

هيفيدار خالد

قبل نحو أسبوع قرأتُ مقال للكاتبة الصحفية المغربية سناء العاجي المعروفة بكتاباتها في مجال المرأة والقضايا الاجتماعية، وأنا بدوري من المتابعين لكتابات ومقالات الكاتبة التي اعتبرها من الكاتبات المفضلة بالنسبة لي، من حيث اختيار المواضيع المفيدة للقارئ وتحليلاتها السليمة والعميقة للكثير من القضايا الموجودة في مجتمعنا.
في مقالها الأخير الذي عنونته تحت عنوان “أميرة في بيت زوجها”، حيث تتطرق الكاتبة في مقالها إلى ظاهرة إلغاء المرأة اسمها اختيارياً وكيفية وجودها كإنسان لها كيان وأفكار ومشاعر لتختزل نفسها في مكون واحد من مكونات هويتها وهي أمومتها أو زواجها.
أن تأخذ سيدة اسم زوجها أو ابنها أو أن تحتفظ باسمها العائلي لا يعني أنها تحبهم أكثر أو أقل.
موضوع المقال لفت انتباهي كثيراً وحتى أستطيع القول بأنها تطرقت إلى حقيقة أليمة لا نستطيع إيجاد الحلول لتجاوزها. كثيراً ما نرى في المجتمع بأن الأم تسمى باسم ولدها أو باسم زوجها أو أحد من أبناها. حتى يصل الأمر في كثير من المرات لا نعرف اسم بعض الأمهات لأنهن يعرفن بأسماء أبناءهن.
هنا لا نناقش عن مشاعر الأمومة والهدف ليس التقليل من شأنها لأن أغلب الأمهات سعيدات بهذه الصفات التي يطلقونها على أنفسهن.
يجب علينا أن نتعمق في الموضوع بشكل أكثر، والتفكير في تداعيات ذلك على بقية الأبناء وعلى سيكولوجية هذا الابن نفسه وعلاقته ببقية إخوته؟ ابن يصبح محدد التعريف بالنسبة لوالديه، إذا ما أطلقت الأم اسم أحد أبنائها على نفسها.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، وكما سألت الكاتبة في مقالها؛ لماذا على سعاد أو حنان أو منى (بكل ما في شخصيتها ومسارها من تنوع وتعقيد) أن تصبح فقط “أم وائل”؟ أو أن تصبح زوجة أحمد؟ هذا السؤال مهم للغاية على جميع الأمهات أن يسألن هذا السؤال لأنفسهن.
يعني عندما تأخذ سيدة اسم زوجها أو ابنها أو أن تحتفظ باسمها العائلي لا يعني أنها لا تكن لهم الاحترام والتقدير والحب. لكن احتفاظها باسمها يمكنها من الاحتفاظ بهويتها وكينونتها، خاصةً وأن معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تفرض على السيدة أن تغير اسمها العائلي بعد الزواج.
لذا على المرأة أن تولي الأهمية الكبيرة لاسمها وكيانها في المجتمع بدلاً أن تسمي نفسها باسم آخر لا تعبر به عن ذاتها وكيانها الحقيقي في المجتمع.